تقنية مبتكرة لحماية 24 مليون نخلة في السعودية من سوسة النخيل الحمراء

باحثان سعودي وأميركي يبتكران جهازاً لغمر النخلة الواقفة بالمبيد الحشري

المشرف على الوادي الدكتور فالح السليمان
TT

توصل باحثان أحدهما سعودي والآخر أميركي إلى تقنية جديدة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء التي تعد أشد المخاطر التي تواجه مزارع النخيل في السعودية عموماً والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص، وتعد مزارعها الأكثر تضرراً من هذه الحشرة، حيث توصلا إلى تقنية مبتكرة في معالجة وحماية أشجار النخيل من خطر السوسة التي تقضي على آلاف النخيل من دون معرفة المزارعين أو المهندسين الزراعيين بذلك. إلى ذلك تستعد الأوساط العلمية في السعودية الأسبوع المقبل لاستقبال إعلان مكتب براءات الاختراع الأميركي حصول الباحثين السعودي فالح السليمان، والأميركي من أصل أردني محمد حوا، على براءة الاختراع، حيث تقدم الباحثان لتسجيل اكتشافهما للتقنية الجديدة في الولايات المتحدة الأميركية.

وتوصل الدكتور فالح السليمان وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والدكتور محمد حوا أستاذ مشارك بكلية الهندسة بالجامعة، عبر عدة أبحاث ودراسات استمرت على مدى خمس سنوات، إلى تصميم جهاز يعمل على غمر الشجرة بالمبيد الحشري وهي واقفة، ويعمل الجهاز الذي لم يكشف الباحثان عن مخططه الهندسي على الاحتفاظ بالمبيد وهو في الوضع القائم، كما يعمل طوال فترة التثبيت على جذع الشجرة على توزيع المبيد على كامل المنطقة التي يغطيها، مما يعني القضاء على الحشرة في أي موضع من الشجرة، كما أن الجهاز قابل للفتح والنقل.

يقول الدكتور فالح السليمان لـ«الشرق الأوسط»، التقنية الجديدة ستوفر الحماية للنخلة المزروعة حيث يمكن غمرها بالمبيد الحشري، كما يحدث مع النخلة المنقولة إلى المناطق الأخرى، حيث تشترط وزارة الزراعة للسماح بنقل النخيل بين المناطق خصوصاً من المنطقة الشرقية التي تتركز فيها الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، أن يتم غمر النخلة المنقولة في المبيد الحشري لفترة من الوقت بعد قلعها. ويضيف هذا الجهاز سيوفر كمية المبيد وكذلك ستتم حماية جميع النخيل.

ويصف السليمان الابتكار حيث يقول، تم تصميم الجهاز على شكل ماسورة تثبت على جذع النخلة، ويتم حقن الجهاز بالمبيد الحشري حيث يقوم بتوزيعه على كامل الجذع. مبيناً أن العلاج في السابق كان يعتمد بشكل أكبر على إزالة النخلة وحرقها حتى لا تنتقل العدوى منها إلى النخيل الآخر. وتعود قصة سوسة النخيل الحمراء إلى سبعينات القرن العشرين حيث أصيب بها النخيل في المنطقة الشرقية بعد أن انتقلت لها من نخيل الزينة الذي تم استيراده من الهند، ومن ذلك الوقت عملت وزارة الزراعة على مكافحة الحشرة بعدد من التقنيات إلا أنها لم تحمى آلاف النخيل من هذه الآفة.

ويبين السليمان أن عدة أبحاث أجريت في فترات سابقة لاكتشاف الآفة في وقت مبكر من الإصابة إلا أنها لم تكن عملية. فمثلاً تسجيل صوت اليرقة وهي تقرض قلب الشجرة نجح في المختبر، لكنه لم ينجح الحقل بسبب الضوضاء، كذلك استخدام بعض الحيوانات في التعرف على الأشجار المصابة لم ينجح في الحقل لتعدد الروائح.

يقول السليمان إن الجهاز الذي سيتم تسويقه بعد الإعلان الرسمي عن براءة الاختراع سيدفع إلى مكافحة حقيقية للسوسة في مختلف مناطق السعودية. مشيراً إلى أنه لا بد من برنامج وطني شامل في مكافحة سوسة النخيل التي تهدد أكثر من 24 مليون نخلة، مشابه للسياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة الأميركية في ذبابة الفاكهة، عندما هددت الإنتاج الزراعي الأميركي.

ويضيف السليمان إن الغرض من الجهاز هو الوصول إلى كل نخلة لعلاجها أو تحصينها ضد السوسة. مبيناً أنه أجرى أربعة أبحاث على النخيل منها بحث حول تصنيع خشب النخيل، الذي يتمتع بقوة تفوق قوة الألمنيوم.