الأسهم السعودية.. بداية قوية وسيولة ضعيفة

تقرير مالي يرسم صورة إيجابية لأداء البنوك خلال 2009

حقق المؤشر العام خلال الست دقائق الأولى من عمر التداولات مكاسب نقطية فاقت 120 نقطة بنسبة 2.2 % («الشرق الأوسط»)
TT

أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي تعاملاته الأسبوعية بحالة درامية بعد مرحلة من الهبوط المتواصل خلال الجلسات الماضية فقد المؤشر العام من خلالها العديد من النقاط الرقمية، ليعود يوم أمس بشكل مختلف حيث شهد في بداية التعاملات ارتفاعات قوية زادت من خلالها جميع القطاعات بلا استثناء وسط حالة من الاستغراب من قبل المتعاملين. وحقق المؤشر العام خلال الست دقائق الأولى من عمر التداولات مكاسب نقطية فاقت 120 نقطة بنسبة 2.2 في المائة بدعم من قطاع الصناعات البتروكيماوية وسط تراجع قيم التداول والتي أعادت المؤشر العام إلى مناطق الحيرة مجددا بعد أن أغلق عند مستوى 5789.43 رابحا 18.48 نقطة بنسبة 0.32 في المائة.

ووسط التقلبات السعرية تصدرت أسهم التأمين شركات المضاربات مجددا بعد أن احتلت المراكز الأولى في قائمة أكثر شركات السوق ربحية بعد أن سجلت كل من «سايكو» النسبة العليا المسموح بها في نظام تداول و«إليانز» و«الأهلي تكافل» و«الأهلية» و«السعودية الهندية» المراتب الأربع الأولى، في حين تراجعت أسهم 36 شركة.

إلى ذلك تصدر سهم «سابك» قائمة شركات السوق الأكثر نشاطا من حيث القيمة والتي تجاوزت 832 مليون ريال فيما احتل مصرف الإنماء المرتبة الأولى في قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث الكمية.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» ذكر عبد الرحمن العرعور المحلل الفني المستقل أن المؤشر العام كون نموذجا فنيا سلبيا خلال تعاملات الأسبوع المنصرم بعد الهبوط العنيف الذي فقد من خلاله أكثر من 300 نقطة، وكان من الطبيعي أن يعود إلى مستويات 5900 نقطة لتأكيد مدى قوة هذه النقطة، مشيرا إلى أن الارتفاع القوى الذي شهد السوق تزامن نتيجة بعض الأخبار الإيجابية.

وأوضح المحلل العرعور أن بعض الأسهم القيادية كسرت مساراتها الصاعدة يوم أمس الأول مؤكدة ذلك الكسر بالارتداد الوهمي ليوم أمس، بيد أن مثل هذا السلوك يعتبر سلبيا على المدى القريب والمتوسط.

من ناحيتها، أفادت لـ«الشرق الأوسط» رانيا محمد المحللة الفنية المستقلة أن المؤشر العام تفاعل بشكل مباشر مع التحسن القوي الذي شهدته الأسواق العالمية وكان ذلك ملموسا من الافتتاح القوي، مبينة أن السيولة المتداولة أضعفت كاهل قطاع البتروكيماويات الذي حاول الحفاظ على بعض المكاسب إلا أن حالة السوق لم تكن مشجعة، في وقت اعتبرت أن إغلاق المؤشر لا يدعو إلى الاطمئنان خلال الفترة القادمة.

أمام ذلك، أكد تقرير صدر عن المجموعة المالية هيرمس نجاح القطاع المصرفي السعودي في استعادة ثقة المستثمرين إلى حد كبير بعد أن أظهرت التقارير عن نتائج أنشطة الأعمال عن الربع الأول لعام 2009 تحقيق خسائر بمعدلات منخفضة، مشيرا إلى أن الأسهم المصرفية السعودية ارتفعت بنسبة 28 في المائة خلال العام وحتى تاريخه مدفوعة جزئيا بنمو أرباح البنوك. ويعتقد قسم الأبحاث بالمجموعة المالية ـ هيرميس أن البنوك السعودية ستقوم على مدار عام 2009 بتحويل التركيز من نمو حجم الميزانيات بشدة إلى إدارة الربحية، لافتة إلى أنها قد استهدف انخفاض تكلفة التمويل وزيادة السيولة وانخفاض القروض الاحتفاظ بمستويات الربحية وإدارة المخاطر. وأضاف التقرير أن مستويات التقييم للبنوك السعودية ستبقى مرتفعة بفضل استقرار أسعار النفط وظهور مؤشرات على تحسن الاقتصاد العالمي.