نجل القذافي يعلن عن ترتيبات أمنية وسياسية بين ليبيا والجزائر لمواجهة الإرهاب

دفن المعارض الليبي الجهمي في مراسم مقتضبة بمدينة بنغازي

TT

أعلن المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، عن ترتيبات عسكرية وأمنية وسياسية بين ليبيا والجزائر لمواجهة تهديدات مشتركة تهدد البلدين.

واعتبر نجل القذافي في مقابلة بثها أمس التلفزيون الجزائري الرسمي في ختام زيارة دامت ثلاثة أيام إلى الجزائر، «إن العلاقات بين البلدين أبعد وأكبر من الاستثمارات والاقتصاد فقط، مشيرا إلى أن العمل جار على ترتيبات أمنية وعسكرية وسياسية لم يحددها، لأن علاقات الجوار تجعل الأخطار التي تهدد البلدين مشتركة على حد تعبيره». وأكد أن «مستوى العلاقات بين الجزائر وليبيا رائع ومقبول من الطرفين وله أبعاد عديدة»، مشيرا إلى أن هناك استثمارات مشتركة بين البلدين وتعاون في المجال الأمني والسياسي والعسكري والاقتصادي». وأكد نجل القذافي أن الإرهاب في المنطقة هو من «عمل فرق منحرفة وضالة من المجرمين»، وقال: «أنتم في الجزائر عرفتم الوحشية والعنف الدموي من هذه الجماعات التي هي عبارة عن مجموعة قتلة، ليس لهم برنامج سياسي ولا أفق ولا مدّ شعبي ولا تعاطف من أي أحد، وقد أنهوا أنفسهم بأنفسهم».

وفيما يتعلق بملف الجزائريين السجناء في ليبيا، أعلن سيف الإسلام أن «المعلومات التي بحوزته تبشر بالخير»، في إشارة إلى حدوث تفاهم حول كيفية حسم هذا الملف، لكنه لم يفصح عن أي معلومات إضافية. وفيما بدا أنه بمثابة اعتذار عملي عن اتهامات وجهتها إحدى الصحف الجزائرية مؤخرا للمهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، خص الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، نجل القذافي باجتماع أعقبته مأدبة غداء بحضور كبار مسئولي الحكومة الجزائرية.

وقالت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية التي يترأسها سيف الإسلام، في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن بوتفليقة خص نجل القذافي بلقاء في فيلا جنان المفتي، قبل أن ينتقل إلى مدينة تلمسان في الغرب الجزائري، مشيرة إلى أن الزيارة التي تمت تلبية لدعوة خاصة من الرئيس بوتفليقة. وكان نجل القذافي قد وصل إلى الجزائر منتصف هذا الأسبوع في زيارة، لم يسبق التنويه عنها، هي الأولى له منذ إعلانه العام الماضي اعتزاله الحياة السياسية والعامة في ليبيا.

وقالت مصادر غير رسمية، إن الزيارة التي تدوم بضعة أيام، تأتى ردا على اتهامات نشرتها صحيفة جزائرية الشهر الماضي، بشأن تسليم مؤسسة القذافي مبلغ 5 ملايين دولار لأعضاء في تنظيم القادة بهدف الإفراج عن بعض الرهائن الأوروبيين، لكن المؤسسة نفت رسميا هذه الاتهامات جملة وتفصيلا معتبرة أن القصة ملفقة. وجاءت زيارة نجل القذافي في وقت تتزايد فيه تكهنات حول احتمال قيام الجزائر بوساطة بين ليبيا وسويسرا لحل الخلافات التي اندلعت بينهما على خلفية توقيف هنيبال أحد أنجال القذافي وزوجته العام الماضي بتهمة تعذيب وضرب خادمين لهما في مدينة جنيف السويسرية.

ولاحظت الإذاعة السويسرية في موقعها الإلكتروني أول من أمس، أن وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري ونظيرها الجزائري مراد مدلسي اللذين شاركا يوم 19 مايو (أيار) الحالي في مؤتمر نزع السلاح بجنيف، امتنعا عن تقديم إجابات مفصلة عن هذا التساؤل.

ونقلت عن الوزير مدلسي قوله: «إننا لم نتحدث بصفة دقيقة في مواضيع من هذا القبيل، لكن سويسرا لها قنواتها ولها اتصالاتها، ونتمنى أن تنجح في حل بعض المشاكل التي تعاني منها وأن تصل كل الأطراف إلى برّ الأمان». وقالت كالمي ري في تعليق مقتضب «نحن في مرحلة مفاوضات مع ليبيا ولا يليق أن أعقب على ذلك».

إلى ذلك، قالت أسرة المعارض الليبي فتحي الجهمي، إنه دفن أمس في مراسم مقتضبة بمدافن للأسرة في مدينة بنغازي دون أن يخضع لتشريح طبي طالب به أفراد من الأسرة في وقت سابق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تدهور حالته الصحية قبل وفاته أول من أمس في العاصمة الأردنية عمان. وأبلغ محمد الجهمي شقيق فتحي «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من مقره في الولايات المتحدة، أن الجثمان شيع في منطقة الهواري وصلى عليه أفراد عاديون، ودفن في مكان عام من دون أي «مشاركة رسمية». وسمحت السلطات الليبية لقناة الحرة الأميركية بتغطية الحدث بعدما أعربت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أيان كيلي، عن حزنها لوفاة المعارض الليبي فتحي الجهمي الذي دعا علنا إلى تغييرات ديمقراطية في بلاده وانتقد نظام العقيد معمر القذافي. وقال «أفكارنا وصلواتنا إلى عائلته التي عانت كثيرا خلال اعتقاله» ممتنعا عن تحميل ليبيا مسؤولية مصير المعارض، واكتفى بالقول «نأسف لكون حالته الصحية السيئة لم تسمح له بالشفاء بعد نقله إلى المستشفى».