المساحة الجيولوجية لـ«الشرق الأوسط»: تراجع عدد الهزات ودرجاتها في العيص وما حولها

وسط تأكيدات بأنه من الصعب الحكم بتوقف أو استمرار النشاط الزلزالي قبل مراقبتها لنحو أسبوع

خيمة مخصصة لاستقبال المتطوعين للمساعدة
TT

تراجعت أمس موجة الحشود الزلزالية، التي شهدتها العيص وما حولها، حيث لم تتجاوز الهزات خلال امس الاول هزتين بأقل من 4 درجات بمقياس ريختر، وسط تأكيدات من مسؤولين في هيئة المساحة الجيولويجية أنه من الصعب الحكم باستمرار أو توقف النشاط الزلزالي قبل قياس نحو أسبوع كامل.

وقال الدكتور أحمد العطاس، الرئيس بالإنابة لهيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» ظهر أمس، إنه «ولله الحمد لاحظنا تراجعا في الهزات الأرضية، حيث بلغت امس الاول 6 هزات فقط، بينما خلال الـ 24 ساعة الماضية لم تتجاوز هزتين بدرجة اقل من 4». متمنيا، أن يستمر الوضع في التراجع.

وعن اعتبار ذلك بدء انحسار للحشود الزلزالية في العيص وما حولها، قال، انه «من الصعب الحكم قبل ان تستمر المراقبة لاسبوع على نفس الوضع»، مؤكدا، أن «درجة الهزات الحالية التي كانت أمس، وهي ما بين 3 و4 درجات بمقياس ريختر لا نعتبرها هزات، خاصة أنها في منطقة نشطة».

من جهة أخرى، أكد الأمير عبد العزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة، أن الاستعدادات على أكمل وجه، حيال تقديم كل ما من شأنه خدمة المواطنين والأهالي في محافظة ينبع ومراكزها، التي شهدت عدة اهتزازات أرضية.

وقال عقب ترؤسه، مساء أمس الأول، اجتماعا للجنة الدفاع المدني الرئيسية بمدينة ينبع الصناعية، إن «خادم الحرمين الشريفين وولي عهده أصدرا الأوامر، التي تدعم المنطقة وتحضر جميع الاستعدادات اللازمة؛ لتكفل راحة المواطن، سواء في المناطق التي تم إخلاؤها أو في المناطق الأخرى، التي تعرضت للهزات، ومناطق الإيواء التي أعدت إعدادا جيدا ووجدت الخدمات فيها بشكل كامل، وأماكن الإيواء بمركز الفقعلي، التي وضعت لتفويج السكان هي ليست مقارا للإقامة الدائمة، التي يتم من خلالها توزيع السكان في ينبع أو المدينة أو مناطق أخرى، ولكن مركز الإيواء لإنهاء الإجراءات اللازمة واخذ الأوراق اللازمة، التي تكفل لهم الحصول على المنزل اللازم والإعاشة اللازمة وإلحاق أبنائهم أيضا بالمدارس، أثناء وجودهم خارج المناطق التي تم إخلاؤها».

وعن الإعانات التي تقدم للمواطنين، قال، إن «الإعانات المادية موجودة، ووزارة المالية، بناء على التوجيه السامي الكريم، على أتم الاستعداد للبدء في الصرف، وقد بدئ الصرف فعلا في بعض الأماكن، إلا أن بعض الأخوان لم تكتمل أوراقهم، وهذا من ضمن الأشياء التي تم نقاشها، وما لم يستكمل تم استكماله في المدينة، أما في محافظة ينبع تم استكمالها بشكل كامل، وان شاء الله خلال ساعات سيتم الصرف بمجرد الإثبات، لأنه أحيانا يأتي أناس من خارج المناطق المعنية، ويقولون نحن من المناطق المعنية، ونحن في الحقيقة لا نريد لأحد أن يستغل هذه الإحداث، ولكن الناس المستهدفين الذين لهم الإعاشات، الذين هم من منطقة الحدث كل أمورهم إن شاء الله مسهلة، وجميع الترتيبات اللازمة موجودة، وقد وضعت الضوابط اللازمة، وليس مجرد وضعت بل وضعت وتم الاتخاذ وانتهت وسيتم الصرف».

