شبح وباء إنفلونزا الخنازير يخيم على اجتماعات منظمة الصحة العالمية

وفاة أميركي وتفش باليابان وارتفاع عدد ضحايا المرض في العالم إلى 8700 شخص

TT

افتتحت منظمة الصحة العالمية صباح أمس الاجتماع السنوي لدولها الأعضاء الـ193 في ظروف استثنائية بسبب خطر انتشار وبائي «وشيك» لإنفلونزا الخنازير إيه (اتش1ان1). وقد أصاب المرض بحسب الأرقام الرسمية نحو 8700 شخص في 39 بلدا على وجه الكوكب وظهور بؤرة جديدة مستقلة أعلنت عنها السلطات اليابانية مما زاد الأجواء توترا في منظمة الصحة العالمية خلال عطلة الأسبوع. وبالفعل فمنذ الانتقال إلى مرحلة الإنذار الخامسة في 29 أبريل (نيسان) التي تشير إلى أن الانتشار الوبائي على نطاق عالمي بات وشيكا، أعلنت المنظمة أنها تنتظر أدلة على ظهور بؤرة انتقال للمرض غير مرتبطة بالسفر في منطقة خارج القارة الأميركية التي انطلق منها فيروس غير مسبوق من نوع ايه (اتش1ان1). إلى ذلك تأكدت اصابة أكثر من 100 شخص بالسلالة الجديدة من الانفلونزا «اتش1 ان1» في اليابان امس وذلك بعد الاعلان عن أول حالة وفاة بسبب الفيروس في نيويورك واكتشاف أول حالتي اصابة في تشيلي.

وبحسب معايير منظمة الصحة العالمية فان الوضع في اليابان، في حال تأكد ذلك، قد يبرر إعلان درجة الإنذار القصوى أي 6 درجات ما يعني ظهور أول انتشار وبائي على مستوى عالمي لانفلونزا في القرن الـ21. وقد سلم وزير الصحة المكسيكي خوسيه انخيل كوردوفا أمس، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغرت تشان المعلومات العلمية عن فيروس الانفلونزا ايه (اتش1ان1) بغية الإسهام في إعداد لقاح. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى التعبئة العامة لمكافحة الفيروس الذي لم يبلغ بعد مرحلة الخطر الشديد لكن قد يتبدل إلى سلالة «اكثر خطرا بكثير». وقالت وزارة الصحة اليابانية إن أغلب حالات الإصابة الجديدة في البلاد تركزت بين طلاب بالمدارس الثانوية في مقاطعتي هيوجو واوساكا في غرب البلاد لم يسافروا إلى الخارج. وأفادت تقارير إعلامية بأن من بين المصابين طفلا عمره خمس سنوات وشخصا واحدا على الأقل تجاوز الستين من العمر. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 39 دولة أكدت وجود حالات إصابة لديها بالفيروس الجديد وهو مزيج من انفلونزا الخنازير والبشر والطيور. وكان فيروس «اتش1 ان1» قد دفع المنظمة الشهر الماضي إلى رفع مستوى التأهب لوباء عالمي إلى الدرجة الخامسة من مقياس مؤلف من ست درجات. وحتى الان كانت أغلب حالات الوفاة في المكسيك. وفي اليابان ذكرت وسائل اعلام أن المدارس ورياض الاطفال أغلقت أبوابها في انحاء غرب البلاد. وطلب من الطلاب البقاء في المنزل لكن الحكومات المحلية نصحت الشركات بمواصلة العمل كالمعتاد. ودفعت تلك الأنباء أسهم شركة صناعة الأدوية تشوجاي فارماسوتيكال للصعود بسبب الآمال في تحقيق مبيعات قوية من عقار تاميفلو المضاد للفيروسات. كما قفزت اسهم الشركات المصنعة للأقنعة الطبية رغم انخفاض مؤشر نيكي بنحو ثلاثة في المائة. وأخفق مفاوضون صحيون من الدول الغنية والفقيرة في جنيف يوم السبت في التوصل لاتفاق كامل بشأن اقتسام الفيروسات لإنتاج الأمصال ولكنهم قالوا انهم توصلوا إلى اتفاقات بشأن بعض القضايا السياسية الصعبة. وزاد فيروس «اتش1 ان1» من أهمية هذا التجمع الحكومي الذي شكلته منظمة الصحة العالمية قبل نحو عامين وسط مخاوف بشأن فيروس «اتش5 ان1» أو انفلونزا الطيور. وقالت الحكومة اليابانية امس انها قررت عدم رفع مستوى التأهب المحلي إلى المرحلة الثالثة التي تشمل اتخاذ إجراءات من بينها الحد من الاستخدام الوقائي للأدوية. وقال جون ليبسكي نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي للصحافيين في طوكيو: «من الصعب التنبؤ بالمخاطر التي تشكلها الانفلونزا الجديدة إذ إنه من غير المعلوم إلى أي مدى ستنتشر. يمكن أن يكون لها تأثير ملحوظ على اليابان. في حالة المكسيك.. يقول المسؤولون هناك ان تفشي الفيروس قلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.5 في المائة. وفي نيويورك قال مسؤولون طبيون إن مسؤولا بمدرسة في المدينة كان مصابا بالانفلونزا الجديدة توفي الأحد ليصبح أول شخص يتوفى في نيويورك بسبب الفيروس. وقال الدكتور اندرو روبين المتحدث باسم المركز الطبي لمستشفى فلاشنج ان ميتشيل وينير، 55 عاما، توفي بعد نقله للمستشفى قبل عدة أيام مصابا بفيروس «اتش1 ن1». وكان وينير يعمل مديرا مساعدا بمدرسة 236 المتوسطة في هوليس ببلدة كوينز في نيويورك. وكانت المدرسة بين عدة مدارس أغلقت في المدينة بعد أن أصاب المرض بعض العاملين والطلاب. وأكدت الصين أول حالة إصابة بانفلونزا «اتش1 ان1» في العاصمة بكين مطلع الأسبوع الحالي في حين أكدت هونغ كونغ اكتشاف ثالث حالة إصابة وهي لرجل وسعت إلى اقتفاء أثر الركاب الذين جلسوا بالقرب منه على متن طائرة.