نجوم الكرة يشاركون الأطفال المعاقين احتفالاتهم

بهدف دمجهم بأقرانهم الأسوياء في المجتمع السعودي

جانب من مشاركة اللاعب نايف هزازي للأطفال المعاقين (تصوير: غازي مهدي)
TT

استقبال حافل حظي به نايف هزازي، لاعب المنتخب السعودي لكرة القدم ومهاجم نادي الاتحاد، من قبل أطفال مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للمعوّقين صباح الأربعاء الماضي، خلال مشاركته في فعاليات اليوم الترفيهي الرياضي الذي ينظمه مركز العلاج الطبيعي التابع للجمعية.

هزازي اعتبر دعوته لمشاركة الأطفال المعوقين يومهم شرفا كبيرا له، وقال لـ«الشرق الأوسط» وحرارة اللقاء تحيطه: «كنت أتمنى هذه الزيارة منذ وقت بعيد، وسأكررها مرات عديدة، لا سيما أن حرارة استقبال الأطفال كانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لي»، لافتا إلى أن تصرفاتهم التلقائية أثرت كثيرا في نفسه.

وباعتبار أن نجوم كرة القدم يعدون من أكثر الشخصيات السعودية شهرة، كان لا بد أن يتعاملوا بشكل مختلف، يضيف لهم نقاطا إيجابية في سجلهم الاجتماعي. وهذا ما جعل مشاركة اللاعب الدولي لا تقتصر على جلوسه في المنصة المخصصة له، بل تفاعل مع الأطفال المعوقين بشكل لافت خلال مشاركته إياهم ألعابهم، بما فيها ضربات الجزاء التي جلس فيها أمام المرمى كحارس مرمى في محاولة منه للنزول إلى مستوى عربات الأطفال وسط أجواء طفولية تحلى بها، وهو ما جعلهم يتفاعلون معه أثناء رمي الكرة وتسجيل الأهداف في مرماه. وتهافت الأطفال على نجم الاتحاد من أجل التقاط الصور التذكارية معه والفوز بالأوتوغراف على أوشحة النادي بين زينة اتحادية علقت في كافة أنحاء القاعة، إلى جانب الأهازيج التي أضفت على المكان أجواء شبيهة بمدرجات الملاعب. الجدير بالذكر، أن جمعية الأطفال المعوقين تحرص كل عام على دعوة إحدى الشخصيات الرياضية المعروفة. وقد استضافت منذ عامين حمزة إدريس اللاعب السابق وأحد أفراد الجهاز التدريبي في نادي الاتحاد السعودي، كما شارك مالك معاذ لاعب النادي الأهلي السعودي في اليوم الترفيهي الرياضي للعام الماضي.

وذكرت سلوى المحمدي، مساعدة مدير مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ جمعية الأطفال المعوقين سابقا ـ في جدة، أن اليوم الترفيهي الرياضي يعقد مرتين في كل سنة ليمارس فيه الأطفال ألعابا رياضية متنوعة بحسب قدراتهم الخاصة.

وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار النشاطات الرياضية يتم بناء على مهارات الأطفال عن طريق اختصاصيات العلاج الطبيعي في المركز، مشيرة إلى أن جميع أطفال الجمعية يشاركون في هذه النشاطات بعد توزيعهم على مجموعات متنافسة تتوج الفائزة منها في نهاية الألعاب.

وتابعت المحمدي أن هذا اليوم الذي يعتبر النشاط الأول للعام الحالي يمتد لمدة أربع ساعات متواصلة، يتخللها توزيع وجبات غذائية وهدايا مختلفة للأطفال، في حضور عائلاتهم، مضيفة أن النشاطات تستمر للسنة الخامسة على التوالي حتى الآن.

ومن جهته، أفاد الدكتور عثمان عبده هاشم، مدير مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة، أن الهدف من تنظيم جميع فعاليات الجمعية يتمثل في دمج الأطفال المعوقين بأقرانهم الأسوياء في المجتمع والمدارس. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا ينبغي على أي فرد تناول الآثار السلبية الناتجة عن عملية دمج المعوقين بالأسوياء، خاصة، أن المختصين جزموا أن هذه العملية تأتي لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة». وأضاف «أن أكثر ما يشتكي منه المعوقون هو تجاهل المجتمع لهم، علما بأنهم لا يتحملون ذنب ما هم فيه، إضافة إلى أنهم لا يختلفون عن غيرهم من الأسوياء في شيء».

ولفت مدير مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أن التاريخ مليء بنماذج كثيرة من أصحاب الإعاقات الذين حققوا إنجازات كبيرة، مؤكدا أن هذه الفئة تعد أكثر مواهب من غيرها في ظل سعيها لتعويض النقص الجسدي بنواحي الشخصية الأخرى.

وكشف الدكتور عثمان عبده هاشم عن محاولة المركز دعوة كل من ياسر القحطاني ومحمد نور للنشاطات المقبلة، مشيرا إلى أن عملية التنسيق ما زالت مستمرة من خلال وحدة التنسيق الإعلامي والعلاقات العامة بالمركز.

يشار إلى أن اليوم الرياضي الترفيهي الذي عقد الأربعاء الماضي، شهد مشاركة نحو 100 طفل معوق من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز، و20 طفلا من دار الحنان والرعاية، بالإضافة إلى حوالي 8 أطفال من مركز العون على اختلاف إعاقاتهم.

وتعتبر هذه النشاطات الرياضية، التي تدخل ضمن البرامج العلاجية التأهيلية للأطفال المعوقين، من وسائل التعاون وتضافر الجهود التطوعية وتبادل الخبرات بين الجمعية والشركات والمؤسسات المهتمة بقضية الإعاقة والمعوقين، بشكل خاص، والقضايا الاجتماعية الإنسانية بشكل عام من أجل تحقيق أهداف الجمعية في جميع المجالات.