إيران: تفكيك قنبلة زُرعت على متن طائرة متجهة إلى طهران

موسوي يتعهد بدعم حقوق المرأة بالاستعانة بأفكار الزعماء الدينيين

إيرانية في أحد شوارع مدينة إسلام شهر جنوب طهران وبدت خلفها صور للمرشح الاصلاحي في انتخابات الرئاسة مهدي كروبي أول من أمس (أ ف ب)
TT

أعلن مسؤولون أمنيون إيرانيون أن السلطات تمكنت من تعطيل قنبلة كانت مزروعة داخل طائرة على متنها 131 راكبا متجهة في رحلة محلية من الأهواز إلى العاصمة طهران. ويأتي الحادث بعد يومين من مقتل 25 في انفجار قنبلة بمسجد للشيعة في جنوب شرقي البلاد.

وقال المتحدث باسم هيئة الطيران المدني رضا جعفر زاده للتلفزيون الإيراني: «بفضل تحرك العناصر الأمنية السريع تمت إزالة الخطر عن الرحلة بين الأهواز وطهران». وأضاف: «مع تدخل عناصر الأمن التابعين للحرس الثوري، لم يؤد هذا الحادث إلى أي أضرار».

وكانت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية، القريبة من المحافظين، أول من كشف عن هذا الحادث. وأفادت الوكالة أنه «مساء أول من أمس وبعد ربع ساعة من إقلاعها في الساعة 20،22 بالتوقيت المحلي (50،17 ت.غ) عثر عناصر الأمن على عبوة يدوية الصنع في مراحيض الطائرة التابعة لشركة (كيش ـ إير) وعلى متنها 131 راكبا». وعادت الطائرة أدراجها لتحط في الأهواز».

وأكد رضا نخجواني مدير عام شركة «كيش إير» المحلية الصغيرة أن الطائرة أقلعت مجددا في اتجاه طهران بعد تفكيك القنبلة على ما أفادت وكالة «إيلنا» شبه الرسمية.

والأهواز كبرى مدن إقليم خوزستان تقع على الحدود العراقية، وهي غنية بالنفط وتقيم فيها أقلية عربية كبيرة. وفي السنوات الأخيرة وقعت اعتداءات نفذتها مجموعات متمردة عربية في المنطقة. ويوم الخميس الماضي انفجرت قنبلة في مسجد رئيسي للشيعة في مدينة زاهدان في جنوب شرق البلاد ما أسفر عن مقتل 25 وإصابة أكثر من 120. وأعدم علانية أمس السبت في زاهدان ثلاثة رجال أدينوا بالتورط في تفجير المسجد.

وكانت قناة «العربية» الإخبارية ذكرت أن جماعة سنية معارضة تطلق على نفسها اسم «جند الله» تقول إيران إنها جزء من تنظيم القاعدة ومدعومة من الولايات المتحدة، وراء التفجير.

وكان تفجير الخميس الماضي الأعنف في إيران منذ الحرب الإيرانية العراقية التي دارت منذ عام 1980 حتى 1988. ووقع انفجار في مسجد بمدينة شيراز في جنوب البلاد ما أسفر عن مقتل 14 في أبريل (نيسان) الماضي، ولكن الأوضاع في البلاد كانت هادئة نسبيا بخلاف ذلك الحادث. واتهمت إيران الولايات المتحدة سابقا بدعم مقاتلين من السنة ينشطون على حدودها مع باكستان. وتقول جماعة «جند الله» إنها تحارب الحكومة من أجل منح الحقوق للأقلية السنية في البلاد.

ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية سنة 1979 وسلسلة عمليات خطف طائرات خلال السنوات التي تلت قيام الجمهورية الإسلامية، قررت السلطات أن تنشر عناصر أمنية على متن كل طائرة تقوم برحلة داخلية أو دولية. وعهد إلى الحرس الثوري مهمة ضمان أمن المطارات والطائرات.

وهذا الحادث هو الثالث خلال أيام عدة في أوج حملة الانتخابات الرئاسية في إيران.

