مصر تأمل أن يتضمن خطاب أوباما للعالم الإسلامي مقاربات جادة في قضية السلام

أنباء عن توجيه الدعوة لعناصر سياسية بارزة.. وزيارة الرئيس الأميركي لأحد المساجد الأثرية

TT

أعربت مصر، أمس، عن أملها في أن تقدم الولايات المتحدة «مقاربات جادة» في قضية السلام في الشرق الأوسط، مشددة، في تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير سليمان عواد، على أن تلك القضية تمثل جوهر العلاقة بين العالم الإسلامي وأميركا.

وعقد الرئيس المصري حسني مبارك اجتماعا وزاريا أمس برئاسته، هو الثالث من نوعه، راجع فيه ترتيبات زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمصر يوم الخميس المقبل. حضر الاجتماع رئيس مجلس الوزراء ورئيسا مجلسي الشعب والشورى (البرلمان)، وعدد من الوزراء المعنيين. وعقب الاجتماع قال السفير سليمان عواد للصحافيين «إن الرئيس مبارك يولي أهمية لما سيتضمنه خطاب أوباما للعالم الإسلامي الذي سيلقيه من جامعة القاهرة يوم الخميس المقبل خلال زيارته لمصر». ورغم أن عواد أشار إلى الأحاديث والاجتهادات التي تعددت حول مغزى اختيار جامعة القاهرة، لكنه لم يفصح عن ذلك المغزى.

وقال عواد «الرئيس أوباما وعد خلال حملته الانتخابية بتوجيه كلمة للعالم الإسلامي.. ومصر تتطلع إلى خطابه على نحو يعكس ما أرسله الرئيس الأميركي منذ انتخابه من رسائل ومواقف ومبادرات للعالم بصفة عامة، وللعالمين العربي والإسلامي بصفة خاصة»، معربا عن أمله في أن يتضمن الخطاب مقاربات جادة تتصدى لجوهر العلاقة بين العالم الإسلامي وأميركا، وهى قضية السلام في الشرق الأوسط، وهو سلام طال انتظاره، وتعرضت عمليته لانتكاسات عديدة.

وشدد عواد على أن الوقت لا يسمح بانتكاسات جديدة أو بفشل آخر، أو لضياع فرصة سانحة حالية تكتسب زخما أميركيا وأوروبيا ودوليا لتحقيق السلام مثلما ضاعت فرص عديدة من قبل، وقال عواد «ليس مهما المكان الذي يلقي منه أوباما خطابه، ولكن نحن نرحب به على أرض مصر، ونرحب باختياره لمصر لإلقاء كلمته للعالم الإسلامي، ونرحب بما ذكره باسم البيت الأبيض عندما قال إن مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي»، مضيفا «ولكن اهتمام الرئيس مبارك، وهو يعكس اهتماما لشعب مصر والشعوب العربية والإسلامية، هو بمحتوى هذا الخطاب».

وأعرب عواد عن أمله في أن يفتح هذا الخطاب صفحة جديدة تضع علاقات العرب والمسلمين بأميركا على المسار الصحيح، أو يعيدها إلى المسار الصحيح، معتبرا أن تلك العلاقات تعرضت لاختبارات قاسية خلال السنوات الثماني الماضية، حيث بدا العالم الإسلامي وكأنه مستهدف في أوطانه وهويته وفى استقلال إرادته ومقدرات شعوبه، وأوضح قائلا «أما الآن فإن الرئيس أوباما وعد بتوجيه هذه الكلمة والآن يأتي إلى القاهرة لإلقاء كلمته المهمة، وما يهمنا هو محتواها».

من جهته وصف السفير حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، خطاب أوباما للعالم الإسلامي، الذي يلقيه يوم الخميس المقبل بجامعة القاهرة، بأنه «خطاب تصالحي بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة»، وكشف عن زيارات متبادلة بين مصر والسعودية للتنسيق قبل زيارة أوباما لكل من الرياض والقاهرة، وأفاد أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط يزور الأردن اليوم لإطلاع المسؤولين الأردنيين والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على نتائج الاتصالات المصرية الأميركية، وفى إطار التشاور العربي ـ العربي، قبل وبعد زيارة أوباما للمنطقة.

وأشار إلى أن مصر ركزت خلال زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، والوزير عمر سليمان لأميركا، قبل عدة أيام، على أهمية اتخاذ إجراءات لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وليس مجرد الذهاب إلى إجراءات بناء ثقة أو تفاوض، وأن تبدأ المفاوضات من حيث انتهت.

وأضاف «إن الحديث عن إقامة دولة فلسطين أمر بديهي، ولكن يبقى الطريق إلى الدولة وكيفية تنفيذ الالتزام» وأوضح زكى «إننا بانتظار طرح الرؤية الأميركية المتعلقة بخطة العمل وتحريك عملية السلام. وعلى سبيل المثال من سيراقب وقف الاستيطان ومدى التزام إسرائيل بذلك والتي لا تزال في حالة ترقب لما ستطرحه واشنطن». وقال إن الإدارة الأميركية الراهنة غير مهتمة بعقد المؤتمرات وأن الأمر بات ينصب على تحريك قطار التسويات، وقال «إن مصر سعت من خلال التواصل مع واشنطن للمساهمة في تشكيل الرؤية الأميركية للحل». من جانبها، رفضت مصادر بالسفارة الأميركية بالقاهرة الإعلان عما إذا كان أوباما سيلتقي بسياسيين معارضين مصريين أو نشطاء حقوقيين خلال زيارته للقاهرة هذا الأسبوع، قائلة لـ«الشرق الأوسط» «جدول زيارة الرئيس أوباما يُوضع بالتنسيق بين السفارة الأميركية والرئاسة المصرية، ولم يتم الانتهاء منه حتى الآن وسيتم الإعلان عنه فور وضعه».

في الوقت ذاته نفى النائب سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، أن تكون الكتلة قد تلقت دعوات لحضور خطاب أوباما. وقال «في حال تلقي الدعوة لحضور الخطاب سنلبيها.. ولا توجد لدينا مشاكل في هذا الصدد».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية مشاركة نواب بالكتلة في لقاءات خاصة يعقدها أوباما مع السياسيين المعارضين المصريين، قال الكتاتني «لدينا استعداد لحضور لقاء على أي مستوى مع الرئيس الأميركي، شريطة أن توجه لنا الدعوة».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الدعوات لحضور خطاب أوباما ستوجه لمجموعة كبيرة من العناصر السياسية الفاعلة في مصر، بحيث يعكس الحضور الثقافة السياسية المصرية».

وترددت تكهنات إعلامية أن الرئيس الأميركي قد يزور أحد المساجد الأثرية بالقاهرة، وساعد على زيادة التكهنات غموض البيان الذي أصدرته الرئاسة المصرية أمس الأول، الذي اكتفى بالإشارة إلى أن أوباما سيزور بعض الأماكن التاريخية، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل. ويصل أوباما القاهرة صباح يوم «الخميس» المقبل، قادما من الرياض، أولى محطات جولته، التي تشمل السعودية ومصر وألمانيا، ويلقي خلالها خطابا للعالم الإسلامي من القاهرة.