5 شخصيات عربية بارزة توجه نداء إلى أوباما عبر «الشرق الأوسط» لإحراز تقدم نحو السلام

دعوه إلى تبني المبادرة العربية وأكدوا مشاركة العالم العربي في المسؤولية

TT

وجهت مجموعة من الشخصيات العربية السياسية البارزة رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، عبر «الشرق الأوسط»، دعته فيها إلى تأييد مبادرة السلام العربية، وتدشين توجه جديد نحو السلام في المنطقة.

ووقع على هذه الرسالة التي وجهت إلى أوباما عبر صحيفة «الشرق الأوسط» الدكتور عصمت عبد المجيد، الأمين العام السابق للجامعة العربية، والدكتور علي ماهر السيد، مساعد وزير الخارجية، والسفير المصري الأسبق إلى فرنسا، والبروفسور غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني الأسبق والمستشار حاليا لأمين عام الأمم المتحدة، والدكتورة ليلى شرف وزيرة الإعلام الأردنية السابقة، وعضو مجلس الأعيان، والدكتور فايز الطراونة رئيس الوزراء الأردني السابق، ورئيس وفد التفاوض الأردني مع إسرائيل. وأكدت الرسالة، التي اعتبرت أن إدارة أوباما أعطت أملا في إمكانية إنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي، أنه إلى جانب الولايات المتحدة، فإن العالم العربي يجب أن يتشارك في المسؤولية، للتأكد من عدم إضاعة هذه الفرصة النادرة. وفي ما يلي نص الرسالة التي تستبق زيارة أوباما إلى المنطقة:

السيد الرئيس يمر الشرق الأوسط حاليا بمفترق طرق، حيث من السهل أن نعرب عن التشاؤم العميق، إذ لا يبدو في الأفق حل للصراع العربي الإسرائيلي. البعض يقول إن هناك انعدام ثقة يسود عملية السلام، كما لا توجد الإرادة السياسية اللازمة لتقديم تنازلات من أجل تحقيق السلام. ومع ذلك، نعتقد أن موقف الجامعة العربية الجديد بشأن مبادرة السلام العربية، والتي أعربت عنه في قمة الدوحة، إضافة إلى نهجكم الإداري الحديث، يبعث فينا الأمل في إحداث تغير سريع وحل مستدام.

إن النهج الذي تم إتباعه خلال السنوات الثماني الماضية، لا يعد خيارا. فالفشل في تأمين السلام في الشرق الأوسط، سوف يزيد التطرف في المنطقة، وما يستتبع ذلك من عواقب وخيمة بالنسبة للصراعات الأخرى، بما فيها أفغانستان والعراق. ونحن نعلم أنه، إلى جانب الولايات المتحدة، فإنه يجب على العالم العربي، أن يشارك في المسؤولية للتأكد من عدم إضاعة هذه الفرصة النادرة لتحقيق السلام.

ونحن نعتقد أنه لا يمكن إحراز أي تقدم في عملية السلام مع استمرار الأنشطة الاستيطانية، والحصار المفروض على قطاع غزة، الذي يتوجب رفعه. ونحن نشعر بقلق شديد واستياء إزاء عدم إحراز تقدم في تحسين الظروف المعيشية للملايين من الفلسطينيين العاديين، الذين يعانون من آثار أربعين عاما من الاحتلال. فلا شك أن الحاجة إلى التغيير باتت ملحة. فالمبادرة العربية للسلام تقدم مسارا واضحا لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب. وقد أقر الزعماء العرب بالإجماع مبادرة السلام العربية، وذلك في قمة بيروت عام 2002. وأعادوا تأكيد التزامهم بهذه المبادرة في كل قمة عربية منذ ذلك الحين، وذلك على أساس انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها منذ عام 1967، وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى حل متفق عليه لتوطين اللاجئين على أساس قرار الأمم المتحدة 194.

ونحن نرحب بالتزامكم تجاه إيجاد حل للدولة الفلسطينية، ونحثكم على تأييد مبادرة السلام العربية، باعتبارها حجر الزاوية في سياستكم الخارجية، من أجل تحقيق هذا الهدف. ونحن نطلب من إدارتكم الآتي وذلك بشكل ملح:

* ممارسة الضغط للوقف الفوري لعمليات التوسع في المستوطنات وذلك من أجل تحقيق حل الدولتين،

* تنفيذ خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، بما فيها رفع الحصار وكذلك السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق.

لقد تم تجاهل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لمدة ثماني سنوات، وبناء عليه فإن انتخابكم التاريخي والإدارة الجديدة يأتي بمثابة بارقة أمل من شأنها إنهاء هذا النزاع، الذي طال أمده وأصبح من الممكن الآن. ونؤكد من جديد رغبتنا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، من أجل توفير الأمن والاستقرار والازدهار للأجيال القادمة من العرب والإسرائيليين. إن لديكم دورا حاسما للاضطلاع به من أجل تحقيق طموحنا المشترك، ونحن على استعداد لمساعدة جهودكم في هذه القضية النبيلة.

وقد آن الأوان لتفادي العواقب الوخيمة، ولإحراز تقدم نحو السلام في الشرق الأوسط.