بدء أضخم تدريبات عسكرية في إسرائيل وفلسطينيو 48 قلقون من إقحامهم

الذروة ستكون غدا.. ونتنياهو يطمئن الجيران: تدريباتنا ليست غطاء لحرب.. ونتمنى أن لا نستخدم ما نمتلكه من قوة

جانب من اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس، حيث أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المشاركين على أهداف المناورات العسكرية. (رويترز)
TT

وسط قلق وتحسبات إقليمية غير خافية من أضخم تدريبات للدفاع المدني في التاريخ الإسرائيلي، التي انطلقت أمس، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطمئن الجيران العرب والمجتمع الدولي، فقال إن هذه مجرد تدريبات تنفذها قوات الأمن الإسرائيلي لفحص كيفية دفاعها عن النفس وليست غطاء لهجوم عسكري.

ويستمر التدريب خمسة أيام ويحمل اسم «نقطة التحول الثالثة» وسيشمل إطلاق صافرات للإنذار من الغارات الجوية يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى محاكاة ضربات صاروخية بأسلحة تقليدية وكيماوية. وقال نتنياهو، الذي تكلم أمس في جلسة الحكومة التي تحولت بنفسها إلى جزء من التدريبات، إن هذه «التدريبات، خططت قبل شهور في زمن الحكومة السابقة وهدفها فحص مدى جاهزية الجمهور لتلقي هجمات صاروخية وحربية، وهي تجري مرة في كل سنة». وقال إن من المؤسف لإسرائيل أن يتحول الدفاع عن النفس عندها لشيء طبيعي، ولكنها تفعل ذلك بثقة عالية. وأضاف بتهديد مبطن: «نحن نعبر هذه التدريبات بنجاح لنكون أقوى. وفي الواقع إننا لا نرى ولا نتمنى أن نستخدم ما نمتلك من قوة، ولكن إذا تعرضنا للأذى فإننا سنستخدمها».

وقد بدأت التدريبات في طرح سيناريوهات الحرب القادمة في اجتماع الحكومة الإسرائيلية، أمس، بهدف إدخال الوزراء في تجربة اتخاذ القرارات وإعطاء ردود الفعل لمختلف السيناريوهات. وفي اليوم التالي (اليوم) تتركز التدريبات على قوات الجيش وقوات الدفاع المدني ودوائر التموين وفي صفوف الشرطة وغيرها من المؤسسات الحكومية، وكذلك السلطات المحلية (المجالس القروية والمدنية). ولكن ذروة هذه التدريبات، كما يقول الجيش، ستكون غدا (الثلاثاء)، حيث تجري التدريبات في البلدات والمدارس وأماكن العمل واللهو في الشوارع، ولأول مرة في تاريخ إسرائيل سيشمل التدريب كل المواطنين وكيف سيتوجهون إلى أماكن آمنة تحميهم من زخ الصواريخ. وأما اليومان الأخيران في التدريب (الأربعاء والخميس)، فقد كرسا للقيادات السياسية والعسكرية ووسائل الإعلام ولمناورات عسكرية لفحص مدى التنسيق بين الجيش والدفاع المدني.

وسيناريو الحرب الذي بنيت هذه التدريبات على أساسه هو: إسرائيل تجتاح بداية قطاع غزة. وتنفذ عمليات حربية هناك لمدة ثلاثة شهور. وقبل أن ينتهي، أي بعد شهرين من بداية الاجتياح، يتخيل معدو مخطط التدريبات أن حزب الله سيطلق الصواريخ من لبنان باتجاه البلدات الإسرائيلية، وقد تنضم إليه سورية من طرفها بصواريخها المتطورة أو سورية أو كلاهما معا. وفي هذه الحالة تغمر الصواريخ إسرائيل بجميع مناطقها.

ولا يكتفي معدو المخطط الحربي بهذا السيناريو، بل يضيفون إليه «عملا حربيا» من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، حيث يتنبأون بأن يعلنوا انتفاضة ضد السلطة الإسرائيلية، بهدف استغلال الحرب.

ويثير هذا السيناريو قلقا لدى فلسطينيي 48، إذ أنه يكشف أن القيادات العسكرية والأمنية في إسرائيل تنظر إليهم كعدو وهم مواطنون، مما يهدد مكانتهم ويهدد وجودهم ويعيد إلى الأذهان المخططات الدفينة في أدراج الجيش لترحيلهم من وطنهم. وتزداد هذه التخوفات لديهم بشكل خاص مع صدور سلسلة من الاقتراحات لقوانين عنصرية موجهة ضدهم، منذ وصول حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو إلى الحكم.

ومن اللافت للنظر أن هذه التدريبات تتم بمشاركة 70 عسكريا وخبيرا استراتيجيا من عدة دول في العالم، هي: الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وهنغاريا وأورغواي. وقد جرى تبرير هذه المشاركة في إسرائيل على أنها محاولة لإظهارها على حقيقتها كمجرد تدريبات وليس غطاء لعمل حربي إسرائيلي. ولكن هناك من يراها محاولة لإعادة الهيبة التي فقدها الجيش الإسرائيلي إبان حرب لبنان الأخيرة. فقد كان هذا الجيش يشكل مدرسة لعدة جيوش في العالم على حرب المدن، وهو الأمر الذي لم تنجح فيه إسرائيل خلال حرب لبنان. وخلال هذه التدريبات توجد عدة مقاطع حربية جاءت لسد هذا النقص، إن كان ذلك في المقطع حول اجتياح قطاع غزة من جديد أو في قمع انتفاضة العرب في إسرائيل، الذين يعيشون في بلدات مزدحمة.