وبين، أن «جميع الضوابط كلها موجودة وجميع الإجراءات والأنظمة وضعت على الطاولة وتم نقاشها، والجميع لم ينتظر أي توجيه إذا ما حصل أي شيء، فالجميع أمامهم الأنظمة وأمامهم التوجيهات، انه إذا حصل كذا لا بد التعامل معه بالطريقة المناسبة والضوابط المعنية والمعايير، فالاستعدادات جميعها موجودة».

وعن إخلاء مركز العيص إخلاء كاملا ورغبة السكان في العودة، قال أمير منطقة المدينة المنورة، إنه «قبل حدوث الهزات الأرضية، لم يكن هناك أي نية للإخلاء، ولكن بسبب الحدث وبسبب تقارير الجهات المعنية المختصة التي أوصت بذلك».

واستطرد «من الأشياء التي طرحها المواطنون أثناء لقائي بهم، أن بعضهم عندهم جهل بالنسبة للأخطار، وأناس من ضمن منطقة العيص مثلا، التي تم إخلاؤها، يتوقعون أنهم سيرجعون في اقرب وقت ممكن، مع أن الخطر ما زال قائما أيضا، وهنالك أناس من خارج المنطقة على القرب شعروا بالهزات، ونحن لسنا بوضع خطر، وهم يتساءلون ماذا نعمل، فالاتفاق كان انه لا بد من وجود المتحدث الذي يطلع المواطنين على التفاصيل أولا بأول، وسيكون هناك أناس موجودون في المناطق لإشعار الناس أيضا من خلال الأرقام، فجميع سكان المناطق المعنية لديهم أرقام ولديهم جوالات، وسيتم إشعارهم عن ما يستجد بالنسبة لخدماتهم أو بالنسبة لإخبارهم ووضعهم أولا بأول في الصورة المعنية».

من جهته، قال العقيد محمد سعود العنزي مدير الدفاع المدني بمحافظة أملج، إنه تم إخلاء بعض القرى شمال أملج بنحو 55 كيلو مترا، مثل قرية المرخ وفشيع.

وأضاف، أنه «تم تجهيز مهبط للطائرات، حيث شاركت في المهمة قوة طوارئ الرياض». موضحا، أنهم «يواصلون الاستعدادات والتجهيزات في محافظة أملج تحسباً لأي طارئ، حيث قامت البلدية بالتعاون مع فرع وزارة المالية بمحافظة أملج بنصب أكثر من 600 خيمة، خصصت 150 لثلاثة مراكز أساسية، والباقي وزعت على أحياء المحافظة أملج، منها مركز الإيواء الرئيسي على طريق أملج العيص و100 خيمة لمركز الإيواء على طريق أملج الوجه، و100 خيمة لمركز الإيواء على طريق أملج ينبع، وتم توزيع باقي الخيام على أحياء المحافظة».

في المقابل لا يمكن إغفال التعاون الاجتماعي والانساني في احداث العيص، حيث حضر المتطوعون من كل فج وصوب؛ للمساهمة بأموالهم وجهودهم في مساعدة اخوانهم النازحين من مراكز الزلازل، وهو ما يتحدث عنه، عبد الله الجهني أحد المتطوعين من قرية الفقعلى، حيث قال لـ«الشرق الأوسط»، «أتينا كي نقف مع أخواننا من مركز العيص الذي وضع لهم المخيم في الفقعلي، وهم ضيوف علينا ونقدم لضيوفنا الدعم المعنوي ونواسيهم في محنتهم هذه، التي قدر الله عليهم؛ لكي يعرفوا أن لهم إخوانا يقفون معهم عند شدائدهم».

واستطرد، «هذا أمر واجب علينا ان نقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من مساعدة وحاجيات، بل بيوتنا مفتوحة لكل سكان مركز العيص والقرى المجاورة لها».

وفي الجانب النفسي، كان هناك تحرك لافت لمختصين في العلاقات الإنسانية، حيث يقول لـ«الشرق الأوسط» حاتم محمد سفرجي، وهو مدرب معتمد في العلاقات الإنسانية، إن «فريقنا يتبع للاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وأتينا من المدينة المنورة إلى منطقة الإيواء لمساندة ومساعدة إخواننا المتضررين من آثار الزلازل، وندعمهم معنويا ونفسيا».

وأضاف، «مشاركتنا معنوية بالفريق، حيث نساهم بوجودنا في المخيم وتأهيل الأطفال وبعض العائلات تأهيلا نفسيا، وسأقوم به بنفسي بحكم تخصصي في هذا المجال».