وزير خارجية الصومال: السلطة لن تنهار.. ونقوم بعملية كبرى لاستعادة السيطرة على مقديشو

قال لـ«الشرق الأوسط» إن 300 مقاتل أجنبي يشاركون إلى جانب المتمردين.. وبن لادن أمر باغتيال الشيخ شريف

TT

أبلغ محمد عبد الله عمر وزير الخارجية الصومالي «الشرق الأوسط» أن حكومته تعتزم استعادة السيطرة على جميع أرجاء العاصمة الصومالية مقديشو عبر عملية عسكرية كبيرة، نافيا أن تكون السلطة الانتقالية التي يترأسها الشيخ شريف شيخ أحمد في طريقها للانهيار.

وكشف عمر النقاب عن تواجد المئات من المقاتلين الأجانب المحسوبين على تنظيم القاعدة في المعارك التي تخوضها القوات الحكومية ضد المتمردين الإسلاميين الذين يسعون للإطاحة بها ولا يعرفون بشرعيتها. وقال إن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أصدر مؤخرا تعليمات إلى مناصريه في الصومال للإطاحة بالحكومة الانتقالية واغتيال الشيخ شريف، متهما حركة الشباب المناوئة للسلطة الانتقالية وللتواجد الأجنبي في الصومال بأنها تنفذ أجندة خارجية غير صومالية. وحمل عمر بشدة على زعيم تحالف المعارضة الصومالية الشيخ حسن طاهر أويس، وقال إنه لم يعد مهتما بالسلام أو عملية المصالحة الوطنية وإنما بشن المزيد من الحروب داخل الصومال.

وانضم عمر إلى رئيس وزرائه عمر عبد الرشيد علي شارمارك في عدم توقعه الكثير من التفاوض مع المتمردين الإسلاميين المتشددين ،لأنهم بحسب تعبيره «ليس لديهم برنامج سياسي ولا يريدون سوى استخدام البلد الواقع في القرن الإفريقي كملاذ آمن». وقال وزير الخارجية الصومالي في اتصال عبر الهاتف من لندن التي يزورها حاليا قبل أن يبدأ زيارة عمل إلى دمشق للمشاركة في أعمال الدورة الـ 36 لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي، إنه يتعين على اريتريا الدخول في حوار مع الحكومة الصومالية بدلا من تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. وفيما يلي نص الحوار:

* يبدو أنكم كحكومة تفقدون السيطرة على مقديشو؟

- لا، هذا ليس صحيحا، دعني أطمئن العالم من خلال صحيفتكم أننا ما زلنا مسيطرين على ما يجرى في البلاد، ولدينا ثقة في النصر، الرأي العام مؤيد للسلام ولعملية المصالحة الوطنية ويعلم جيدا أننا جادون في هذه المساعي. وكما تعلم فالرأي العام وافق على خطوتنا لأنه لا يريد الحرب ومنح تأييده للحكومة وسترون قريبا أن الموقف على الأرض سيبرهن على تلك الحقائق.

* تعني أن الحكومة لن تسقط كما يشاع؟

- طبعا هذا غير صحيح بالمرة، هذه ادعاءات المعارضة وقريبا سترون بأنفسكم صحة ما نقوله.

* هل نتحدث عن عملية عسكرية كبيرة أو ما شابه؟

- نتحدث عن شيئين: عملية عسكرية وعملية سياسية، يعملان جنبا إلى جنب ونحن على ثقة بأننا لن نسيطر فقط على المدينة والمنطقة المحيطة بها، الرأي العام والمجتمع يدعمان كليا الحكومية وبرنامجها السياسي على الأرض.

* لكن الشيخ أويس رفض الاستجابة لنداءاتكم السابقة للانضمام لمسيرة السلام؟

- إنه سياسي مهم لكنه لا يزال على صلة بحركة الشباب، إنه يستعين بالشباب، هؤلاء أجندتهم أجنبية وليست صومالية ولهذا هناك صعوبة في قبولهم محليا.

* هل نتحدث عن القاعدة؟

- نتحدث عن الشباب وأصدقائهم من الخارج، ليس سرا أن القاعدة تدعم الشباب، وليس هناك شك أن أسامة بن لادن أعطى أوامر وتعليمات للإطاحة بالحكومة واغتيال الرئيس (الصومالي)، وهي أدلة أكثر مما نحتاج للتدليل على هذه العلاقة.

* من يساعد هؤلاء؟

- الحزب الإسلامي أقر بأنه على شراكة مع الشباب وينسقون عملياتهم ولديهم تعاون كبير ونعلم أن مقاتلين أجانب يعملون إلى جانب هؤلاء.

* كم عدد مقاتلي القاعدة في الصومال؟

- لا نريد أن نقول أعضاء القاعدة ولكن المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب الشباب وهم أقروا بذلك وقالوها علانية وهم مرئيون في مناطق عديدة، بيداوة ومركا ومقديشو، وفي الوقت الحالي لدينا تقديرات بأن ما بين 250 و 300 مقاتل أجنبي يشاركون في القتال إلى جانب حركة الشباب في مواقع مهمة وحيوية، هذا ليس سرا وبإمكانك أن تتحدث إلى الناس في العاصمة ليؤكدوا لك صحة ما أقوله.

* هل يؤيدون الشيخ أويس؟

- في تقديرنا فإن حركة الشباب والحزب الإسلامي شركاء، والحزب الإسلامي أقر بهذه العلاقة ولكن طالما الأمر كذلك فنحن نعتقد أنهم كيان واحد.

* لكن البعض وأنت منهم كان يعتقد أنه بالإمكان التعامل مع الشيخ أويس؟

- نعم هذا صحيح في السابق، لكن الآن الشيخ أويس قال إنه لن يتحدث إلى الحكومة ولا يعترف بها ولن يفعل أي شيء معها، هذا هو قراره وهذا ما قاله، هو قال إنهم سيقاتلون وهذا ما يفعله.

* هل بات إذن خارج عملية السلام والمصالحة؟

ـ عمليا هو قائد الحزب الإسلامي.

* هل ستفقدون الاتصالات معه؟

ـ هو قال إنهم سيستمرون في القتال وهو يعتقد أنه ليس معنيا بتلك الحكومة وعلى هذا فهو ليس معنيا بالسلام، إنه مهتم بالحرب.

* كيف ترى موقف إريتريا في ضوء تصريحات رئيسها مؤخرا ضدكم؟

ـ الحكومة الصومالية ليس لديها أي نية للدخول في نزاع مع اريتريا، ليست لدينا حدود مشتركة وهي بعيدة عنا ونحن أصحاب فضل على اريتريا، نحن دعمنا نضال الشعب الإريتري في وقت مبكر، ولذلك نستغرب ونتساءل لماذا إريتريا لا تريد مساعدة شعبنا على الخروج من محنته الراهنة؟