القوات البريطانية في أفغانستان تؤكد مقتل زعيم طالباني في غارة جوية

عملية انتحارية بالقرب من أكبر قاعدة عسكرية أميركية تقتل أسرة من 6 أفراد

TT

قال متحدث باسم قوات بريطانية في أفغانستان إن قائدا بارزا في حركة طالبان بأفغانستان، مسؤول عن عدد من العمليات الانتحارية في إقليم هلماند، قتل في عملية قادتها وحدة بريطانية جنوب أفغانستان، في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية الأفغانية أن عملية انتحارية أدت أمس إلى مقتل أسرة من ستة أفراد بينهم طفلان قرب أكبر قاعدة عسكرية أميركية في مدينة باغرام شمال كابل، في حين قتل 24 شخصا على الأقل بينهم شرطيان وجندي من حلف شمال الأطلسي في معارك.

وقال بيان للقوة البريطانية في إقليم هلماند إن الملا منصور، الذي يعتقد أنه وراء التخطيط للعديد من العمليات الانتحارية والهجمات في المنطقة ويعد أكثر زعماء طالبان خطرا، قتل بواسطة غارة شنتها قوة بريطانية أفغانية مشتركة، في منطقة قريبة من لاشكركاه عاصمة هيلماند جنوب أفغانستان. وأشار البيان إلى أن مروحية عسكرية بريطانية قصفت صباح أول من أمس، موقعا معزولا بالقرب نهر السراج شمال شرقي لاشكركاه، كان يتواجد به الملا منصور، ما أدى إلى حتفه، إضافة إلى قتل وإصابة عدد من مساعديه الذين كانوا معه. ويعد منصور مسؤولا من عدد من العمليات الانتحارية والاعتداءات التي وقعت أخيرا في المنطقة وأدت إلى مقتل العشرات من المدنيين الأفغان ورجال الشرطة. وقال اللفتنانت كولونيل نيك ريتشارد المتحدث باسم القوة البريطانية في هلماند، إن «القوة قامت بتنفيذ عملية جوية ناجحة ضد أخطر عنصر في هيلماند، ويعتقد أنه أخطر رجل في المنطقة المحيطة بلاشكركاه». إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية الأفغانية إن ستة مدنيين قتلوا عندما فجر انتحاري نفسه قرب سيارتهم في قرية صياد على مسافة 5 كلم من مدينة باغرام (50 كلم شمال كابل) التي تؤوي أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان. وأضافت الوزارة أن الضحايا، وهم من أسرة واحدة، رجلان وامرأتان وطفلان، وأن طفلا آخر أصيب بجروح. وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد مسؤوليته عن الهجوم في اتصال مع وكالة الأنباء الأفغانية.

ويبدو أن أعمال العنف تزداد منذ أسابيع في أفغانستان، حيث يحصى القتلى يوميا بالعشرات بينهم عدد من المدنيين. وقتل شرطيان أفغانيان أيضا. وهاجمت مجموعة من طالبان ظهرا نقطة التفتيش التي كانا يقيمانها في قشرود في ولاية نمروز (جنوب غرب) حسب ما أعلن قائد الشرطة المحلية عبد الجبار بورديلي. من جهة أخرى، قتل جندي من حلف شمال الأطلسي وأصيب آخران بجروح في شرق أفغانستان، حسب بيان للحلف من دون تحديد جنسية الضحايا وموقع الهجوم. بذلك يرتفع عدد العسكريين الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ مطلع السنة إلى 122، بحسب حصيلة وضعت استنادا إلى موقع «اي كاجوالتيز» الإلكتروني. وكان أربعة جنود أميركيين قتلوا أول من أمس في ولاية ورداك الشرقية.

وصباح أمس قتل الجيشان الأفغاني والأميركي ستة من عناصر طالبان يشتبه في «قيامهم بهجمات عديدة.. شنت بالأسلحة الثقيلة والألغام وانتحاريين وعمليات خطف» بحسب بيان أميركي. ونفذت العملية في منطقة نيرخ (40 كلم جنوب غربي كابل) في بلدة قلعة يابكشا. ومطلع السنة نشر الجيش الأميركي ثلاثة آلاف رجل إضافيين في ورداك ولوغار، حيث نشر المتمردون خلايا انتحارية لاستهداف كابل وفي المناطق التي تشهد زيادة في أعمال العنف. وفي الغرب، في ولاية فرح، هاجم عناصر طالبان قافلة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من شركة أمنية خاصة وإحراق 10 عربات، بحسب الشرطة. وقال عبد الرؤوف أحمدي المتحدث باسم الشرطة لغرب أفغانستان، إن «طالبان نصبوا كمينا لقافلة تابعة لشركة أمنية خاصة في منطقة تدعى شاك عاب بإقليم بكوا». وسجل منذ سنتين تصعيد في أعمال العنف التي يشنها متمردون بينهم عناصر حركة طالبان التي أطاحها ائتلاف بقيادة أميركية من السلطة في نهاية 2001، وذلك على الرغم من انتشار نحو سبعين ألف جندي أجنبي بدأت تنضم إليهم تعزيزات أميركية سيصل عديدها إلى 21 ألف عسكري.