«ذاكرة مصر المعاصرة» توثق عادات المصريين وتقاليدهم

منها «المسحراتي» و«الدوسة» وأزياء الرجال والنساء

يوثق المشروع لعادات وملابس المصريين عبر العصور («الشرق الأوسط»)
TT

حرصا على توثيق عادات وتراث المصريين، على مر العصور، عكف مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة» الذي تقيمه مكتبة الإسكندرية على توثيق الجانب الاجتماعي لحياة المصريين عن طريق توثيق العادات والتقاليد المتوارثة في مصر من جيل إلى جيل على امتداد العصور، بل إن بعضها يرجع للعصر الفرعوني.

وقال الدكتور خالد عزب، المشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة: «عكفنا على توثيق هذا الجانب من تاريخ المصريين والعادات والتقاليد التي حرصوا عليها على مر الزمان، وإن كانت قد اختلفت في بعض تفاصيلها عما هي عليه الآن».

وأشار إلى أن من الاحتفالات القديمة التي اندثرت ما كان يسمى بـ«الدوسة» وكان يقوم بها الدراويش حيث يقفون جنبا إلى جنب متلاصقين يهتفون باسم الله ثم يجري اثنا عشر درويشا حفاة على ظهور رفاقهم المستلقين على الأرض ثم يخطو الشيخ بحصانه عليهم جميعا، موضحا أنه تم إلغاء تلك العادة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني حرصا على حفظ كرامة المسلمين، خاصة أن هذه العادة كثيرا ما أثارت سخرية الأوروبيين للمصريين واستنكرها إدوارد لين بول في كتابه عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم.

وأوضح عزب أن هناك عددا من الاحتفالات التي لا تزال موجودة حتى الآن، وإن لم تكن بنفس القوة، ومنها موالد الأولياء التي تنتشر في كافة أرجاء مصر، والتي تتشابه مظاهر الاحتفال بها بصفة عامة. وأشار عزب إلى أن هناك مجموعة من الأعياد العامة غير الدينية التي حرص المصريون على الاحتفال بها فنجد شم النسيم، عيد الطبيعة والربيع، وهو عيد فرعوني في الأساس، ويحتفل به المصريون بالخروج إلى الحقول والحدائق والمتنزهات ويأكلون الأسماك المملحة والبيض الملون.

وأوضح عزب أن المولد النبوي الشريف من الاحتفالات الدينية التي يحرص المصريون على إحيائها، ويبدأ الاحتفال به من يوم 2 إلى 12 من شهر ربيع الأول، وكان المكان الرئيسي للاحتفال هو ميدان الأزبكية حيث تقام حلقات الذكر، وكذلك الاحتفال بقدوم شهر رمضان الذي كان الاحتفال به يبدأ منذ ليلة رؤية واستطلاع الهلال حيث كان يسير موكب من الناس ومعهم فرق من الموسيقيين حاملي الطبول وفرق من الجنود ويسير الجميع من القلعة إلى مجلس القاضي ثم يقسم الموكب نفسه إلى عدة أقسام تطوف في شوارع القاهرة لإعلان الأهالي بموعد بدء الصيام، ففي ذلك الوقت لم يكن هناك تلفزيون أو راديو ينقل بثا مباشرا لوقائع استطلاع هلال الشهر الكريم. ولفت إلى أن عادات المصريين في الشهر الكريم لم تختلف إلا من حيث وسائل التسلية كالذهاب إلى المقاهي وسماع الموسيقى وممارسة بعض الألعاب، كذلك من ضمن العادات الرمضانية أن يجول المسحراتي ليلا حاملا الطبلة ليعلن وقت السحور، والتي تغيرت اليوم مع وجود القنوات الفضائية والبرامج والمسلسلات الرمضانية.

ويوثق الموقع كذلك لملابس المصريين التي اختلفت كثيرا؛ فقد كان زي الرجل يتسم بأنه واسع فضفاض لكي يتلاءم مع الجو الحار في مصر. وكان الفقراء يصنعونه من الكتان، أما الأغنياء من الحرير وهو يتكون بشكل عام من الآتي (القميص ـ السروال ـ الصديري ـ القفطان ـ الحزام ـ الجبة ـ البنش ـ العمامة ـ الحذاء).

ومع مرور الوقت طرأت تغيرات على زي الرجال ففي عهد محمد علي عندما أرسل بعثات علمية إلى أوروبا لتلقي العلم فحدث أن قام بعض هؤلاء المبعوثين بتقليد الزي الأوروبي في ملابسهم والتخلي عن ارتداء الزي المصري.

أما زي المرأة فهو يمتاز بكثرة الزخرفة ويتكون من (القميص ـ الحزام ـ لباس الرأس ـ الحذاء) كما تستخدم الكحل لتزيين العينين وتضع الحناء في الأيدي والأرجل وترتدي الأقراط في الأذن، والأساور في اليد.

ومن أهم الأشياء التي اختفت من تراث المصريين الآن «الحمامات العامة». فقد اعتاد المصريون في القرون الماضية التوجه إلى الحمامات العامة للاغتسال، وكانت الحمامات تخصص الفترة الصباحية للرجال والمسائية للنساء، وهناك يتبادلن أحاديثهن الرقيقة عن أحوالهن العائلية والزوجية ومن أهم هذه الحمامات على سبيل المثال (حمام الوالي ـ حمام السلطان الكبير ـ حمام السبع قاعات ـ حمام الثلاثاء).