ليلة المتاحف في فرنسا تجذب ملايين الزوار

تقليد تشارك فيه 42 دولة أوروبية

الواجهة الخارجية لمتحف غرونوبل
TT

ثمة في فرنسا ومعظم دول أوروبا، ظاهرة ملفتة ومحببة، حيث تفتح المتاحف أبوابها في ليلة محددة من مايو (أيار) أمام الزوار مجانا للمرة الرابعة على التوالي، بعد أن بدأ هذا التقليد في عام 2005 في فرنسا، بتشجيع من منظمة اليونسكو، وطال مع الوقت معظم الدول الأوروبية. هذا التقليد مفيد لهواة المتاحف والفنون الجميلة على اختلاف أنواعها ومشاربها، خاصة الذين يقضون جل وقتهم في البحث عن الجمال، ولا تساعدهم إمكاناتهم المادية كثيرا، فيتوجهون إلى المتحف إما صباح الأحد الأول من كل شهر، للاستمتاع مجانا بما تعرضه المتاحف، أو في هذه الليلة الوحيدة من كل عام. التقليد مفيد للعائلات بشكل خاص، حيث تستطيع اصطحاب أطفالها إلى المتاحف لتنمية مواهبهم منذ الصغر، كما أنه مفيد للتلاميذ الذين تتطلب دراساتهم المكوث لفترات طويلة تمتد لساعات داخل المتاحف.

هذا على الرغم من أن يوما واحدا لا يكفي بكل تأكيد لزيارة متحف بحجم اللوفر، أو متحف بومبيدو في باريس، وهما متحفان كل واحد منهما بحجم مدينة صغيرة. وثمة مدن في فرنسا تحتوي على أكثر من متحف، كما هو الحال مع غرونوبل، التي تحتوي على تسعة متاحف، أكبرها متحف غرونوبل، الذي يعد من المتاحف الكبرى في فرنسا، حيث تأسس في عام 1796، سواء كان ذلك بسبب الأعمال المعروضة، أو تلك الأعمال التي يخزنها في سراديبه ومستودعاته المظلمة، أو بسبب أسماء الفنانين الذين يعرض لهم ويمتلك آثارهم الفنية مثل رينوار، وكاندينسكي، وغيرهم من كبار فناني عصر النهضة الأوروبي. ويحتوي المتحف على ألف وخمسمائة عمل، تمتد منذ القرن الثامن الميلادي حتى يومنا هذا، وتعرض هذه الأعمال في خمس وستين صالة للعرض، على مساحة ثمانية عشر ألف متر مربع. كما أن المتحف يضم أكبر مجموعة لأعمال الفنان فرانسيسكو دو زابوران، في فرنسا، ولوحات لفنانين مثل فيليب دو شامبين، من القرن السابع عشر، كما يضم لوحات لغوغان، وفان غوغ، وماغريت، وماتيس، وفلامينك، وفيليكس فولوتون، وسيناك، وماكس أرنست، وكثير من الذين أسهموا في إرساء قيم الفن التشكيلي في القرن العشرين، إضافة إلى حديقة تحيط بالمتحف تمتلئ عن آخرها بالمنحوتات لكبار النحاتين في العالم، وعلى رأسهم جياكوميتي وربيكا هورن. وعلى هذا فإن زيارة هذا المتحف، التي تتيحها فكرة فتح المتاحف ليلا، تجعل الفنون الرفيعة بمتناول جميع طبقات المجتمع الفرنسي، خاصة الطبقة العاملة التي تعتبر الطبقة الوحيدة، التي لا تملك الوقت الكافي لممارسة ترف الإطلاع على الأعمال الفنية بشكل عام، الأمر الذي يعطي فكرة عن حجم زوار المتاحف في الليلة الوحيدة، التي تفتتح فيها المتاحف، إذ بلغت نسبة الزوار في عام 2008 حوالي مليوني شخص في معظم الأراضي الفرنسية.