بابل بانتظار إدراجها على لائحة التراث العالمي قبل إعادة افتتاحها

وزارة السياحة لـ «الشرق الأوسط»: تحفظات حيال اسم صدام واستخدام حجر حديث

طوب يحمل اسم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، أمر هو بوضعه في جدار شيد في عهده في إطار خطته لإعادة بناء المدينة الأثرية (أ.ف.ب)
TT

أكد عبد الزهرة الطلقاني، المستشار الإعلامي لوزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار في العراق، أن أمر إعادة افتتاح أبواب مدينة بابل الأثرية أمام الزوار سيبقى معلقا لحين البت بقضية درج هذه المدينة التاريخية ضمن لائحة التراث العالمي.

وكانت تقارير أفادت أن الحكومة العراقية تخطط لإعادة الافتتاح في مطلع يونيو (حزيران) المقبل.

وقال الطلقاني لـ«الشرق الأوسط» «إن مختصين من اليونسكو وخبراء في مجال الآثار من العراقيين وخبراء آخرين من المتحف البريطاني يدرسون الآن عملية إدخال مدينة بابل، وهي أول مدينة في العالم، إلى لائحة التراث العالمي»، وأضاف «أن عمليات التأهيل والصيانة لن تجري إلا بعد صدور هذا القرار، لان عمليات الصيانة والتأهيل سيقوم بها خبراء تحددهم منظمة اليونسكو وتكون على حساب تلك المنظمة».

وأكد الطلقاني وجود «جدل كبير» حول عمليات الصيانة التي أجريت على مواقع في المدينة من قبل النظام السابق اعترضت عليها المنظمة الدولية، إذ تم إدخال حجر حديث على مدينة قديمة وكان من المفترض إعادة صيانته بنفس مادة «الآجر». إضافة إلى وضع حرفي (ص.ح) على الجدران، في إشارة إلى اسم صدام حسين، رئيس النظام السابق.

وحول ما إذا كان ذلك سيشكل عقبة أمام وضع بابل على لائحة التراث العالمي، قال الطلقاني متسائلا «إن بابل هي أول مدينة في العالم وأول حضارة، فإذا لم يوضع اسمها على هذه اللائحة فمن هو الأحق منها؟»، وأضاف «أن أخطاء البعض لا تحسب على تاريخ المدن».

وحول توفير الحماية للمدن الآثارية في العراق، ومنها بابل، قال الطلقاني «لدينا حرس في كل الأماكن، وهناك تعاون كبير من قبل وزارتي الدفاع والداخلية ضمن القطع التي توجد في تلك المناطق، فهم يوفرون الحماية اللازمة لها وهي آمنة جدا». غير أن إعادة افتتاح المدينة أثار جدلا من نوع آخر، إذ أعربت هيئة الآثار والتراث عن رفضها لهذه الخطوة وعزت الأمر إلى الحاجة لتوفير المزيد من الحماية للمدينة.

وكانت الحكومة العراقية قد نقلت أخيرا مسؤولية هيئة الآثار والتراث من وزارة السياحة إلى وزارة الثقافة، وربما تأتي هذه الخطوة على خلفية الجدل بين الوزارتين بشأن إعادة افتتاح المتحف العراقي الذي رعته وزارة السياحة ورفضته وزارة الثقافة لعدم توفير الحماية الكافية له. وكان مسؤول كبير من المتحف البريطاني قد زار مدينة بابل أواخر فبراير (شباط) الماضي، التي وصل إليها بحماية أميركية. والرحلة التي تمت برعاية اليونسكو، من المفترض أن يتمخض عنها تقرير يقدمه الدكتور جون كيرتس، المشرف على المتحف، في وقت لاحق. ووجد كيرتس أن ضررا قد لحق بالمدينة التاريخية، كما تعرضت للإهمال جراء استخدامها كقاعدة عسكرية لقوات التحالف طوال السنوات التي أعقبت الإطاحة بالنظام العراقي السابق.