كرارة رئيس «هيرمس»: منافسة الاقتصادات الناشئة تحتدم.. ويلزم المزيد من التطوير

بنوك وشركات الخدمات المالية الشرق أوسطية تلتقي مستثمرين عالميين في بورصة لندن

لقطة من قرع جرس بدء التداول في بورصة لندن أمس («الشرق الأوسط»)
TT

اشتدت المنافسة بين الأسواق الناشئة التي يسعى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتعزيز موقفه عليها، بهدف بذل المزيد من الجهد لجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق مناخ استثماري مناسب لضمان استمرار النمو.

وأوضح شريف كرارة العضو المنتدب للمجموعة المالية «هيرمس» أن شركات الوساطة المالية في سعي متجدد لإدراج شركات جديدة وفتح مجالات في أسواق مال عالمية لتوسيع الآفاق الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأكد كرارة أن أسواق المنطقة التي تعد من الأسواق الناشئة بحاجة إلى المزيد من العمل الجاد لتعزيز دورها في الخارطة العالمية، لمنافسة الاقتصادات الناشئة مثل شرق آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأقصى التي جعلت المنافسة أكثر احتداما.

جاء ذلك في أثناء استضافة بورصة لندن مع المجموعة المالية أمس لأول مرة أسواق المال للبنوك وشركات الخدمات المالية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مقر البورصة بوسط العاصمة لندن.

وصرح كرارة قائلا: «أتاح هذا الحدث فرصة فريدة لشركات الأعمال في المنطقة لاستعراض استراتيجيات الاستثمار الخاصة بهم للعام الجاري وتقديمها لعدد كبير من أهم الشركات العالمية في ضوء الأوضاع الاقتصادية الراهنة». وتوقع أن يكون الربع الثاني مفاجئا لجميع القطاعات، وحلل ذلك بأن الخسائر التي توقعها كثيرون قد تتعدى حواجز بعيدة، مستدلا بأن الربع الأول لم يظهر بهذا السوء، خصوصا بعد أن اشترت الحكومات معظم ديون الشركات لتوسع إطار التعامل التجاري مرة أخرى. ومن جهة أخرى، كانت مناسبة لتذكير المستثمرين في لندن بمدى قوة ومتانة قطاع البنوك والخدمات المالية في المنطقة، سواء من حيث ندرة أو عدم وجود أصول متعثرة. بالإضافة إلى ذلك فإن نسب القروض إلى الودائع تعتبر بصفة عامة آمنة إلى حد كبير، كما أن أسواق الشرق الأوسط لا تزال تعانى بشكل كبير قلة الاعتماد على النشاط المصرفي. وأفادت ترايسي بيرس رئيسة الأسواق الرئيسية في بورصة لندن، أن شهادات الإيداع الدولية المدرجة في بورصة لندن من المنطقة وصلت إلى 38 شركة حيث تمثل السعودية نسبة كبيرة منها برؤوس أموال ضخمة في الوقت الحالي، ومن بينها 9 بنوك. وأفادت بيرسي أن المصرفية الإسلامية وصلت إلى مؤشرات بورصة لندن وأن البنك الإسلامي البريطاني أحد البنوك الإسلامية المدرجة. وشدد كرارة على أن الأسواق المالية ما زالت بحاجة إلى شفافية أكثر، وحوكمة أشد صرامة، لتفادي أزمات في أسواقها قد تحدث عن طريق الأموال الساخنة والبيع القصير للأسهم، مشددا على أن زيادة الاستثمار تأتي عن طريق استقطاب الاستثمارات الطويلة الأمد.

ونصح بزيادة القواعد التي تحكم الأنظمة المالية بجانب زيادة التطوير، لمنع تكرار الدراما التي عاشتها سوق دبي المالي في خضمّ الأزمة، مذكرا بأن أسواق المنطقة القوية بحاجة إلى ليونة في قوانينها لاستقطاب المزيد من الاستثمارات. وحظيت السوق السعودية باهتمام كبير، لتبرز المدخلات الفنية الجديدة التي طبقتها سوق المال العام الماضي، بالسماح لمستثمرين أجانب بالتداول وشراء وبيع الأسهم، مما أثر على السوق إيجابيا بشكل كبير، لافتا الانتباه إلى أن المزيد من الليونة في هذه السوق تحديدا ستضفي مكاسب تقدر بمليارات الدولارات. وأشار إلى أن تعدد الشرائح التي تتعامل في سوق المال تسمح بإدخال ميول جديدة على غير المعتاد تزيد من حركة التداول على الأسهم. وفي ما يتعلق بالمستثمرين فمثلوا كبرى الكيانات العالمية والمتخصصين في القطاع المالي علاوة على الصناديق المتخصصة في إفريقيا والشرق الأوسط. وتوجد المجموعة في 5 أسواق مباشرة و6 أسواق غير مباشرة في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال الوجود المباشر للمجموعة فإنها تقدم منتجاتها وخدماتها لأكثر من 26 ألف عميل من الأفراد وكبار المستثمرين وأكثر من 600 مؤسسة استثمارية عالمية.

كما حافظت المجموعة بثبات على ترتيبها وتصنيفها كأفضل شركة سمسرة باستحواذها على ما يقرب من 30 في المائة من سوق الأوراق المالية في مصر من حيث حجم السوق، وكذلك حصولها على المركز الأول في سوق أبوظبي للأوراق المالية وسوق دبي المالية في عام 2008. وشملت الشركات المشاركة من المنطقة البنك التجاري الدولي والمجموعة المالية «هيرميس» من مصر، وبنك «عودة وبلوم» من لبنان، وبنك «برقان» وشركة مشاريع الكويت القابضة من الكويت، وبنك أبوظبي الوطني وبنك دبي الإسلامي من دولة الإمارات. وتتخصص المؤسسة المدرجة في بورصتَي لندن ومصر للأوراق المالية في نشاط بنوك الاستثمار، وإدارة الأصول، والاستثمار المباشر، والسمسرة في الأوراق المالية، وتتمتّع الآن برأسمال سوقي يبلغ نحو 1.4 مليار دولار.