إيران: اعتقالات تطال العشرات في زاهدان

رسائل من رجال دين شيعة وسنة لإعادة الهدوء

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يحمل طفلا خلال إحدى جولاته الانتخابية في طهران أمس استعدادا للانتخابات الرئاسية في 12 يونيو الحالي (أ ب)
TT

قال مسؤولون إيرانيون إن السلطات الإيرانية اعتقلت العشرات فيما يتعلق باضطرابات في مدينة زاهدان في جنوب شرق البلاد التي قتل فيها ستة أشخاص ومخططات لإثارة العنف في مناطق أخرى قبل عشرة أيام من الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإيرانية. وجاءت الاضطرابات بعد 3 أيام من التوتر غير المسبوق في إيران بدأت بتفجير مسجد شيعي في زاهدان أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، ثم الهجوم على مقر انتخابي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ثم العثور على قنبلة في طائرة كانت في طريقها من الأهواز إلى طهران. وصرح علي رضا جمشيدي المتحدث باسم الهيئة القضائية بأن ما بين 20 و30 فردا احتجزوا بسبب اضطرابات في شوارع مدينة زاهدان لكن مسؤولا في الشرطة قال إن عددا أكبر وضع في الحجز. وقال جمشيدي في مؤتمر صحافي في أول تعقيب رسمي على هذه الأحداث «في الاضطرابات التي وقعت في مدينة زاهدان قتل ستة أشخاص وألقي القبض على ما بين 20 و30 شخصا». ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الرئيس المحافظ الحالي محمود أحمدي نجاد مع مرشحين معتدلين.

وقال التلفزيون الإيراني إن اشتباكات اندلعت أول من أمس بين مؤيدي ومعارضي رجل دين سني في زاهدان بعد ثلاثة أيام من تفجير في مسجد للشيعة أسفر عن مقتل 25 في زاهدان التي يعيش فيها الكثير من الأقلية من السنة. وأعمال العنف الطائفية نادرة نسبيا في الجمهورية الإيرانية التي تقطنها أغلبية شيعية والتي يرفض زعماؤها مزاعم غربية عن التفرقة ضد الأقليات العرقية والطائفية. وألقى مسؤولون مسؤولية تفجير زاهدان يوم الخميس الماضي وواقعة أخرى حدثت بعد يومين عثر خلالها على قنبلة على متن طائرة، على أعداء إيران. وقال أحدهم إنهم يريدون «خلق جو من التهديد الأمني» قبل انتخابات الرئاسة. وصرح جمشيدي بأن شخصين اعتقلا في واقعة قنبلة الطائرة يوم السبت. وقال مسؤولون إن قوات الأمن أبطلت مفعول قنبلة على طائرة في رحلة داخلية إلى طهران. وقال جمشيدي إن 11 شخصا احتجزوا في مدينة تبريز في شمال غرب إيران لتهم منها «التجمهر بغرض ارتكاب جرائم ضد الأمن القومي وحيازة السلاح» ولم يعط المزيد من التفاصيل. وقال تلفزيون (برس تي.في) أمس إن خمسة أشخاص لقوا حتفهم في حادث إحراق عمد لمبنى في زاهدان خلال أعمال العنف هناك لكن جمشيدي قال إن القتلى ستة. وجاء في التقرير التلفزيوني أن عشرات المدنيين أصيبوا أيضا في اشتباكات فجرتها شائعة عن اغتيال رجل دين سني كبير لكن السلطات أعادت فرض الأمن. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن حسين ساجدي نائب قائد الشرطة قوله إن 150 احتجزوا في اضطرابات زاهدان لكن لم يتضح ما إذا كان كلهم مازالوا في الحجز.

وساد الهدوء أمس مدينة زاهدان كما صرح صحافي في المكان لوكالة فرانس برس.

وقال مدير صحيفة زاهدان محمد تقي رخشاني في اتصال هاتفي إن «الهدوء عاد إلى المدينة، لاسيما بعد رسالة عبر التلفزيون للإمامين (السني) عبد الحميد إسماعيل زهي و(الشيعي) عباس علي سليماني مساء أمس (الاثنين)». وأوضح أنه إضافة إلى الضحايا الـ25 للاعتداء على المسجد الشيعي الخميس «قتل إجمالا عشرة أشخاص من بينهم خمسة في حريق إجرامي» استهدف شركة تسليف في المدينة». وأوضح مدير الصحيفة أن «الخمسة الذين قتلوا في الحريق شيعة والآخرين سنة». وأشار إلى أن «تجمعات ضمت من 20 إلى 30 شخصا عقدت الاثنين هنا أو هناك لكن اليوم (الثلاثاء) فتحت جميع المتاجر والإدارات أبوابها واستعادت المدينة حياتها الطبيعية».

وأعلنت جماعة «جند الله» البلوش السنية المسؤولية عن الاعتداء على مسجد المدينة، ويقع هذا الإقليم على حدود أفغانستان وباكستان التي توجد بها أيضا أقلية بلوش كبيرة. وقد اتهمت طهران أكثر من مرة إسلام آباد بعدم التصدي بصورة كافية لجماعة جند الله. وقد شنت هذه الجماعة، التي تطالب بحكم ذاتي أكبر للأقلية البلوش، العديد من الهجمات على القوات الإيرانية في الإقليم.

وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية وثيقة، أمس، تبين أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تنوي تنظيم مظاهرات أمام السفارات الإيرانية في عشرات الدول في العالم، لتظهر أن الديمقراطية الإيرانية زائفة.

وحسب الصحيفة، فإن الوثيقة هي عبارة عن رسالة سرية بعث بها أحد نواب المدير العام لوزارة الخارجية في القدس إلى جميع السفراء الإسرائيليين في الخارج وفيها تعليمات واضحة بتنظيم مظاهرات أمام مقرات السفارات الإيرانية في يوم 12 الجاري، الذي تجري فيه الانتخابات العامة.