البشير يهاجم الحركة الشعبية: يطالبون بالحريات.. ويحكمون الجنوب بقمع الاستخبارات

هددها بالمعاملة بالمثل إذا لم تفتح الجنوب أمام المؤتمر الوطني وقال: العين بالعين والسن بالسن

TT

شن الرئيس عمر البشير هجوما عنيفا على الحركة الشعبية لتحرير السودان، الشريك الأكبر لحزبه، حزب المؤتمر الوطني في حكم البلاد، واتهمها بأنها «تحكم جنوب السودان بالاستخبارات العسكرية»، وقال، إن «استخبارات الجنوب تمارس القمع والسلب والعقاب»، وسخر قائلا: «الحركة تطالب بالحريات في الشمال، والجنوب تحكمه الاستخبارات».

وهدد البشير بمعاملة الحركة الشعبية بالمثل، حال لم تفتح الجنوب أمام حزب المؤتمر الوطني، وقال: «العين بالعين والسن بالسن» في حال استمرت في سياساتها في غلق الجنوب، في وجه القوي السياسية. واختار البشير اجتماعات شورى حزب المؤتمر الوطني، منصة لإطلاق هجومه على الحركة الشعبية، إن الحركة تظن أنها تسيطر علي الجنوب، وتريد السيطرة علي الشمال، ونقول لها إن المعاملة بالمثل، وتابع، أن «قيادات الحركة يتحدثون عن القوانين المقيدة للحريات، في حين ما زال الجنوب يحكم بالاستخبارات»، مؤكدا التزام حزبه بالتحول الديمقراطي.

وجدد استعداده لإجراء الانتخابات في موعدها المعلن. ودعا البشير الحركة الشعبية بالعمل علي إقامة حكم مدني في الجنوب، وسحب قواتها من الطرق والمدن والعودة لمعسكراتها وتطبيع المدنية في جنوب البلاد.

واعتبر البشير أي تشكك في نتائج الإحصاء السكاني، التي أعلنت أخيرا، بمثابة هروب من الانتخابات المقبلة، ووجه البشير، قيادات حزبه للتوجه إلي الجنوب، استعدادا للانتخابات المقبلة، وقال، إن تحرك الحركة الشعبية في مدن الشمال لم يأت نتيجة فتحهم إياها عسكريا، وإنما كانت إنفاذا لاتفاقية السلام الشامل، التي أكد التزامهم بها وطالبهم في ذات الوقت بتطبيقها. وأكد أن التعداد جاء نموذجا بشهادة القادمين من خارج البلاد، على الرغم من الصعوبات التي واجهته، وشدد علي تحمل المسؤولية كاملة في حل مشكلة دارفور، وتفريغ المعسكرات من النازحين.

وانتقد البشير، الحديث عن قانون صحافة بلا قيود، وقال إن أي حرية غير مقيدة بالقانون تعني الفوضى، التي ستقضي علي هذه الحرية، وقال: «إنهم لن يقبلوا بقيام جهاز أمن بدون صلاحيات، علي ألا يتعدي علي حقوق الآخرين وحرياتهم الشخصية، لكنه يردع كل من يتجاوز». وأضاف، «الناس ديل عاوزين الشمال منفلت.. صحافة منفلتة، جهاز أمن بدون سلطات وصلاحيات في وقت فيه يحكم الجنوب بالاستخبارات العسكرية»، ومضى، «نحن بلد مستهدف، وكلنا عارفنها مستهدفة وحيكون الاستهداف مستمر، لا يمكن تخلي جهاز أمن ليس لديه صلاحيات، وليس لديه أنياب ولا أظافر، نعم لا يتعدي علي حقوق الآخرين، ولا يتعدي علي حرياتهم الشخصية، لكن الذي يتجاوز يجب أن يردع».

وجدد البشير التزامه بكل المواثيق والعهود، التي تم التوقيع عليها، وبالتحول الديمقراطي وبقيام انتخابات حرة ونزيهة، وقال، إن التشكيك في نتائج الإحصاء يعد هروبا من الانتخابات، وقال البشير: «نحن لا نعطي وعودا ولا أماني ولا أكاذيب خلال فترة الانتخابات، نحن نقدم برنامجا مبنيا علي عمل أتم»، وأضاف، «نحن نود قيام الانتخابات في مواعيدها، لأن الذي لديه مقدرة ويري أن لديه قاعدة في الشعب السوداني يلجأ للشعب السوداني».

ودافع عن نتائج الإحصاء السكاني، وقال: «ونحن زي ما عملنا إحصاء أشاد به كل المراقبين، وأكدوا أن الإحصاء كان شفافا ونزيها، يجب أن نتبع النموذج». وفي بيانه الختامي، أكد مجلس الشورى التزام حزب المؤتمر الوطني بدخول المنافسة الانتخابية من باب التنمية الناجزة، لا من باب الشعارات والوعود الآجلة، ويعبر المؤتمر الوطني عبر مجلس الشورى عن التزامه بقيام الانتخابات في موعدها، وقبول نتيجتها برقابة شعبية وطنية وشهادة المؤسسات الدولية، وذلك من أجل تثمين التطور الديمقراطي، الذي تحقق عبر منظومة من القوانين والمؤسسات المختلفة.