الرئيس اليمني: المرتدون عن الوحدة مصابون بفيروس الخنازير.. وسنحاربهم بـ«الأطباء المخلصين»

ملتقى السلفيين في صنعاء يعتبر الحراك الجنوبي خروجا على ولي الأمر وطاعته

TT

وصف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح العناصر المرتدة عن الوحدة اليمنية بأنها مصابة بفيروس الخنازير و«سنحاصرهم ونعالجهم بحراس الوحدة والأطباء المخلصين». وقال في الاحتفال الذي أقيم في مدينة تعز أمس إنه وفي خلال العامين المنصرمين ظهر فيروس الخنازير برؤوس العناصر المرتدة التي ارتدت عن الوحدة، ولكن سنحاصر هذا الفيروس ونعالج المصابين بالأطباء الشرفاء وبالمخلصين حراس الوحدة، ولن نسمح لهذا الفيروس أن ينتشر. وقال إنه كما تصدينا لهذا الفيروس في حرب صيف 94 سنتصدى له اليوم ونحن أكثر قوة وأكثر ثباتا وإمكانيات سياسية ومادية ومعنوية وإرادة سياسية صلبة، سنتصدى لهذه الخزعبلات ولهذه النعرات وللحاقدين الحالمين الذين يبحث كل واحد منهم لنفسه عن دور وليس لديه رؤية ولا ماذا سيحصل لليمن من وراء ذلك، ولا ما هي تبعات الفتن والحروب ماديا ومعنويا وثقافيا، ولكن هيهات من اعتصامات ومن مظاهرات ومن شغب، في حين أن الديمقراطية رأي ورأي آخر، رأي وطني وليس مكايدات ولا قلب الحقائق، وقال إن الشعب اليمني يفهم الصغيرة والكبيرة لم يعد ذلك الشعب الذي كانوا يجهلونه أيام النظام الأمامي وأيام النظام الشمولي الشطري القهري. وأشار إلى من يقوم بمثل هذه الأعمال بأنهم جهلة ومخدوعون ومهبولون، ولا يعرفون ما يترتب على هذه الفتن وإشعال الحرائق، وبالمقابل نحن نعرف تبعات إشعال الحرائق فليكن مثل هؤلاء الناس مريضا عليه أن يمرض في بيته، أفرز سمومك في مسكنك لا تفرزه على الجمهور، لأن ما يترتب على إفراز هذه الأمراض هو إراقة الدماء، تدمير الاقتصاد الوطني، شرخ الوحدة الوطنية، انعدام الثقة بين كل مواطن ومواطن ولكن خير لكم ابتعدوا عن ثقافة الكراهية والوقاحة.

