مدرسة خاصة في جدة تلزم طلابها بتعلم ركوب الخيل

وزارة التربية تدرس إقرار يوم للفروسية في المدارس الحكومية

طلاب يمارسون ركوب الخيل في إسطبل للخيول شرق مدينة جدة («الشرق الأوسط»)
TT

من منطلق الحديث النبوي الشريف «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» ألزمت مدارس دار الذكر الأهلية في مدينة جدة طلابها بتعلم الفروسية ضمن حصة أساسية مزدوجة تمتد إلى نحو ساعتين متواصلتين أسبوعيا، وذلك وفق جدول محدد لكل مرحلة دراسية.

وبدأ نشاط ركوب الخيل منذ ثماني سنوات بهدف ترسيخ تلك الرياضة، إلى جانب رياضة السباحة والتايكوندو، إذ تعقد المدرسة سنويا مسابقة متعددة الأنشطة في الفروسية يتم من خلالها تتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة لكل مرحلة وتسليمهم كؤوسا وميداليات، في محاولة لتشجيعهم على هذه الرياضة.

وذكر حازم عمر الحازمي أحد طلاب الصف الثاني بالمرحلة المتوسطة والحاصل على المركز الثاني في رياضة فقز الحواجز بالخيل أنه يشارك أسبوعيا مع نحو 30 طالبا من المرحلة نفسها.

ويقول: «خصصت المدرسة يوما لكل صف دراسي، إذ نمارس رياضة ركوب الخيل يوم السبت من كل أسبوع لمدة ساعتين متواصلتين، إضافة إلى العديد من التمارين التي تفيدنا قبل الدخول في المسابقة السنوية التي تعقد على مستوى المدرسة».

وأضاف: «هناك عدة أنشطة في المسابقة، من ضمنها رياضة الجمباز على الخيل، وقفز الحواجز، إلى جانب رياضة الرمح المتمثلة في قدرة المتسابق على التحكم في حبل الحصان بيد والإمساك برمح بواسطة اليد الأخرى، ليحاول نقر خشبة موضوعة على الأرض في أثناء ركضه بالخيل».

وأشار إلى أن الأخشاب المحددة لنقرها عادة ما تتكون من ثلاثة ألوان، إحداها تحمل اللون الأحمر والتي يحصل الطالب على 40 درجة في حال استطاع النيل منها، فيما حددت 30 درجة للخشبة السوداء، و10 درجات للبيضاء، لافتا إلى أن مسابقة الفروسية تشارك فيها جميع المراحل الدراسية.

فيما أوضح مازن فهد آل عقران الذي يدرس بالصف الأول الثانوي أنه حصل على المركز الثالث في مسابقة الفروسية لقفز الحواجز، وقال: «نذهب إلى المزرعة يوم الاثنين من كل أسبوع، ونتعلم في البداية طريقة التعامل الصحيحة مع الخيل وتحقيق الانسجام في ما بيننا، وذلك بمساعدة المدربين هناك»، مشيرا إلى أنه للمرة الأولى يلتحق بمدرسة تلزم طلابها بتعلم الفروسية.

بينما يفضّل غازي فهد باذيب الذي لم يتجاوز عمره 9 سنوات المشاركة في العرض التشكيلي للخيول، ويقول: «بدأت في رياضة ركوب الخيل منذ نحو ثلاث سنوات، وتعلمت خلالها كيفية التفاهم مع الحصان»، مبيّنا أنه شارك في مسابقة المدرسة عن طريق العرض التشكيلي الذي يتضمن عرضا لمهارات المتسابقين في الركض بالخيول وتشكيل خطوط متقاطعة في ما بينهم، إلى جانب قفز الحواجز واللف حول الأعمدة.

ويحرص طلاب مدارس «دار الذكر» على ركوب خيول متعددة في أثناء الحصص الأساسية من أجل اكتساب خبرات ومهارات كثيرة ناتجة عن اختلاف تعاملهم مع تلك الأحصنة، غير أنهم يفضّلون امتطاء صهوة جواد واحد عند مشاركتهم في المسابقة من منطلق تحقيق التفاعل بين الجواد وفارسه.

من جهته أفاد عادل بترجي مالك ومدير مدارس «دار الذكر» للبنين في جدة أن تدريب الطلاب على رياضة الفروسية يتم بحسب كل مرحلة دراسية، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يتعلم طلاب المرحلة الابتدائية جميع مهارات الفروسية، وذلك بهدف تخييرهم فيما بعد بين حصولهم على حصص إضافية لتلك الرياضة أو اختيار رياضات أخرى عند انتقالهم إلى المرحلة المتوسطة».

وأضاف أن المدارس متفقة مع نادي المطبقاني في جدة، إذ هناك اشتراك سنوي لجميع الطلاب الذين ينتقلون بحافلات خاصة إلى النادي وتعيدهم مرة أخرى للمدرسة بعد انتهاء الحصة، لافتا إلى أن تلك الرحلات عادة ما تكون بإشراف إدارة المدرسة ومهام معلميها.

وأشار بترجي إلى أن طلاب المرحلة الابتدائية يهابون الخيل، إلا أنهم يعتادونها فيما بعد، لا سيما وأنهم برفقة مدربين وسُيّاس للمحافظة على شروط السلامة وتحقيقها لهم، إذ يرافق كل فصل دراسي مشرف من المدرسة، إلى جانب وجود سائس مع كل طالب في أثناء ركوبه للخيل، عدا عن وجود المدربين في النادي.

وبيّن أنه في نهاية كل عام دراسي تعقد المدارس مهرجانا للفروسية يشارك فيه مجموعة من الطلاب الذين أثبتوا تميزهم بتلك الرياضة على مدار السنة، مؤكدا على أن المسابقة الأخيرة التي انطلقت منذ أسبوعين شهدت مشاركة نحو 95 طالبا في كل من قفز الحواجز والسرعة وركوب الخيل والنزول منه بوقت قياسي.

وفي السياق ذاته أكد مصدر مسؤول في إدارة التربية والتعليم للبنين بجدة أن الإدارة ترحب بممارسة الأنشطة وتفعيل حصة التربية الرياضية في المجالات كافة، مشيرا إلى أنه متى ما توفرت الإمكانيات والتدريب الجيد وتعويد الطلاب على رياضة الفروسية بالمدارس الحكومية فإن ذلك سيطبق.

وقال لـ «الشرق الأوسط» إن تعليم جدة يسعى لإقرار يوم الفروسية الذي سيتم من خلاله حضور عدد من طلاب المدارس بقطاعيها الحكومي والأهلي سباقات الخيل في نادي الفروسية الواقع بعسفان، لافتا إلى أن إدارة التربية والتعليم ما زالت تدرس إمكانية تنفيذ هذا اليوم اعتبارا من العام الدراسي القادم.