حملة لمرشحين مسيحيين على حزب الله تركز على استخدامه عون للنفاذ إلى المجتمع المسيحي

TT

هاجم مرشحون للانتخابات البرلمانية اللبنانية حزب الله وحليفه في الشارع المسيحي رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الذي اتهموه بالتبعية للحزب.

ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فريد حبيب أن عون «أضاف إلى معركته الانتخابية، الموجهة والممولة إقليميا وفارسيا، عنصر التطاول على رئاسة الجمهورية بعدما تطاول على بكركي (البطريركية المارونية) وسيدها البطريرك صفير، تنفيذا لأمر اليوم الذي يتلقاه بشكل دوري ممن يتخذ من عون غطاء مسيحيا له بهدف إضعاف موقع الرئاسة ومحاصرتها، وبالتالي النفاذ من خلاله إلى عمق المجتمع المسيحي لتكبيله سياسيا بعدما عجز عن إسقاطه بالحديد والنار».

وقال إن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أدرك أخيرا أن الساحة المسيحية تسودها حالة من الاستياء الشعبي الكبير جراء مواقف العماد عون الأخيرة التي ذهبت إلى حد الانصهار في مشاريع تتناقض والنضال المسيحي الطويل منذ ما قبل زمن الاستقلال الأول وحتى اليوم، وأن خسارة عون المعركة الانتخابية في الوسط المسيحي لن تخدم مهمة حزب الله ومشروعه السياسي الطائفي النجادي»، معتبرا أنه «لم يكن من الضروري أن يبادر السيد نصر الله إلى تكثيف جهوده وإطلالاته الإعلامية واستحضار كل بلاغته الخطابية بهدف إعطاء العماد عون جرعة من الدفع والدعم المعنوي ومحاولته تكوين رافعة سياسية وعاطفية له قبل أيام قليلة من الانتخابات النيابية، لولا إحساسه بضعف حليفه المسيحي شعبيا ولولا ورود نتائج الأرقام الحقيقية لاستطلاعات الرأي إليه وانكشاف الوقائع الرافضة لمسار العماد عون الانقلابي سواء على السلطة أو على من أعطاه ثقته من الشعب في انتخابات عام 2005».

من جهته، أكد المرشح نديم الجميل خلال لقاء شعبي مع ناخبين من دائرة بيروت الأولى، عدم الاستعداد للحوار «مع أي شخص لا يؤمن بسيادة لبنان ونهائية كيانه كدولة حرة مستقلة». وقال: «ما فهمناه حتى الآن من المعادلة عند حزب الله هو التالي: إما أن تتحاوروا معنا، وإما أن نحتل بيروت». وسأل: «هل بإمكان أحد أن يؤكد لنا أن ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ستمنع الدخول إلى المناطق المسيحية؟». وأفاد أن «حزب الله يحاول اغتصاب القرار اللبناني والمسيحي بالسلاح. ونحن لن نعطيه لا الشرعية ولا براءة الذمة على طبق من فضة». وأضاف: «إن الحزب يذهب في كل مرة إلى طاولة الحوار ويقول لنا إن أكثرية الشعب اللبناني مع سلاحه بسبب التغطية التي يؤمنها المسيحيون العونيون». وتابع موجها كلامه إلى ناخبي الدائرة: «لذا عليكم سحب تلك التغطية. عليكم أن تختاروا بين تأييدكم لسلاح حزب الله الذي يهدد أمن الوطن وحرية أبنائه أو معارضتكم له ولحلفائه. أما الشق الآخر من مخاوفنا، فهو مشروع ولاية الفقيه والسيطرة على لبنان وتصدير الثورة الإيرانية. وإذا كان السلاح لخدمة المشروع، فعلينا وعليكم رفض السلاح والمشروع».

ورأى النائب الثاني لرئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سليم الصايغ أن الاتهامات التي أطلقها حزب الله ضد الكتائب «تبيّت نوايا تصعيدية واضحة المعالم ومنهجية الخطى تهدف إلى فرض معادلة جديدة في لبنان بكل الطرق حتى غير الديمقراطية». وأعلن: «لن نؤخذ بالوعيد والتهويل وسياسة أكل الرأس»، لافتا إلى أنه «على أركان حزب الله أن يدركوا مرة أخيرة أنه لولا التفاف كل الشعب اللبناني في عام 2006 وما سبقه من حروب، ولولا المقاومة الدبلوماسية التي قمنا بها، لما كان الجنوب ينعم اليوم بالأمن والاستقرار، ولما كان حزب الله خرج بكرامته من معركته الأخيرة وانتصر لبنان، كل لبنان». وقال: «نحن نريد حوارا جديا ونديا مع حزب الله. وهذا لا يكون باعتبار الشريك الآخر في الوطن عدوا. إن اتهاماته المتكررة تفضح نواياه المبيتة بأن الدعوة إلى الشراكة غير جدية، وأن الدعوة إلى الوحدة الوطنية في الحكم صادرة عن غير اقتناع. وهذا بالضبط ما كنا نحذر منه ونكرره اليوم من أن حزب الله لا يفهم سوى لغة الانتصار على الآخر، فيما نحن ننادي بالانتصار معا لكل لبنان».