في اختلاف النظرة إلى العاهات

TT

> تعقيبا على مقال أنيس منصور «سبقونا رغم هذه العاهة!»، المنشور بتاريخ 29 مايو (أيار) الماضي، أقول إن التعاطي مع الموضوع هو ما يصبغه بصفة من الصفات أو يضفي عليه تفسيرا ما مختلفا. فالمقاربة هي التي تتحكم في الأمر والحقيقة حمالة أوجه. وإذا كنا نتحدث عن الأعرج أو الأعمى أو أي صاحب عاهة ونمتدحه بعبارات مختلفة، ثم نختم قولنا بكلمة «مسكين إنه صاحب عاهة»، فإننا نعمق بذلك حس الكراهية لديه لمن هم حوله، إذ يعتقد أنهم ينظرون إليه نظرة عطف، ويتعاملون معه على أساسها، لا نظرة إنسان كامل. في حين اعتبر الغرب العاهة أمرا طبيعيا كما الحالة السوية، فتربوا على قناعة منذ الطفولة بأن حامل العاهة يستطيع التميز وتحقيق التفوق أحيانا، لأن الطبيعة تقوم بعملية تعويض لما يعانيه من نقص بتحسين عضو أو حاسة أخرى لديه. هذا ما تقوم به الطبيعة تجاه أصحاب العاهة، وهذا ما يقوم به البشر الأسوياء تجاه حامل العاهة، وكان الأسوياء هم أسوياء فعلا، مع أننا يمكن أن نلحظ ما هو أسوأ من العاهات الجسدية لديهم.

سامي بلحاج ـ تونس [email protected]