أحكام بالسجن بين 15 و65 عاما في قضية «الأرض المقدسة» لدعم حماس في أميركا

إدانة 5 بينهم أخ غير شقيق لخالد مشعل وصهر أبو مرزوق.. والحركة تعتبر الحكم مسيسا

نور غسان العشي تتحدث للصحافيين أول من أمس في دالاس بالولايات المتحدة عن الحكم الذي قضى بسجن والدها مع اربعة آخرين بتهمة تحويل أموال الى حماس الفلسطينية (أ ب)
TT

أصدرت محكمة في دالاس (ولاية تكساس) أحكاما بالسجن في القضية التي تعرف باسم «الأرض المقدسة» ضد خمسة متهمين (من أصول فلسطينية)، من بينهم الأخ غير الشقيق لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وتراوحت الأحكام ما بين 15 إلى 65 سنة، وكانت التهمة الموجهة للمتهمين تحويل أموال إلى حماس، التي تعتبر «حركة إرهابية» من وجهة نظر القانون الأميركي، منذ عهد إدارة بيل كلينتون عام 1995، في حين قال المتهمون، إنهم كانوا يجمعون الأموال لأغراض خيرية في الأراضي الفلسطينية خاصة في غزة، وبلغ مجموع الأموال التي حصلوا عليها عن طريق التبرعات حوالي 12.4 مليون دولار. وقال دفاع المتهمين، إنها محكمة ذات طابع سياسي ، نظرا لعلاقات القرابة التي تربط المتهمين بقيادات في حركة حماس. وطبقا للأحكام التي أصدرتها المحكمة، فإن اثنين من المتهمين سيمضيان بقية حياتهما في السجن، وفي هذا السياق صدر حكم بالسجن 65 عاما على شكري أبو بكر (50 سنة)، شقيق جمال عيسى أبو بكر، ممثل حماس في اليمن، وغسان العشي (55 سنة) ، الذي تربطه علاقات مصاهرة مع موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس. وحكم على ثلاثة مسؤولين آخرين بالجمعية فترات بالسجن تتراوح من 15 إلى 20 عاما، ومن بين الثلاثة مفيد عبد القادر، الأخ غير الشقيق لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي حكم عليه بالسجن 20 عاما، ومحمد المزين، أحد أقارب أبو مرزوق، الذي حصل على حكم بالسجن 15 عاما. وقال القاضي جورج سوليس، موجها كلامه إلى أحد المتهمين: «دورك في الحياة كان هو جمع الأموال من أجل حماس» وهي العبارة نفسها التي استعملها مع الآخرين، وزاد القاضي قائلا: «كان غرضك كما قلت هو مساعدة الناس، لكن الغرض الحقيقي هو دعم حماس، كنت تقول إنك بريء لكن الوقائع تبين أنك مدان» وقال المدعي العام في القضية، إنه كان يتوقع من المتهمين الندم لكن ما حدث عكس ذلك. ورد غسان العشي، الذي كان يرأس منظمة «الأرض المقدسة» على كلام القاضي قائلا: «كنا نقدم للناس ضرورات الحياة، مثل الأرز والزيت والدقيق». ومضى قائلا: «الاحتلال كان يقدم لهم الموت والدمار، وكان دور منظمة الأرض المقدسة هو تقديم المساعدات للفلسطينيين لدعم صمودهم ضد نظام عنصري» وختم كلامه قائلا: «إنني بريء من جميع التهم التي وجهت لي»، لكن القاضي قاطعه قائلا: «لم تقل كل القصة، الفلسطينيون يعيشون في ظروف بائسة، لكن ذلك لا يبرر دعم حماس».

وكان المحلفون فشلوا في إصدار حكم عام 2007، مما استدعى تقديمهم إلى محكمة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ووجهت لهم 108 تهم، من بينها إرسال أموال إلى «منظمة إرهابية». وفي تعليقه على الحكم، قال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس «الحكم على الأخ غير الشقيق لمشعل، وقريب أبو مرزوق، بعشرات السنوات دليل على ظلم وتسييس المحاكمة». واتهم برهوم الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما بتضليل الرأي العام، وممارسة تزييف الحقائق وقال :«إن إدارة أوباما تنتهج الدبلوماسية الناعمة، في حيـن تقوم على الأرض بعكس ذلك».

وتساءل قائلا: «لماذا لا يحاكم رجال الأعمال الأميركيون، الذين يقدمون الدعم لقادة الاحتلال، ولماذا لا تحاكم المنظمات والمؤسسات التي وفرت الدعم المالي الكامل لإسرائيل على حربها الأخيرة على قطاع غـزة، التي قتلت وجرحت الآلاف، من بينهم مئات الأطفال». وكانت المؤسسة ومقرها في إحدى ضواحي دالاس من كبرى المؤسسات الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة، قبل أن تغلقها الحكومة في أعقاب هجمات سبتمبر عام2001.