«حزب الله» يطالب بتسليح الجيش اللبناني.. ويجدد تمسكه بسلاح المقاومة

بمناسبة إطلاق إسرائيل أضخم مناورات في تاريخها

TT

بالتزامن مع بدء إسرائيل أضخم مناورات في تاريخها، إذ تستمر خمسة أيام، ويشارك فيها عسكريون ومدنيون وفرق إغاثة، تحسبا لحالة حرب، طالب أمس مسؤولون في «حزب الله» بتسليح الجيش اللبناني، مجددين تمسّكهم بـ«سلاح المقاومة»، ومؤكدين أنها «ليست بديلا عن الجيش، بل بجانبه؛ حتى يصبح قادرا بإمكاناته وبتسلحه الاستراتيجي على حماية لبنان»، كما أكد أمس رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. وفيما دعا عضو الكتلة نفسها النائب حسن فضل الله المشاركين في طاولة الحوار التي يرعاها الرئيس ميشال سليمان «في جلستها الأخيرة قبل الانتخابات» إلى «اتخاذ قرار بتسليح الجيش ليقوم بمهماته»، اعتبر مرشح الحزب عن دائرة صور نواف الموسوي أن «كل دعوة إلى نزع سلاح المقاومة هي دعوة إلى تهجير الفلسطينيين والجنوبيين».

وبالعودة إلى كلام رعد، فإنه أكد «أننا نريد لبنان سيدا مستقلا، يقرر أبناؤه مصيرهم وصيغتهم السياسية، وتطلعاتهم، وأهدافهم. نريد لبنان لا تتدخل فيه قوى، أيا كانت، وأيا كان حجمها وشأنها وقوتها من أجل تحديد الأحجام والتدخل في إرادة الناخبين اللبنانيين». ودعا «الذين يطلبون صداقات من الدول» إلى أن «يعلموا أنها لا تبنى إلا على المصالح التي لا تقوم إلا مع الأقوياء». وقال «حين يكون لبنان ضعيفا، فسيكون منصة لإطلاق التدخلات والتدخل في الشؤون. نريد لبنان ملتزما خيار المقاومة، لأن كل الخيارات الأخرى فشلت في حمايته. وإذ نعتز بإنجاز المقاومة وبجدوى خيارها في الدفاع عن وطننا، لا ندعي على الإطلاق أن المقاومة بديل عن الجيش، بل هي بجانبه؛ حتى يصبح قادرا بإمكاناته وتسلحه الاستراتيجي المتوازن على حماية لبنان. نحن لن نترك الجيش وحيدا في معركة الدفاع عن هذا الوطن. وهذا يمليه علينا واجبنا الوطني، والتزامنا العميق باستقلال لبنان وسيادته».

وقال «حين نرفع شعار السيادة ورفض الوصاية، من المعيب أن نسمح بتدخلات ونستدرج تدخلات. نحن جميعا نشهد في هذا الاستحقاق مدى التدخل الأميركي في شؤون الانتخابات، بدءا بالسفيرة (الأميركية) لدى لبنان (ميشيل سيسون)، مرورا بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية (لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان)، وصولا إلى وزيرة الخارجية السابقة (كوندوليزا رايس) فالراهنة (هيلاري كلينتون)، ونائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية (جوزيف بايدن)، فضلا عن الإشارات والتصريحات الإسرائيلية المدفوعة من جانب الإدارة الأميركية التي تستشعر أخطار التحول إذا فازت المعارضة»، واصفا هذا التدخل بـ«الصلف». من جهته، دعا فضل الله المتحاورين في قصر بعبدا إلى «اتخاذ قرار بالإجماع بتسليح الجيش اللبناني، لأنه إذا كان التوصل إلى اتفاق على استراتيجية دفاعية دفعة واحدة يحتاج إلى وقت، فإن تسليح الجيش يفترض ألا يكون محل خلاف أو انقسام داخلي. لذلك، فإن طاولة الحوار، وفي جلستها الأخيرة قبل الانتخابات، مدعوة إلى اتخاذ قرار بتسليح الجيش ليقوم بمهماته». وإذ أكد «الوقوف بجانب الجيش في خطواته لمكافحة التجسس الإسرائيلي»، سأل «لماذا لا يعطَى هذا الجيش الإمكانات؟، ولماذا هناك أجهزة أخرى تزوَّد بالتقنيات الحديثة، فيما يمنع ذلك عن الجيش المعني بالأمن القومي، ومنها مكافحة شبكات التجسس؟». وأشار إلى أن «المناورات الإسرائيلية لها أهداف عديدة، منها التحضير لعمل أمني، يكون العدو مهيأ لردود الفعل حياله، لكن هذا العدو سيفكر ألف مرة إذا قرر المغامرة مرة أخرى ضد بلدنا، ولن يكون من السهل عليه شن حرب جديدة، لأنه يريد ضمانا بالنصر فيها، فأي هزيمة جديدة تعني نهاية جيش العدو. ونحن نضمن لهذا العدو الهزيمة على أرضنا». أما الموسوي، فأكد أن «المعارضة أخذت على عاتقها أن تخوض الانتخابات المقبلة للفوز بالأكثرية، لأن السلطة إذا خرجت من يد الفريق الآخر، فإن لبنان لن يكون ساحة لتمرير كامب ديفيد جديد». وقال «إذا لم يكن العرب على مستوى من القوة والمناعة، فإن لبنان وغيره من الدول العربية سوف يتلقى في الأمد القريب موجات من النزوح الفلسطيني، وهذا ما يُقصد به يهودية الدولة». واعتبر أن «كل دعوة إلى نزع سلاح المقاومة هي دعوة إلى تهجير الفلسطينيين والجنوبيين، ومحاولة تحويل لبنان إلى ساحة لتمرير أوهام اتفاقات، ونزع المناعة اللبنانية التي تحول دون أن يكون مرة أخرى ضحية نكبة جديدة». وشدد على أنه «أيا كانت الدعوات والمواقف والظروف، لن نتراجع عما نعتبره مناعة وحصانة للبنان. وإذا كانت هناك ملاحظات لدى أحد، فليوردها حول طاولة الحوار الوطني، وفي إطار الاستراتيجية الدفاعية». في المقابل، سأل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أمس «أين سلاح المقاومة ليتصدى للطائرات الإسرائيلية، ويسقطها قبل أن تحلق في سماء لبنان؟». وقال «الأمين العام لحزب الله (السيد حسن نصر الله) يعترض على شعار لبنان أولا. نقول للأمين العام إن الذين يطرحون هذا الشعار لا يدعون أنهم وحدهم، ومن دون الدولة يستطيعون التصدي لإسرائيل». وأضاف «لبنان أولا، شعار اللبنانيين المتواضعين الذين يعرفون أن مواجهة إسرائيل تقتضي قيام الدولة أولا، وقيام الجيش القوي أولا. والذي يعرض عضلاته على الشعب اللبناني كل يوم، ويهدد ويتوعد بالحروب الأهلية والمذهبية، إذا فشل في الحصول على الأكثرية، عليه أن يربط القول بالعمل، وأن يوجه سلاحه إلى الطيران الإسرائيلي». وتابع «نحن نعرف أن حزب الله لن يطلق صاروخا واحدا نحو العدو الإسرائيلي، وأن سلاحه أصبح موجها إلى الداخل. كفى إثارة للفتنة وضربا للاستقرار».