مسابقة أفضل طاه في السعودية بدون «طعم» ولا «نكهة»

انطلقت بمشاركة 187 طاهيا يمثلون 25 دولة

طاه يقوم بإعداد إحدى الوجبات خلال المسابقة ( تصوير: عدنان مهدلي)
TT

ارجع القائمون على مسابقة اختيار أفضل طاهٍ في جدة أسباب غياب عنصري «الطعم» و«النكهة»، والاكتفاء بالشكل الفليني للطبخة، دون تقديم الوجبات المطبوخة، عن حضور معرض المأكولات الذي أقيم في جدة الأسبوع الماضي، إلى مخاوف التسمم.

ويأتي ذلك وسط انتقادات واسعة طالت المسابقة، بعد أن كان المتوقع أن تركز لجنة تحكيم مسابقة اختيار أفضل الطهاة ـ التي أقيمت ضمن فعاليات معرض المأكولات والفنادق والتعبئة ـ على طعم الأصناف التي يعدّها المتسابقون، غير أن الحضور فوجئ بأن اللجنة تقيّم الطهاة بناء على طريقة العرض والتقديم ومعايير أخرى مختلفة، دون وضع الأطعمة لتذوقها على أرض الواقع.

وأوضح ياسر جاد رئيس جمعية الطهاة السعوديين لـ«الشرق الأوسط» أن سبب عدم إدراج تقييم طعم الطعام ضمن معايير اختيار أفضل الطهاة إلى إمكانية الإصابة بالتسمم جرّاء تناول أطباق ساخنة، تم إعدادها منذ ساعات طويلة.

وقال «ثمة 21 فئة للمسابقة يتم من خلالها منح الدرجات للمشاركين، من ضمنها طريقة العرض وتقديم الأطباق، وتناسق ألوان الأطعمة بها»، موضحا أن «تلك المعايير تعد عالمية، وليست محلية».

بعض من أفراد الجمهور الذين حضروا لمشاهدة مسابقة الطهو أعربوا عن استيائهم من ضياع وقتهم دون فائدة. أم عبد الرحمن إحدى الحاضرات قالت لـ«الشرق الأوسط» إن ما رأته معاكس لما كانت تتوقعه، وتضيف «تحمّست كثيرا لفكرة المسابقة قبل انطلاقها، غير أنني لم أكن أعلم مجرياتها التي أرى أنها لا تفيد المرأة باعتبارها تهتم كثيرا بنكهة الطعام، لا سيما أن طرق التقديم من السهل الحصول عليها عبر مواقع الإنترنت وغيرها».

ولم تخالفها أسماء الغامدي الرأي، وقالت «لن أكرر الزيارة مرة أخرى، خاصة أنني خططت لحضور فعاليات المسابقة بأيامها الخمسة، إلا أنني لن أستفيد منها شيئا كما يبدو».

وأرجع ناجي علام، طباخ مصري، سبب مشاركته في المسابقة إلى رغبته في اكتساب خبرة تفيده في مجال عمله بأحد الفنادق المعروفة في السعودية، مشيرا إلى أن مشاركته في مثل تلك المسابقات من شأنها أن تقوّي سيرته الذاتية وتطورها، على حد قوله.

وأضاف «تعتمد لجنة التحكيم على الفنيات واللمسات التي يعتمد عليها الطاهي في تقديم أطباقه»، لافتا إلى أنه شارك في المسابقة من خلال إعداده لنموذج حلويات مقدمة في سلة فواكه، في محاولة منه لعرض فكرة جديدة ومتميزة.

بينما اعتمد المشارك عبد الرزاق التكريتي على ابتكار نكهات جديدة في مجال الحلويات الشرقية، التي من ضمنها إعداد بقلاوة بالجزر، وكنافة بالكراميل والكابوتشينو. وقال «تقوم فكرة المسابقة على أساس طرح أفكار جديدة، بصرف النظر عن تذوقها»، مبيّنا أنه يعمل بالمطبخ الشرقي، غير أنه متخصص في الحلويات بشكل أكبر.

وأضاف قائلا «إن الرجل الطباخ عادة ما يكون محبوبا من قبل المحيطين به، خصوصا أن دخوله إلى المطبخ لا ينقص من قيمته في المجتمع».

وتعتبر شركة «الحارثي للمعارض»، وجمعية الطهاة السعوديين الجهتين المنظمتين لمسابقة أفضل الطهاة، وذلك تحت مظلة الغرفة الصناعية التجارية بجدة، إذ تجاوز عدد المشاركين بالمسابقة 187 طاهيا، يمثلون 25 دولة، تم استقطابهم من فنادق ومقاه ومطاعم كبيرة عالمية.

وبالعودة إلى ياسر جاد رئيس جمعية الطهاة السعوديين، أوضح أنه واجه صعوبة كبيرة في تسجيل الطهاة السعوديين قبل المسابقة، وضمهم إلى الجمعية، في ظل ندرة وجود طباخين في السعودية.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت أبحث عن الطهاة السعوديين منذ شهرين، غير أنني وجدت معظمهم يعملون كمساعدين وعمال بالفنادق فقط، لا سيما أن المسابقة تشترط امتلاك المتسابق للحد الأدنى من المهارات في الطهو، إلا أن الكثير من الفنادق منعت دخولي، لاعتقادها بأنني أعمل على سرقة موظفيها»، مشيرا إلى أنه تمكن من الحصول على 7 سعوديين تتوفر فيهم بعض الشروط، في ظل انعدام الخبرة لدى الكثيرين.

وأوضح أن الجمعية لا تقتصر على السعوديين فحسب، وإنما تضم طهاة من مختلف الدول العربية، وأضاف «تعمدت إطلاق هذا الاسم على الجمعية للتمكن من تسجيلها عالميا باسم السعودية، إذ تعد الخطوة الأولى لتحفيز السعوديين على الدخول في ذلك المجال»، مؤكدا أن الجمعية تسعى خلال السنوات القادمة للوصول إلى الأولمبياد العالمي في مثل تلك المسابقات.

بينما أشار الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ عضو مجلس إدارة الغرفة الصناعية التجارية بجدة إلى أن المسابقة تعتبر جديدة، وستأخذ ملاحظات الحضور بعين الاعتبار، من أجل تطويرها في المرات القادمة.