وأطلق مسلحون النار الجمعة على مكتب انتخابي للرئيس محمود أحمدي نجاد في زاهدان (جنوب شرق) ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى بينهم طفل.

وعشية ذلك الحادث استهدف اعتداء انتحاري مسجدا شيعيا في كبرى مدن محافظة سيستان بلوشستان الحدودية مع باكستان وأفغانستان مخلفا 25 قتيلا و125 جريحا. وأعدم ثلاثة رجال أُدينوا بالتورط في ذلك الاعتداء الذي نُسب إلى حركة متمردة سنية صباح السبت شنقا.

وقد تخللت حملة الانتخابات الرئاسية سنة 2005 سلسلة من الاعتداءات في محافظتي خوزستان وسيستان بلوشستان.

وفي الأهواز أسفرت أربعة اعتداءات عن سقوط ستة قتلى حسب حصيلة نُشرت حينها. وفي نفس الوقت أسفرت 3 اعتداءات عن إصابة عدة أشخاص بجروح طفيفة في زاهدان. وغالبا ما تشهد محافظات سيستان بلوشستان وخوزستان وكردستان (شمال غرب الحدود العراقية) اعتداءات وعمليات مسلحة تنفذها حركات تنتمي إلى الأقليات الإثنية والدينية.

ومن جهة أخرى، تعهد مير حسين موسوي المرشح المعتدل للانتخابات الرئاسية في إيران بدعم حقوق المرأة في البلاد بالاستعانة بأفكار الزعماء الدينيين حسبما أفادت أمس صحيفة «كلمة سابز» (الكلمة الخضراء) الإيرانية اليومية.

وقال موسوي لمجموعة من النساء في مركز ثقافي جنوبي طهران أول من أمس: «إننا نعيش في مجتمع متدين، والتواصل بين النساء الناشطات والزعماء الدينيين سيمهد الطريق لتحسين وضع المرأة، وقد يكون ذلك فعالا في القضاء على التمييز».

ولا تتمتع النساء في إيران بنفس حقوق الرجال في المجالات المختلفة مثل الطلاق وحضانة الأطفال والميراث، وعلى الرغم من تحسن وضعهن الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، فإنه لا يزال بعيدا عن المعايير الدولية.

وألقى موسوي الضوء على برنامج يهدف إلى تحقيق أهدافه، وقال إن «القوانين والنظم التمييزية وغير العادلة ضد المرأة يجب مراجعتها من خلال تقديم مشاريع قوانين ضرورية جديدة».

ونقلت الصحيفة عن موسوي المنافس الرئيسي للرئيس الحالي أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية التي يملكها موسوي نفسه قوله إنه «من خلال الاعتماد على القوانين الوقائية والداعمة يجب علينا أن نعد ونطبق خطة لوقف الانتهاك ضد المرأة».

من جانبها خاطبت أيضا زوجة موسوي ـ وتُدعى زهرة راناورد ـ التي ترافق زوجها في جميع المناسبات التي ظهر فيها خلال حملته الانتخابية في محاولة للعب دور سيدة البلاد الأولى لأول مرة، خاطبت الحشد قائلة: «يجب أن نراجع القوانين التي تعامل المرأة بشكل جائر. يجب أن نمكن المرأة ماديا، ويجب أن تتمكن النساء الإيرانيات من الوصول إلى أعلى جهات في صنع القرار».

ورحب الحشد بشدة بتصريحات زهرة وبدأن في إطلاق شعارات ضد «شرطة الأخلاق» المسؤولة عن فرض قواعد صارمة لملابس النساء والرجال خلال الظهور في الحياة العامة في العاصمة طهران ومدن كبري أخرى.

وتعهد أيضا المرشحان الآخران للرئاسة الرئيس الحالي أحمدي نجاد والمرشح المعتدل مهدي كروبي بمنح النساء مزيدا من الحقوق، لكنهما لم يقدما حتى الآن برامج محددة باستثناء ما وعد به المرشح المحافظ محسن رضائي الذي قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيدفع مرتبات لربات البيوت في إيران، وإنه سيمكّن المرأة من تولى مناصب إدارية مرموقة.