مراكش: مزاد لبيع قطع أثاث فندق المأمونية الشهير يحصد 800 ألف يورو في اليوم الأول

نزل فيه ونستون تشرشل وريغان وعمر الشريف

فندق المأمونية في مراكش («الشرق الأوسط»)
TT

يقام في قصر المؤتمرات بمراكش مزاد لبيع قطع أثاث من فندق المأمونية، يشمل بيع حوالي خمسة آلاف قطعة أثاث من الفندق الفخم. وفي اليوم الأول للمزاد، توافد المشترون على القاعة لشراء قطع شكلت جزءا مهما من الفندق الذي أقام فيه مشاهير المجتمع والفن والسياسة.

وشكل بيع تمثالين نصفيين ضخمين بمبلغ 32 ألف يورو لمهندسة شابة من الدار البيضاء، «ذروة» هذه الأمسية التي التقى فيها محبو هذا الفندق وسكان من المدينة المغربية بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويقول الفرنسي كلود اغوت المشرف على المزاد للوكالة «هذان التمثلان كانا أغرب قطعتين» في المجموعة المعروضة.

وكان التمثالان النصفيان معروضين في الأساس بسعر ألف يورو تقريبا لكنهما بيعا بسعر يزيد على 32 مرة عن السعر الأساسي. وكانت المشترية نفسها اشترت قبل ذلك بسعر 18 ألف دولار «مكتبا مسطحا شرقي التصميم» كان سعره الأساسي مقدرا بـ700 يورو.

وقد صفق الحضور البالغ عدده نحو 550 شخصا وغالبيتهم العظمى من الأوروبيين، بحرارة في قاعة المزاد.

وبيع مصباحان «شرقيان» مصنوعان من الحديد بـ650 يورو وسط ابتسامات مستغربة في صفوف المغاربة الحاضرين، إذ إن بالإمكان شراء هذه الفوانيس نفسها في السوق القديمة بسعر يقل عشرة أضعاف عن السعر الذي بيعت فيه.

وأغلق الفندق الشهير منذ عام 2006 لإجراء عمليات ترميم وتحديث ضخمة فيه، تحت إشراف المهندس ومصمم الديكور الفرنسي جاك غارسيا.

ويتوقع أن يعيد المأمونية الذي تملكه شركة سكك الحديد المغربية، فتح أبوابه نهاية سبتمبر (أيلول) مع أثاث جديد.

ويتضمن المزاد بيع كنبات وطاولات ومصابيح وخزائن بأدراج ومناضد صغيرة وسجاد وتماثيل نصفية وفضيات وقيثارة وأواني المائدة، فضلا على ثلاث عربات خيل مع أحصنتها.

ويعود تاريخ شراء قطع الأثاث هذه إلى السبعينات والثمانينات وطرازها بغالبيته «ار ديكو» وكلاسيكي فرنسي ومغربي.

وبدأ المزاد مساء الخميس في قصر المؤتمرات الذي تحول إلى ملتقى لجامعي التحف وتجار القطع المستعملة والسياح وعشاق هذا الفندق الذي أنشئ في عام 1922 وينتهي المزاد غدا الأحد.

وقد استقبل فندق «المأمونية» عددا كبيرا من مشاهير العالم، أمثال ونستون تشرشل الذي كان يمضي فيه عطلته الشتوية ويمارس هواية الرسم، وكيرك دوغلاس، وشارلتون هيوستن، وموريس شوفاليه، وعمر الشريف، وإديت بياف، وجوزفين بيكر، ورونالد ريغان وزوجته، ونلسون مانديلا، وجاك شيراك، إلى الأميرة كارولين وإيف سان لوران، وآلان ديلون وغيرهم...

كما استخدم الفندق لتصوير أفلام مثل «موروكو» (المغرب) مع الممثلة مارلين ديتريش وفيلم «ذي مان هو نيو تو ماتش» (الرجل الذي كان يعرف الكثير) لألفرد هيتشكوك.

ويقول اغوت إن تنظيم هذا المزاد شكل «تحديا كبيرا. فتنظيم مزاد في الخارح صعب» موضحا أن «فريقا من عشرة أشخاص أمضى عدة أسابيع في مراكش لوضع لوائح بالقطع وتوصيفها وتأريخها وتصوريها.. وتقييمها».

وأوضح أن «الكثير من القطع بيعت إلى أشخاص يحنون إلى الأوقات التي أمضوها في المأمونية، وإلى أشخاص يقيمون في مراكش ويريدون تأثيث منزلهم».

وانتهى اليوم الأول من المزاد قرابة الساعة 22.00 وقد در حوالي 800 ألف يورو.

وعلق كلود اغوت قائلا إن «المأمونية يحمل على الحلم. وكنا اليوم بائعي أحلام».