وقال الرئيس علي صالح في هذا السياق إن مثل هؤلاء كل واحد منهم يبحث لنفسه عن دور ويطمح إلى السلطة، فيما أن السلطة في حقيقتها مغرم وليست مغنما وأنه يشبه من يجلس على كرسي الحكم والسلطة في اليمن مثل من يرقص على رؤوس الثعابين. واستطرد قائلا: هؤلاء غير مجربين ومجانين وبحاجة إلى أطباء نفسانيين يعالجونهم نفسيا، فالسلطة ليست مزيدا من ابتزاز الوطن وابتزاز مزيد من المال والثراء غير المشروع لكن الرئيس علي صالح حيال بعض المطالب إذا ما كان هناك أخطاء أو سلبيات فلماذا لا تناقش عبر المؤسسات الدستورية فنحن بلد مؤسسي وليس عصابات فلا نرجع إلى المربع الأول مثلما كنا بعد الثورة حينما انعقدت مؤتمرات خمر وعمران والجند ومؤتمر الصرارة، إن من يدعو إلى مثل هذا الأمر صاحب عقلية قديمة رجعية متخلفة، وقال إن مجلس النواب ممثل للأمة، مجلس الشورى مجلس استشاري ومسؤول والمجالس المحلية مجالس منتخبة ينبغي أن يكون الحوار حول هذه القضايا من خلال هذه المؤسسات، وتساءل الرئيس عمن المستفيد مما يحدث من تكسير المحلات التجارية ومن المستفيد من قطع الطرقات، مؤكدا أن الوحدة محروسة بعناية الله عز وجل وبالتفاف الشعب اليمني حول هذه الوحدة وليس العناصر المصابة بفيروس الخنازير، وأعاد إلى الأذهان حيث كان اليمن يعيش في ظل كيانين دوليين في جسم واحد وكل كيان إن في الشمال أو في الجنوب يحيك المؤامرات ضد الآخر وشدد على أنه لا يجوز أن يكون سيفان في غمد واحد، فالوحدة تحققت بمساندة كل الشرفاء من أبناء اليمن. وقال: كان زملاؤنا وإخواننا في الحزب الاشتراكي اليمني قد نادوا بالوحدة وسعوا من أجل تحقيق الوحدة وكانت الوحدة هي المخرج لليمن من الأزمات والحروب وأعلنت الوحدة في مايو (أيار) 90 وكان الناس مستبشرين منتظرين للحصاد باعتبار أن الوحدة كانت سفينة النجاة لكل أبناء اليمن، ثم حدثت فتنة 94 وأكد ما كان قد قاله في جامع الجند بتعز سندافع عن الوحدة، تعز الوحدة، تعز الاقتصاد، تعز السياسة، وطمأن المواطنين على استثماراتهم فالبلد في خير، وأعلن الرئيس علي صالح أنه أمر الحكومة بإعادة تأهيل ميناء المخاء التاريخي الذي يقع إلى الغرب من تعز وسرعة إنجاز المطار الدولي بتعز. من جهة أخرى اعتبر السلفيون اليمنيون ما يسمى بالحراك الجنوبي خروجا على ولي الأمر وعن طاعته. جاء ذلك في ختام ملتقى السلفيين في صنعاء أمس وقال رئيس جمعية علماء السنة والجماعة في محافظة حضرموت أحمد حسن با معلم كان يجب الوقوف في وجه دعاة الخروج على الحاكم المسلم ولو كانوا علماء أجلاء فما بالك بالمنحرفين في عقائدهم ومناهجهم ولا يلقون بالا أو اهتماما للدين والشريعة وثوابت الأمة ومصالحها، وحث علماء السلفية ودعاتها على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم باعتبارهما المرجعية لحل كافة الأزمات، مبديا استغرابه بوجود البعض من الطلاب السلفيين الذين استخفتهم الأحداث واستجابوا للصوت العاصي الذي يعلنه دعاة الانفصال، بينما قال الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان والقيادي في حزب الإصلاح المعارض إن الخروج من الأزمة الراهنة التي يعيشها اليمن يكمن في انعقاد مؤتمر وطني عام يحضره ممثلون عن كافة الشرائح والفئات الاجتماعية من كافة أرجاء اليمن، مشيرا إلى أهمية أن توجد ضوابط وضمانات توجب الالتزام بنتائج الحوار التي سيخرج بها هذا المؤتمر، وعلى أن يكون في مقدمة الملتزمين بهذه الأمور رئيس الجمهورية الرئيس علي عبد الله صالح وأطراف الأزمة، وقال إن الحكومة وحدها لا تستطيع اليوم حل مشاكل البلاد ولا المعارضة السياسية ولا أطراف الأزمة في صعدة والجنوب ولا العلماء وشيوخ القبائل وحدهم قادرون على حل هذه الأزمة وإنما هم مجموعون قادرون على الخروج بحل إذا ما التقوا على طاولة لحوار وطني، وأكد احترام الدستور والقوانين النافذة ورفع المظالم وإعادة الحقوق لأصحابها، فيما جدد تحذيراته التي كان قد أطلقها بوجود مخطط يستهدف تمزيق اليمن، وقال إن هذا المخطط يرمي إلى السيطرة على منابع النفط والممرات البحرية، وقال إن الأساطيل والسفن الغربية التي تجوب البحار لم تأت لشم النسيم أو لقضاء إجازة. ومن جانبه اعتبر وزير الأوقاف والإرشاد أن التئام هذا الملتقى للسلفيين في اليمن علامة من علامات الحرية في اليمن وشاهد حي على أن اليمن يعيش أجواء تمتاز بالحرية يستطيع علماء الدين والدعاة أن يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصحة ولي الأمر، وقال القاضي الهتار إن هذا الملتقى يمثل الخطوة الأولى لملتقى أوسع يضم علماء اليمن لإعلان موقفهم المساند للوحدة ونبذ دعوات الفرقة والانفصال، مؤكدا أن الوحدة فريضة دينية وأن دعوة العلماء إليها واجب شرعي وضرورة بشرية. وكان من أبرز المشاركين في الملتقى الذي نظمته جمعية الحكمة اليمانية، الشيخ عبد المجيد عزيز الزنداني، رئيس جامعة الإيمان اليمنية. ووضع الملتقى السلفي العام ثلاثة أهداف رئيسية لأعماله هي: «المساهمة في تعميق وترسيخ الوحدة اليمنية، دراسة الأحداث النازلة والمحدقة باليمن ووضع الحلول الشرعية لها، وتجسيد مبدأ المشاركة والحوار لحل القضايا والأزمات النازلة بالأمة، وتوحيد الرؤية السلفية إزاء ذلك».

وبانعقاد هذا الملتقى تكون الجماعات السلفية في اليمن قد انضمت إلى ركب التطورات السياسية الجارية في اليمن وتحديدا في جنوب البلاد حيث يطالب هناك ما يسمى «الحراك الجنوبي السلمي» باستعادة «دولة الجنوب» عبر «فك الارتباط» مع الشمال.

في موضوع آخر أجرى نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ستيفن كيبس أمس مباحثات مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي استقبله في القصر الجمهوري بمحافظة تعز. وقالت مصادر رسمية يمنية إن المسؤول الأميركي، الذي لم يعلن من قبل عن زيارته، بحث مع صالح العلاقات اليمنية ـ الأميركية وبالأخص في مجال التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب. ونقلت تلك المصادر عن كيبس تأكيده «وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره» وقوله إن «الولايات المتحدة الأميركية تدعم وبقوة يمنا موحدا ومستقرا» لأن «ذلك يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة».