تصريحات نجاد تستنفر السياسيين اللبنانيين وحزب الله يضعها في إطار التحليل غير الملزم له

دعوات في «14 آذار» لمحاسبة عون على خروجه عن «الثوابت»

TT

ارتفع منسوب الحدة في الخطاب السياسي اللبناني مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 7 يونيو (حزيران) المقبل. وكان كلام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن «فوائد» فوز المعارضة في هذه الانتخابات محور تعليقات مستفيضة، على الرغم من محاولة نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم التخفيف من وطأته بأن اعتبره «تحليلا شخصيا لا يدخل في عمل حزب الله ولا يلزمه». وكان الرئيس ميشال سليمان حدد ليل أول من أمس مواصفات الرئيس التوافقي، معلنا أن «ما هو مطلوب من رئيس الجمهورية التوافقي والتوفيقي ليس إدارة التوازنات، إنما بلورة الحلول المتوازنة وفرض هذه التوازنات وضمان قيامها» مشيرا إلى «أن الحفاظ على روح الطائف والدستور واجب الجميع وحق هذا الوطن علينا» و«أن إلغاء الطائفية السياسية لا يعني إلغاء الطوائف وإلغاء النموذج اللبناني القائم على التنوع والحضارة الفريدة الناتجة عن تفاعل ثقافات الأديان». وشدد على أن «لا مكان في الميثاق للمثالثة، بل للمشاركة الكاملة في الحفاظ على وطن الأرز». وقد رأى السفير السعودي الجديد لدى لبنان علي عوض العسيري أن الانتخابات «شأن داخلي بامتياز مائة في المائة. وبالتالي يتمنى خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية أن تفرز هذه الانتخابات الأمن والاستقرار والتلاحم لحفظ هذا البلد ليقدم لأبنائه كل ما فيه من الخير والصلاح».

وفي المواقف الانتخابية، دعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري إلى «رفض نموذج التبعية والارتباط بالخارج وتأييد مشروع السيادة والاستقلال والدولة والاستقرار والازدهار». وهاجم النائب ميشال عون الذي «يسدد الفواتير لسورية وحزب الله منذ 4 سنوات». وقال: «لن نسمح للعماد عون بأن يستمر في تسديد الفواتير على حسابنا. لن نسمح له بأن يرد الدين لحزب الله على حساب لبنان. بل بالعكس، سنجعله يدفع ثمن خروجه عن الثوابت اللبنانية. ولن نسمح للجنرال عون بأن يأخذنا، بقصر نظره السياسي أو ربما عن قصد، إلى الموقع الذي يريده أحمدي نجاد للبنان».

ودعا اللبنانيين إلى أن «يبقوا متيقظين، لأن (الرئيس الإيراني) محمود أحمدي نجاد قالها بوضوح وصراحة: إذا فازت المعارضة في الانتخابات فسيصبح لبنان جبهة جديدة من جبهات المقاومة». وأكد: «لن نسمح لأحمدي نجاد ولا لبشار الأسد ولا للسيد حسن نصر الله بأن يحددوا لنا خياراتنا السياسية والاستراتيجية والوطنية».

من جهته، قال رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع: «إن السيد حسن نصر الله حاول قدر المستطاع دعم حليفه (العماد عون) وإعطاءه كل الأوصاف المطلوبة من أجل تسويقه لدى المسيحيين». وأضاف: «الرئيس الإيراني أكد فوز المعارضة في لبنان، ولكن هذا التوقع غير صحيح. وتوقع أن أمورا كثيرة ستتغير في المنطقة، لذا يسمون أنفسهم تكتل التغيير والإصلاح لأنه ستتغير أمور كثيرة في المنطقة». واعتبر أن كلام الرئيس الإيراني «بلور الفحوى الحقيقية لطبيعة المواجهة القائمة» مشيرا إلى أنه «منذ ثلاثة أشهر ونحن نقول إن هذه الانتخابات مصيرية ومحورية».

وشدد عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح على أن «الانتخابات مفصلية، وستحدد مستقبل لبنان ومستقبل أبنائنا، لأننا في مواجهة مع مشروع قادم من خارج الحدود لإقامة مشروع قائم على الإلغاء والهيمنة وعلى قوة السلاح وعلى المؤسسات الرديفة بدل الشرعية، وعلى إغلاق المجلس النيابي وتعطيل المحكمة الدولية».

ورأى النائب محمد كبارة (14 آذار) أن «قوى 8 آذار تريد تقوية إيران على حساب لبنان» مشددا على أن «7 حزيران (يونيو) هو يوم مصيري من أجل وحدة وحرية وسيادة واستقلال لبنان ولمنع المتاجرة بالوطن وتحويله إلى متراس متقدم لإيران وغير إيران».

في المقابل، قال رئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد إن «الاستحقاق الانتخابي المقبل ليس استحقاقا كسائر الاستحقاقات النيابية التي سبقت. فالتنافس الذي كان يحصل في السابق كان يتم تحت سقف خيار وطني واحد وافق عليه اللبنانيون انطلاقا من اتفاق الطائف والدستور. لكن، اليوم، الأمر مختلف، فالتنافس في الاستحقاق الانتخابي بين اللبنانيين يقوم بين فريقين، ولكل فريق خيار على المستوى الاستراتيجي يريد أن يأخذ البلد إليه».