كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ترفعان مستوى التأهب العسكري.. تحسبا لهجوم من كوريا الشمالية

روسيا تؤكد عدم معارضتها لأي قرار يصدر عن مجلس الأمن لفرض عقوبات على بيونغ يانغ

TT

رفعت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أمس مستوى التأهب العسكري في شبه الجزيرة الكورية، بعدما أعلن الشمال أن الهدنة التي أنهت الحرب الكورية تعد ميتة وقال إنه مستعد للهجوم. وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن القيادة المشتركة للقوات الأميركية البالغ قوامها 28 ألف جندي التي تدعم 670 ألف فرد من القوات المسلحة الكورية الجنوبية، رفعت حالة التأهب، مما يشير إلى خطر كبير من بيونغ يانغ. ويعتبر هذا أعلى مستوى من التهديد منذ التجربة النووية الأولى التي أجرتها كوريا الشمالية عام 2006.

وسببت كوريا الشمالية توترا هذا الأسبوع بسلسلة من الاستفزازات غير المسبوقة منذ الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953 بما في ذلك التهديد بالحرب وإطلاق صواريخ وإجراء تجربة نووية تقربها من تصنيع قنبلة ذرية. وقال دبلوماسي غربي إن كوريا الشمالية ستواجه حتما عقوبات جديدة من الأمم المتحدة لأنها تحدت قرارا صادرا عن الأمم المتحدة وأجرت تجربة نووية للمرة الثانية. ومن المتوقع إجراء تصويت على الأمر في مجلس الأمن الدولي المكون من 15 دولة الأسبوع المقبل. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أمس، إن بلاده لا تعترض على إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، لكنها تشعر أنه من السابق لأوانه الحديث عن عقوبات محتملة. وقال المتحدث أندريه نسترينكو في مؤتمر صحافي: «ليس لدينا ما يدعو لمعارضة القرار الجديد المتعلق بكوريا الشمالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأضاف: «من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل قرار مجلس الأمن فيما يتعلق بفرض عقوبات محتملة على كوريا الشمالية».

وكان دبلوماسيون غربيون قالوا أول من أمس، إن القوى العالمية بما في ذلك روسيا، وافقت من حيث المبدأ على ضرورة فرض عقوبات على كوريا الشمالية لتحديها قرارا للأمم المتحدة. وحذر نسترينكو من إطلاق سباق تسلح في آسيا بعد تجربة كوريا الشمالية النووية. وقال: «نأمل ألا تستغل دول أخرى التحركات الأخيرة لكوريا الشمالية كمبرر لتعزيز قدراتها العسكرية وألا يتحول الأمر إلى سباق تسلح جديد في المنطقة».

وبعد أن أشارت تقارير أول من أمس إلى أن كوريا الشمالية أعادت العمل في مجمع «يونغبيون» لإعادة المعالجة النووية بغية تصنيع البلوتونيوم لغايات عسكرية، أكد مسؤول عسكري أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية عدم وجود أي مؤشر على ذلك. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه بحسب معلوماته لم يتم استئناف أي نشاط في مجمع «يونغبيون» النووي الواقع شمال بيونغ يانغ.

وكانت وسائل إعلام كورية جنوبية أكدت أنه تم رصد تصاعد دخان من مجمع «يونغبيون»، مما يدعو إلى الاعتقاد بأن المصنع أعيد تشغيله، وأكدت الصحف أنها استندت في معلوماتها هذه إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية تجسسية أميركية. ويستخدم الكوريون الشماليون مصنعا يعمل بالفحم الحجري لإنتاج البخار اللازم لتشغيل مصنع إعادة المعالجة النووية. ولكن صورا التقطتها أقمار اصطناعية تجارية الثلاثاء الماضي، «لا تظهر أي بخار يخرج من الأنابيب التي تصل بين مصنع الفحم الحجري ومصنع إعادة المعالجة»، بحسب ما أعلن معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن الذي يبث صورا على موقعه الالكتروني. وستنشر القوات الجوية الأميركية 12 مقاتلة «رابتور» متقدمة من طراز «إف 22»، على مدى الأيام المقبلة في قاعدة في أوكيناوا باليابان. وقال متحدث باسم القوات الأميركية في اليابان إن الخطوة كانت مقررة أصلا وأنه لا علاقة لها بما أثارته بيونغ يانغ من ضجة في الآونة الأخيرة. ونقلت كبرى الصحف الكورية الجنوبية «تشوسون البو» عن مصادر دفاعية قولها إن سيول تستعد لأي حالات طارئة مثل القصف المدفعي أو الصاروخي قرب منطقة حدود بحرية متنازع عليها قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة.

وقال متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي أمس إن بلاده لا يمكنها ضمان سلامة سفن سيول في مياه البحر الأصفر التي شهدت مناوشات بحرية دموية بين البلدين عامي 1999 و2002.