شيخ عراقي يوقع وثيقة لمحاربة المسلحين ويقتل خطأ جندياً أميركياً

الجيش الأميركي قاضاه أمام محكمة عراقية.. لكن القاضي أخلى سبيله

TT

لم يكن الحاج احمد الداوود، وهو من وجهاء منطقة الضلوعية، ويبلغ من العمر سبعين عاما، يعلم أن العهد الذي قطعه وأبناء عشيرته (البجواري)، التي تقطن هذه الناحية، التابعة لقضاء بلد في محافظة صلاح الدين، 180 كيلومترا شمال بغداد، على أن يحارب تنظيمات «القاعدة»، سيصبح لعنة عليه عندما أطلق رصاصتين من سلاحه في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.

فقد استقرت إحدى الرصاصتين في جسد جندي أميركي، وكانت وراء إيداع الحاج احمد السجن خمسة أيام.

الجندي الأميركي كان ضمن قوة عسكرية داهمت المكان في تلك الليلة، التي قال عنها احد أقارب الحاج احمد، إنها ليلة «سوداء»، مضيفا، «سمعنا أصوات حركة قوية في الخارج، وأطفئت الأنوار إثر تحطم المصابيح، ولم نكن نعلم من هو في الخارج، وهو لم يقصد أن يقتل الجندي الأميركي». الجيش الأميركي رفع دعوى ضد الحاج احمد أمام محكمة في تكريت، لكن القاضي قرر إطلاق سراحه وسراح الآخرين بكفالة قدرها 30 مليون دينار عراقي (حوالي 25 ألف دولار). من جانبه، حمل الرائد عدنان فاضل، مدير شرطة الضلوعية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجنود الأميركيين مسؤولية الحادث؛ لأنهم لم يبلغوا مركز الشرطة المفترض أن يداهم معهم أي مكان لديهم حوله إثباتات معينة، «ولكن الذي حصل أن القوة الأميركية داهمت منزلا قريبا من المكان المطلوب، ومن دون علم الجانب العراقي، فحصل أن طبق الحاج الداوود ما جاء في وثيقة العهد؛ لعدم علمه بأنهم من الأميركيين، وظن أنهم من المسلحين، فوجه رصاصاته، فقتل احدهم وجرح آخرين، وقد تم اعتقال الجميع، لكن القاضي في محكمة تكريت قرر إطلاق سراحهم، وبقي احد الأشخاص، الذي لم يكتمل التحقيق معه، وهو ضياء المطلق الذي يبدو أنه احد المستهدفين من غير أقارب الداوود، وقد قرر القاضي إطلاق سراحهم؛ لان الفعل غير مقصود ولم يدرج ضمن الإرهاب». وتعتبر ناحية الضلوعية من أهم معاقل تنظيمات القاعدة في السابق، لكن الصحوات والعشائر انتفضت عليها وحاربتها، ولم يعد لها سوى جيوب هنا وهناك حسب أبناء المنطقة.