سلاح الجو الإسرائيلي يجري مناورات على حرب ضد غزة ولبنان وربما سورية وإيران

كمامات الغاز ستوزع حتى نهاية هذه السنة على كل المواطنين

TT

كشف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس، أن سلاح الجو أنهى الليلة قبل الماضية مناورات عسكرية على حرب شاملة في الشمال والجنوب ضد قوات نظامية وفصائل مقاومة في آن واحد، شاركت فيها الطائرات الهجومية والقاذفة وطائرات النقل وطائرات الصهريج والطائرات الاعتراضية إضافة إلى طائرات الهليكوبتر. وقال الناطق إن المناورات استهدفت التجاوب مع ما وصفه بـ«متطلبات المرحلة المقبلة من الحروب». وأكد أن أهدافها وتفاصيلها سرية لا ينشر شيء عنها. ولكن، وحسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن المناورات أجريت حول عدة سيناريوهات للحرب القادمة المتوقعة بين إسرائيل وأعدائها. وأشار إلى أن هذه التدريبات استهدفت توجيه ضربات موجعة لكل الأعداء، إن كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو لبنان، وقد يتسع نطاقها لتشمل سورية أو إيران، فكل شيء جاهز.

واستمرت هذه المناورات ثلاثة أيام، أي من يوم الثلاثاء حتى يوم الخميس، وأشرف عليها وزير الدفاع، إيهود باراك، بنفسه، فقال إنها «مناورات بالغة الأهمية، وما شاهدناه خلالها يعزز قوتنا الذاتية في صيانة أمن وسلامة إسرائيل».

وذكرت مصادر إعلامية أن خللا في ثلاثة مجالات ظهر خلال التدريبات، ولكن الجيش رفض إعطاء تفاصيل، واكتفى بالقول إن هذا الخلل طبيعي وقد تمت معالجته. وأضاف: المناورات تجري عادة من أجل الاستفادة من الأخطاء. ونفى ناطق عسكري أن تكون هذه المناورات مرتبطة بكشف إيران عن تجارب ناجحة لصاروخ «سجيل ـ 2» أو من أجل شن حرب بمبادرة إسرائيلية، وقال إن موعد المناورات مقرر منذ عدة أشهر. ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية أبرزت، أمس، بشكل كبير تصريحات نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، التي قال فيها إن هذه التدريبات تستهدف شن حرب على لبنان، وإن إسرائيل تخطط لاغتيال الأمين العام حسن نصر الله، ومناوراتها جاءت للرد على الصواريخ التي ستغرق فيها إسرائيل فيما لو نجحت في المساس به.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يعد لإجراء أكبر تدريبات للدفاع المدني في تاريخه، حيث تعيش إسرائيل خمسة أيام متواصلة من مواجهة الهجمات الصاروخية التقليدية وغير التقليدية. وتبدأ هذه التدريبات في 31 مايو (أيار) المقبل، ويشارك فيها جميع المواطنين. ويشرف عليها نائب وزير الدفاع، متان فلنائي. وهي تستهدف فحص مدى جاهزية المدن والقرى الإسرائيلية لاستيعاب المواطنين فيها وحمايتهم في حال تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي تقليدي أو غير تقليدي. وستبلغ هذه ذروتها يوم الثلاثاء الثاني من يونيو (حزيران)، حيث تطلق صفارات الإنذار لكي يدخل كل المواطنين بلا استثناء إلى الملاجئ العامة أو إلى غرف الأسمنت المسلح محكمة الإغلاق داخل البيوت.

وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل، أمس، أن باراك، توصل إلى اتفاق مع وزارة المالية يتيح توزيع كمامات الوقاية من الغاز على جميع المواطنين حتى نهاية هذا العام، تنفيذا لقرار الحكومة السابقة قبل سنة. يذكر أن الكمامات وزعت على المواطنين في إسرائيل خلال حرب العراق الأولى عام 1991، التي أطلقت فيها صواريخ على البلدات الإسرائيلية. ولكن الجيش أعاد جمعها قبل خمس سنوات بغية إعادة تحديثها وترميمها. ولكنه لم يعدها إلى المواطنين بسبب مشكلات اقتصادية. وانتقد مراقب الدولة، ميخائيل لندنشتراوس، هذا التأخير واتهم الحكومة بإهمال حياة المواطنين، فاتخذت الحكومة قرارها بإعادة توزيعها حتى نهاية هذه السنة.