«سلسلة متتالية من الأعطال».. أدت إلى سقوط الطائرة الفرنسية

نجمت عن وقوعها في عاصفة استوائية مدمرة

TT

التكهنات حول سقوط طائرة شركة الخطوط الفرنسية في رحلتها من ريو دي جانيرو في البرازيل إلى باريس كلها تدور حول تعرضها لعاصفة استوائية مدمرة تشكلت في أجواء المحيط الأطلسي.

والعاصفة الاستوائية المتفجرة ببروقها ودواماتها الهوائية لها المقدرة على ضرب أفضل الطائرات تصميما، مؤدية إلى تحطم أجزاء من بدنها أو إلى سقوطها المباشر. إلا أن الطائرات الحديثة المزودة براداراتها الخاصة يمكنها المناورة والالتفاف حول تجمعات الغيوم الاستوائية التي يمكنها أن تتكون من طبقات يصل ارتفاعها إلى 15 كيلومترا! ويرغب الخبراء في معرفة الكيفية التي دخلت بها طائرة «إير باص إيه 330» إلى «لجّة العاصفة» دون أن تتفاداها. ويشير بعضهم الآن إلى احتمال وجود خلل في نظم الكومبيوتر للتحكم داخل الطائرة، في تنويه إلى حادثة تعرضت فيها طائرة مماثلة تابعة لشركة «كنتاس» لهبوط مفاجئ في أثناء تحليقها فوق المحيط الهندي إذ انحدرت لمسافة 600 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أن توقف نظام التحليق الآلي فجأة عن العمل. وتستطيع تصاميم الطائرات الحديثة مقاومة مختلف الظروف الطبيعية الصعبة التي يمكنها أن تؤدي إلى اختلال عملها والتأثير على مسار تحليقها، ومنها الصواعق والمطبات الهوائية وتراكم الجليد. ويُعتبر تصميم طائرة «إيه 330» واحدا من تصاميم الطائرات العالمية الممتازة في هذا المجال.

إلا أن الخبراء يشيرون إلى احتمال ظهور «سلسلة متتالية من الأعطال» التي أدت إلى الكارثة، وذلك مع احتمال حدوث خلل في كل النظام الإلكتروني الذي يتحكم في الطائرة نجم عن مرور الطائرة في دوامة جوية قاتلة، لم تتمكن الطائرة من تفاديها. وإن كانت الصواعق تمثل خطرا أكيدا على الطائرات الصغيرة، خصوصا في أثناء الإقلاع والهبوط، فإنها لا تشكل خطرا على الطائرات الكبيرة الحديثة. إلا أن الدوامات الهوائية العاصفة التي تقع في قلب العواصف تمثل خطرا كبيرا على الطائرات الكبيرة أيضا. وقد تقود العواصف القوية إلى تدمير أجزاء من الطائرة كما حدث لطائرة «بي أو إيه سي» في رحلتها عام 1966 من اليابان إلى هونغ كونغ حيث تحطمت بالقرب من جبل فيوجي بعد تعرضها فجأة لعاصفة شديدة «أدت إلى تعريضها لإجهاد أكبر مما يتحمله تصميمها» وفق تقرير للخبراء آنذاك.