المؤبد لعراقي أدين بالمشاركة بخطف وقتل عاملة الإغاثة البريطانية مارغريت حسن

الأدلة تضمنت تسجيلا لمكالمة عرض فيها المدان كشف مكان الجثة مقابل مليون دولار

مارغريت حسن (أ.ب)
TT

حكم أمس بالسجن مدى الحياة على عراقي ادين بالاشتراك بخطف وقتل عاملة الإغاثة البريطانية مارغريت حسن عام 2004 بعد خطفها في العراق. وقال القاضي اسعد الموسوي رئيس المحكمة الجنائية المركزية العراقية خلال جلسة النطق بالحكم «لقد ثبت تورط علي لطفي جسار بالاشتراك بعملية خطف وقتل وابتزاز الناشطة البريطانية مارغريت حسن، وقررت الحكم عليه بالسجن مدى الحياة قابل للتمييز». واعتقلت قوة عراقية اميركية مشتركة جسار (25 عاما) في منزله في حي الجامعة (غرب بغداد) في 23 مارس (اذار) 2008. وقال جسار الذي يعمل مهندسا انه بريء من التهمة وان اعترافاته جاءت نتيجة التعذيب الجسدي الذي تعرض له خلال الاعتقال. وكانت المحكمة ادانت شخصا آخر في القضية نفسها وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2005. بدوره، قال محامي الحق الشخصي رمزي الباوي لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الحكم كان عادلا، خصوصا وان الادلة كانت متوفرة لدى المحكمة». وشملت الادلة التي سلمتها السفارة البريطانية للمحكمة تسجيلات صوتية بين جسار الذي يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة ومسؤولين بالسفارة، بالإضافة الى تسعين رسالة بالبريد الالكتروني. وطلب المدان مبلغ مليون دولار من الحكومة البريطانية لقاء تحديد مكان جثة حسن التي لا تزال مجهولة المصير، بحسب محامي الحق الشخصي. واضاف ان القاضي حكم على جسار «وفقا للمادة 4 من قانون مكافحة الارهاب، لاشتراكه بخطف وقتل، ولابتزازه السفارة البريطانية». ونفى جسار ان يكون قام بالتحقيق مع حسن خلال فترة اختطافها، وذلك في رده على سؤال للقاضي. وحضر جلسة المحاكمة ثلاثة قضاة وثلاثة محامين ومدع عام ومحامي الحق الشخصي. بدوره، قال المحامي قيس سلمان وكيل جسار ان «وكيلي لم يتورط بالقتل والخطف، لكن من المحتمل في قضية الابتزاز». واشار الى ان «ظاهرة الابتزاز ظهرت بعد 2003 عندما اصبح الوضع الامني مترديا»، موضحا ان السفارة البريطانية «تبادلت 90 رسالة مع شخص يدعى ابو رشا، تظن انه وكيل جسار، لكنهم لا يملكون دليلا قاطعا على انه هو». وقرأ القاضي افادة المتهم لقاضي التحقيق والتي تضمنت تفاصيل الاختطاف وقال فيها ان المجموعة حاولت اختطافها مرتين. وحصلت محاولة الخطف الاولى الفاشلة بالقرب من مستشفى في شرق بغداد، في حين حصلت المحاولة الثانية «في حي الجامعة بالقرب من مكتبها، حيث نقلت الى منزل في نفس الحي لمدة من الزمن قبل ان تنقل لاحقا الى منزل في الرضوانية في ضواحي بغداد، ثم الى حي العامل وكانت مصابة بطلقة نارية وارادوا دفنها بعد ان ظنوا انها ماتت الا انه تبين انها لا تزال حية فقام احد عناصر المجموعة بقتلها». وكانت مارغريت حسن قد اختطفت في اكتوبر(تشرين الأول) عام 2004 ثم قتلت بعد شهر، ولم يتم العثور على جثمانها حتى الآن. واتهمت عائلة حسن الحكومة البريطانية بأنها كانت السبب وراء مقتلها برفضها التفاوض مع خاطفيها. وكانت حسن تحمل ثلاث جنسيات، البريطانية والايرلندية والعراقية. واضاف البيان «نعتقد ان الوقت حان كي يعرف البريطانيون والايرلنديون الحقيقة حول ما جرى لشقيقتنا مارغريت، المواطنة البريطانية». وكانت قوة مشتركة عثرت في الاول من مايو (ايار) 2005 على حقيبة وملابس حسن في منطقة تقع بالقرب من المدائن جنوب غرب بغداد.