حزبان يتصدران المشهد مع انطلاق حملة الانتخابات المحلية في المغرب

«الأصالة والمعاصرة» يحشد أكبر عدد من المرشحين.. والإعلام العمومي لا يزال المجال الوحيد للتنافس

شابان مراكشيان يمران أمام مربعات فارغة من ملصقات المتنافسين في الانتخابات البلدية بمراكش («الشرق الأوسط»)
TT

تدخل حملة الانتخابات البلدية المقررة في 12 من يونيو (حزيران) الجاري بالمغرب، اليوم، يومها الثالث، دون أن تشهد حتى الآن ارتفاعا في درجة حرارتها، بل إن غالبية الأماكن التي خصصتها السلطات المحلية في الدوائر الانتخابية، لمرشحي الأحزاب لوضع ملصقاتهم الانتخابية، ما زالت مجرد مربعات خالية. كذلك فإن التجمعات والمهرجانات الحزبية، التي دأبت الأحزاب على تنظيمها، للدعاية لمرشحيها، ما زالت، بدورها، لم تعرف بعد فورتها المعتادة، وإن كان ثمة حزبان يتصدران الآن المشهد الانتخابي بكثرة تنقلات قيادييهما، وعقدهم للقاءات تواصلية.

ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بحزب «الأصالة والمعاصرة»، حديث النشأة، الذي أثارت تحركاته الكثيرة عبر أنحاء البلاد، وفي ظرف زمني، انتباه الملاحظين السياسيين، الذين رأوا فيه الحزب الأكثر حركية. أما الحزب الثاني، الذي سجل، نوعا من التواصل المستمر مع المنتسبين إليه، وإن بشكل أقل، لكنه أكثر تنظيما وضبطا، هو «العدالة والتنمية»، المعارض، ذو المرجعية الإسلامية. أما باقي الأحزاب، سواء المصطفة في الغالبية الحكومية أو المعارضة، فإنها منخرطة في الحملة الانتخابية، لكنها لم تصعّد بعد، كما جرت العادة، من لهجة خطابها السياسي قصد استمالة الناخبين.

ولعل المجال الوحيد، حتى الآن، الذي تتنافس فيه الأحزاب هو الإعلام العمومي المرئي والمسموع، الذي خصص حصصا ووصلات للدعاية الانتخابية، لاحظ المراقبون حتى الآن أن يد التجديد والابتكار لم تلمسها بعد، مقارنة مع التجارب السابقة، وربما يرجع ذلك إلى كون الحكومة لم تسمح للأحزاب، حتى الآن على الأقل، بتقديم وصلات انتخابية وفق تصور قيادييها، لتبليغ خطابهم السياسي إلى المواطنين بشكل أكثر عمقا، بدل تكرار الكلمات والالتزامات نفسها التي يرددها الجميع، لدرجة التشابه في المضامين، ما يجعل حصيلة الصورة في أذهان الجماهير غير واضحة، وبالتالي فإن تلك الحصص بشكلها الروتيني والرتيب لا تؤدي الهدف من وراء بثها. وتستهدف الحملة الانتخابية الحالية تعبئة المواطنين وتأطيرهم، وبث الحماس في نفوسهم من أجل التوجه يوم 12 يونيو (حزيران) الحالي، لانتخاب 27 ألفا و795 مستشارا بلديا في 1503 مجالس حضرية وقروية. يذكر أن المجالس البلدية تتوزع على 221 مجلسا حضريا، و1282 مجلسا قرويا، وسيتم انتخاب أعضاء المجالس التي لا يتجاوز عدد سكانها 35 ألف نسمة، عن طريق الاقتراع الفردي، فيما ينتخب أعضاء المجالس البلدية التي يفوق عدد سكانها 35 ألف نسمة، وأعضاء المجالس البلدية الحضرية المقسمة إلى مقاطعات، عن طريق الاقتراع باللائحة وبالتمثيل النسبي، حسب قاعدة أكبر بقية.

وحسب بيان لوزير الداخلية، صدر أول من أمس، فإن حزب الأصالة والمعاصرة قدم أكبر عدد من الترشيحات (16 ألفا و793 ترشيحا)، يليه حزب الاستقلال (15 ألفا و681 ترشيحا)، فحزب التجمع الوطني للأحرار (12 ألفا و432 ترشيحا)، فحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (12 ألفا و241 ترشيحا)، ثم حزب العدالة والتنمية (8870 ترشيحا)، إضافة إلى أحزاب اخرى ومرشحين غير منتمين لأحزاب.