تونس: مؤتمر دولي حول المسلمين الذين طردوا من الأندلس

منظمو المؤتمر: طالبنا الإسبان بالاعتذار وثاباتيرو رد.. كانت مأساة إنسانية

TT

من المقرر أن يُعقد في تونس غدا مؤتمر دولي حول موضوع المسلمين الذين طُردوا من الأندلس خلال محاكم التفتيش التي أقامها الإسبان بحق المسلمين وغيرهم في القرن السادس عشر للميلاد. وسينظم هذا المؤتمر عبد الجليل التميمي، رئيس الجنة الدولية للدراسات الموريسكية (تتخذ من تونس مقرا لها)، الذي قال إن المشاركين في المؤتمر الدولي الرابع عشر للدراسات الموريسكية الأندلسية سيطلبون من إسبانيا تقديم اعتذار رسمي للعالم الإسلامي عما اقترفته أيديهم من جرائم في حق المسلمين في القرن السادس عشر للميلاد والإقرار بأخطاء الماضي من أجل بناء حوار الحضارات على أسس متينة.

وأضاف التميمي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» عشية المؤتمر لذي سيدوم 3 أيام، أنه أرسل قبل ثلاثة أشهر رسالة إلى الملك الإسباني خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو ووزير الخارجية ميجيل أنخيل موراتينوس، مضيفا أن ثاباتيرو رد عليه معتبرا أن تلك الحقبة كانت بمثابة مأساة إنسانية. وأضاف أن موراتينوس لم يرد على الرسالة رغم أن الملك كارلوس قد أحالها إليه.

وقال التميمي إن إسبانيا غير عابئة بالمسألة، والدليل أنه انطلق في الإعداد للمؤتمر المذكور مند سنتين ووجه الدعوة إلى الإسبان، إلا أنهم سارعوا ونظموا مؤتمرا قبل ثلاثة أيام من المؤتمر الذي سيُعقد في تونس. ويفترض أن يشارك في المؤتمر المرتقب في تونس أكثر من 55 باحثا من اليابان والهند وإسبانيا وعديد الدول العربية والإسلامية.

وقال التميمي إنه وجه رسالة إلى ملك إسبانيا مند سنة 1992 طالبه من خلالها بالاعتذار الرسمي للمسلمين عن جرائم محاكم التفتيش تماما مثلما اعتذرت أوروبا عن اضطهاد اليهود خلال القرن العشرين.

وقال التميمي إن محاكم التفتيش والتهجير القسري للمسلمين في القرن السادس عشر للميلاد قد تسببت في خروج ما بين 300 و400 ألف مسلم من ديارهم ولم تحتفظ السلطات آنذاك إلا بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات.

وقد أحرق الإسبان آنذاك الكتب وصادروا الأموال والممتلكات ووصل بهم الأمر إلى حرق الناس أحياء، مما يمثل نقطة سوداء تثير الضمير الإسباني، على حد قوله. وقد توزع المهجرون قسرا على المغرب والجزائر وتونس.

وكان عبد الجليل التميمي قد دعا منذ سنة 1982 إلى الاهتمام بالتراث الأندلسي وأسس بعد سنة فقط اللجنة الدولية للدراسات الموريسكية، وقد أنجز أكثر من 600 دراسة حول الموضوع من خلال «مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمؤسسات».