العثور على بقايا طائرة في المحيط الأطلسي.. وسفن قريبة من الموقع تتجه نحوها

السلطات اللبنانية والمغربية تعلن عن أسماء مواطنين كانوا بين الركاب

عناصر من وحدة عسكرية برازيلية يستعدون أمس للمشاركة في البحث عن حطام الطائرة الفرنسية التي اختفت فوق المحيط الأطلسي وجثث ركابها الـ228 في حملة يشارك فيها سلاح الجو الفرنسي (أ ب)
TT

عثر سلاح الجو البرازيلي أمس على حطام وبقايا لطائرة في المحيط الأطلسي خلال بحثهم عن بقايا الطائرة التابعة لشرطة الطيران الفرنسي، التي اختفت أول أمس وعلى متنها 228 راكبا. ولم يؤكد سلاح الجو البرازيلي أن القطع تعود إلى الطائرة الفرنسية التي اختفت، إلا أن «البنتاغون» أكدت ذلك. واستطاعت أقمار التجسس الأميركية تحديد المنطقة التي طفا فيها بعض حطام الطائرة على سطح البحر. وقالت البنتاغون إن طائرات استطلاع أميركية وفرق إنقاذ من القيادة العسكرية الأميركية الجنوبية تشارك الآن في عملية البحث عن الطائرة وضحاياها. وقالت البنتاغون «إن الفرق الأميركية انطلقت من السلفادور باتجاه المحيط الأطلسي منذ الليلة قبل الماضية». وكانت الحكومة الفرنسية قد طلبت من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مساعدة الفرنسيين عن طريق أقمار التجسس الصناعية الأميركية، وكذلك مراكز التنصت القريبة من المنطقة التي سقطت فيها الطائرة، وتجاوبت واشنطن مع الطلب الفرنسي.

وقال مصدر ملاحي إن ثلاث سفن تجارية، ترفع اثنان منها العلم الهولندي، والثالثة العلم الفرنسي، كانت ظهر أمس قرب المنطقة التي رصد فيها حطام الطائرة. وقال اللفتنانت هنريك الفونسو ليما «طلبنا من ثلاث سفن تجارية كانت في المنطقة تغيير مسارها باتجاه المنطقة التي شوهد فيها حطام طائرة للمساعدة. وإحدى هذه السفن التي ترفع العلم الهولندي كانت ظهرا على بعد حوالي 20 ميلا بحريا (حوالي 37 كلم) من المنطقة التي شوهد فيها الحطام، وكانت السفينتان الأخريان على بعد حوالي 30 ميلا (54 كلم) إلى 40 ميلا (72 كلم)». وأضاف «الأمر يتوقف على سرعة السفن، لكنها قد تصل إلى المنطقة في الساعات المقبلة».

وكانت طائرات تابعة لسلاح الجو البرازيلي قد عثرت فجرا على «قطع حطام صغيرة»، مثل مقعد، على بعد 650 كلم شمال شرق جزيرة فرناندو دي نورونا، من دون التمكن من تأكيد ما إذا كانت هذه القطع لطائرة الإيرباص الفرنسية المفقودة. وشاهد العسكريون أيضا «بقعا بيضاء صغيرة، وإناء، وبقع وقود». وردا على سؤال حول احتمال العثور على ناجين، قال المتحدث باسم السلاح الجوي جورجي امارال «لا». وأضاف أنه لا يمكن التأكيد بأن الحطام للرحلة ايه اف 447 طالما لم يتم العثور على الأقل على «قطعة تحمل رقما متسلسلا، أو عنصر تعريف ما» يؤكد أنها جزء من الطائرة التي اختفت. ونسب إلى البروفسور جون هانسمان أستاذ الملاحة الجوية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا قوله «إذا سقطت طائرة في وسط المحيط الأطلسي، فمن الصعب جدا العثور على أشلاء بشرية، لأن وسط الأطلسي منطقة مضطربة للغاية، وهي تماثل الذهاب إلى القطب الشمالي».

وكانت شركة «إير فرانس» قد نشرت مساء أول من أمس قائمة كشفت أن 216 راكبا ينتمون إلى 32 دولة كانوا على متن الطائرة، بينهم 5 لبنانيين، و3 مغاربة. وفي بيروت، عممت وزارة الخارجية اللبنانية، استنادا إلى المعلومات الأولية التي أوردتها السفارة اللبنانية في باريس، نقلا عن وزارة الخارجية الفرنسية، أسماء اللبنانيين الخمسة، وهم: أحمد فوزي، وبسام المر، وحسين خليفة، وصونيا المعلم، وأكرم كو (لبناني يحمل الجنسية الكورية، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية).

