المالكي يفرض شروطه على الحكيم لإعادة بناء «الائتلاف» بدءا بالاسم وانتهاء بالبرنامج الداخلي

قيادي في «الدعوة» لـ«الشرق الأوسط» : على المجلس الأعلى أن يتعامل بمرونة.. وإلا خسر * التيار الصدري: نتحاور مع السنة والأكراد

TT

يجري الحديث بين أوساط المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بزعامة عبد العزيز الحكيم، والائتلاف العراقي الموحد عن عقد اجتماعات ولقاءات بغية «إعادة اللحمة»، كما أطلق عليها بعض السياسيين من أجل الدخول في الانتخابات المقبلة بهيئة ائتلاف جديد ربما سيطلق عليه «الائتلاف الوطني الموحد» بعد إعادة صياغة النظام الداخلي للائتلاف العراقي وانضمام قوى انسحبت منه في وقت سابق، وأخرى لم تتحالف معه سابقا.

وقال سامي العسكري، النائب في الائتلاف العراقي الموحد والمقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي، لـ«الشرق الأوسط»، «إن المعلن من خلال النقاشات التي جرت أخيرا بين أطراف الائتلاف، يؤكد وجود رغبة بإعادة لحمة الائتلاف الموحد وإعادة المنسحبين منه (الفضيلة والتيار الصدري)».

وأضاف العسكري «أن نتائج الانتخابات الأخيرة كان لها دور في حث المجلس الأعلى بأن لا يكرر خطأ الدخول إلى الانتخابات بمفرده ومواجهة قائمة دولة القانون (برئاسة المالكي) التي حققت نجاحاً كبيراً خلالها». مشدداً «على المجلس الأعلى أن يكون أكثر مرونة في تعاطي ما يتم طرحه، وإلا فإن عدم التوصل إلى توافق حيال تلك الأمور سيعني الدخول إلى الانتخابات منفردين وبقوائم منفصلة، وقد يتكرر ما حصل للمجلس الأعلى من خسارة خلال الانتخابات أخيرا».

وخاض كل من المالكي والحكيم الانتخابات المحلية التي جرت في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي بقائمتين منفصلتين، وحققت قائمة رئيس الوزراء نجاحا ساحقا على خصمه. غير أن العسكري أشار إلى أن «المجلس الأعلى أبدى مرونة في مناقشة الأمور المطروحة، سيما أن هناك إصرارا وتمسكا فيما يخص الخروج من فكرة الائتلافات المذهبية والطائفية من خلال طرح تغيير اسم الائتلاف إلى (الائتلاف الوطني الموحد)».

وحول تأكيد المجلس الأعلى بأن التوافقات السابقة بين أطراف الائتلاف هي الأسس التي يمكن الرجوع إليها خلال الحوارات الدائرة الآن، قال العسكري «إن أهم نقاط الخلاف مع المجلس الأعلى هو عدم التزام الأخير بالنظام الداخلي الذي تم الاتفاق عليه خلال تشكيل الائتلاف الحالي، وإذا كان المجلس جاد في إعادة تفعيل الائتلاف فعليه إعادة النظر بمسألة الالتزام بالنظام الداخلي، سيما أن بعض مكونات الائتلاف انسحبت بسبب هذه الإشكالية».

وضرب العسكري مثلا حول «قيادة الائتلاف» كنموذج للإشكالات التي حدثت داخل الائتلاف العراقي الموحد، وأوضح قائلا إنه «كانت هناك آلية قد وضعت في حال غياب عبد العزيز الحكيم، رئيس الائتلاف العراقي الموحد، ينوب عنه علي الأديب، القيادي في حزب الدعوة، وهذا أمر لم يحصل خلال الفترة السابقة، حيث كنا نلاحظ تصدر الإخوة في المجلس الأعلى لقيادة الائتلاف، وهذا يعد إخلالا بالنظام الداخلي، إلى جانب الكثير من الأمور، الأمر الذي أضحت معه أغلب الاجتماعات للائتلاف تقام في (مقر) المجلس الأعلى وكأن الائتلاف هو المجلس الأعلى فقط، وهذا الأمر أصبح غير مقبول، وحتى حزب الدعوة أبدى عدم ارتياحه للأمر».

وحول الأطراف التي من الممكن أن تنضم للائتلاف الجديد، قال العسكري «بالتأكيد لا يمكن أن يضم الائتلاف أحد الحزبين الكرديين، أو الحزب الإسلامي، هذا أمر غير وارد، لكن هناك جهات عديدة أبدت استعدادها للانضمام إلى الائتلاف الذي ينادي به المالكي، حيث توجد العديد من الشخصيات السنية والكردية المؤثرة اتصلت وأبدت استعدادها للمشاركة فضلاً عن موافقة الاتحاد الإسلامي الكردستاني الذي أبدى رغبة بأن يكون جزءاً منه».

من جهته، قال رضا جواد تقي، النائب عن الائتلاف الموحد، والقيادي في المجلس الأعلى، إن الحوارات والمشاورات التي تجري من أجل تفعيل الائتلاف الموحد جادة وقائمة على قدم وساق بين أطرافه»، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، «أن هناك توجها وإصرارا من الجميع على إعادة الائتلاف الموحد والمحافظة على وحدته وتماسكه، وهو أمر اتفق عليه الجميع خلال المشاورات الأخيرة». وأضاف «تم الاتفاق على توسيع الائتلاف ليشمل قوى أخرى ليكون ائتلافاً وطنياً، وسوف تشكل لجنة للشروع بالحوار مع تلك القوى، فضلاً عن الاتفاق على ضرورة دراسة آليات إعادة الائتلاف وهو أمر يتمسك به كل من المجلس الأعلى وحزب الدعوة». وحول «عدم التزام» المجلس الأعلى بالنظام الداخلي للائتلاف وأنه كان السبب وراء انسحاب قوى منه، أكد تقي «أن المرحلة السابقة للائتلاف شهدت العديد من الانجازات والمكتسبات، وكذلك شهدت عدم رضا بعض الأطراف ضد أطراف أخرى، إلا أن الفترة السابقة انتهت بسلبياتها وايجابياتها، سيما أن هناك نقطة انطلاق جديدة، حيث يتم دراسة ما تم تحقيقه من خلال صياغة نظام داخلي يتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية مع الاستفادة من المرحلة السابقة، وذلك بإعادة الهيكلية والإدارة». مشيراً «ليس من المعقول البقاء على ما تم سابقاً، حيث اتفق الجميع على الإبقاء على الائتلاف، وإذا كانت هناك أي ملاحظات فإنها قابلة للنقاشات». وعلى صعيد متصل، ينفتح التيار الصدري، الذي يقوده الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، هذه الأيام على مكونات أخرى من السنة والأكراد استعدادا للانتخابات القادمة.

وأكد الشيخ صلاح العبيدي، المتحدث الرسمي باسم التيار، لـ«الشرق الأوسط»، «أن التيار الصدري يتحالف مع القوائم الوطنية وغير الطائفية ولا المبنية على قومية واحدة»، وأضاف «نتحالف مع  جميع الطوائف العراقية، إن كانت شيعية أو سنية أو كردية أو غيرها من الطوائف».