وفي الرباط، كشفت السلطات أيضا عن أسماء ثلاثة مواطنين مغاربة كانوا ضمن ركاب طائرة، وهم: الدكتور فؤاد هاظور، والدكتورة رجاء التازي موخة، بالإضافة إلى تقني بيطري هو أحمد فوزي. وأوضحت شركة «إير فرانس» أن ركاب الرحلة رقم 447 يحملون 32 جنسية، ونشرت الشركة هذه المعلومات على موقعها على الإنترنت. ويبدو أن القائمة المذكورة لم تدرج طاقم الطائرة المؤلف من 12 فردا، كما أنها ذكرت وجود مغربيين لا ثلاثة، علما أن بعض الركاب قد يكونون من حمَلة جوازي سفر. وبين ركاب الطائرة بحسب اللائحة التي نشرتها الشركة: 61 فرنسيا و58 برازيليا و26 ألمانيا و9 إيطاليين و9 صينيين و6 سويسريين و5 لبنانيين و5 بريطانيين و4 مجريين و3 سلوفاكيين و3 أيرلنديين و3 نرويجيين وإسبانيان وأميركيان ومغربيان، بالإضافة إلى راكب واحد من كل من جنوب إفريقيا والأرجنتين والنمسا وبلجيكا وكندا وكرواتيا والدانمرك وأستونيا وجامبيا وأيسلندا وهولندا والفلبين ورومانيا وروسيا والسويد وتركيا.

وأعلنت «إير فرانس» أن صلاة ستقام بعد ظهر اليوم في كاتدرائية نوتردام في باريس على نية عائلات ركاب الطائرة وموظفيها. وقال قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيشارك في الصلاة. وأوضحت «إير فرانس» لوكالة الصحافة الفرنسية أن المدير العام للشركة بيار هنري غوردون أبلغ أسر الضحايا بإقامة هذه الصلاة. وأعلن أيضا عميد مسجد باريس الكبير دليل أبو بكر في بيان أن المسجد سيقيم اليوم عند الساعة الثانية بعد الظهر (أي 00،12 بتوقيت غرينتش)، بالتنسيق مع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، صلاة الغائب عن أرواح ركاب الطائرة وأفراد طاقمها.

وأعلن جان لوي بورلو وزير النقل والبيئة الفرنسي، أن بإمكان أقارب الركاب والطاقم الذين كانوا على متن الطائرة أن يتوجهوا إلى منطقة البحث إذا ما كانوا يرغبون في ذلك. وتم تكليف وحدة من المتخصصين النفسيين بالاهتمام بأقارب الضحايا الموجودين في مطار شارل ديغول الذي كان من المقرر أن تصل إليه الطائرة أمس في انتظار أي جديد عنها. وأوضح رئيس الوحدة الدكتور تيري باوبيه لتلفزيون «إي تيل» أن زيارة منطقة البحث «قد تكون جيدة لهم». وأضاف: «لقد عانوا من صدمة قوية وشعور بالخسارة الفادحة لم يكن متوقعا».

وعلى الرغم من العثور على بقايا من الطائرة، فإنه لم يتم العثور بعد على الصندوقين الأسودين اللذين يمكن من خلالهما معرفة الأسباب التي أدت إلى تحطم الطائرة. وقال مكتب التحقيقات والتحليل في فرنسا، إن الصندوقين الأسودين في الطائرة التابعة لشركة «إير فرانس» مصممان ليقاوما الضغط البحري حتى ستة آلاف متر ولإرسال إشارة خلال شهر، لكن أي صندوق أسود لم يتم انتشاله من أعماق مماثلة. وقالت مارتين ديل بونو المتحدثة باسم مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي المكلف إجراء تحقيقات رسمية حول الحوادث الجوية لوكالة الصحافة الفرنسية: «نظريا، تم تصنيع أجهزة تسجيل الرحلات للمقاومة وليتم انتشالها من عمق ستة آلاف متر». وتداركت: «لكننا لم نعثر على صندوق أسود على هذا العمق. على أعماق مماثلة يصبح الأمر غير مؤكد». وأوضح بيار إيف دوبوي من دائرة طوبوغرافيا البحار والمحيطات في القوات البحرية في برست (غرب فرنسا) أن الحد الأقصى لعمق المحيط الأطلسي في المنطقة التي كانت فيها الطائرة متجهة من ريو دي جانيرو إلى باريس يناهز 4700 متر. وأضاف دوبوي أن «الصندوقين يبثان إشارة، لكن الصوت ينتشر في المياه بحسب عوامل عدة. فإضافة إلى العمق، هناك الحرارة ودرجة الملوحة والتيارات... إذا تم التقاط إشارة الصندوقين، ينبغي أخذ كل هذه الأمور في الاعتبار قبل إرسال الغواصات».

وأوضح أن دائرة طوبوغرافيا البحار والمحيطات تعمل بناء على طلب مكتب التحقيقات والتحليل على طبيعة الأعماق في المنطقة التي تم فيها عملية البحث. وبالنسبة إلى طائرة «التشارتر» المصرية التي غرقت في البحر في يناير (كانون الثاني) 2004 قبالة شرم الشيخ، تم العثور على الصندوقين بعد بحث استمر أسبوعين، ولكن على عمق 1022 مترا فقط. وهذان الصندوقان الأسودان، ولونهما فعليا برتقالي، هما جهازان مختلفان يوضعان على متن الطائرات. ويقوم الأول بتسجيل إحداثيات الرحلة، فيما يسجل الثاني الأحاديث والأصوات في مقصورة القيادة. وتتصل الإحداثيات التي يسجلها الصندوق الأول بالسرعة والارتفاع وآلية تشغيل الطيار الآلي. ويتألف كل من هذين الصندوقين من قسمين: الأول يتعلق بآلية التشغيل عموما ويمكن أن يؤدي الحادث إلى تحطمه. أما القسم الثاني فيتصل بالتسجيلات التي تحميها علبة مصفحة تشكل سبعين في المائة من زنة الصندوق.