استفتاء جامعيات سعوديات: 80% لم يتدربن.. بسبب الاختلاط والصيف

فيما ردت 10 شركات: يواجهن ضعفاً في الإنجليزية ونتخوف على سرية أعمالنا

مطالب برفع كفاءة الجامعيات والتوجه للتدرب عن بعد لمواجهة ضعف الفرص التدريبية («الشرق الأوسط»)
TT

فتحت 43 جامعية سعودية من المتخصصات بنظم المعلومات الإدارية ملف ضعف فرص التدريب المتاحة لهن، مرجعات ذلك لعدة عوامل، جاء من أبرزها عدم عزل النساء عن الرجال في بعض الشركات واقتصار معظم برامج التدريب على فترة الصيف، وهو ما كشفن عبر استفتاء جامعي، أنه أحجم 80 في المائة منهن عن الانخراط بأي برامج تدريبية، جاء ذلك ضمن أول ملتقى من نوعه يحاكي واقع ومعوقات تدريب الجامعيات، بعنوان «الملتقى العلمي لطالبات التدريب العملي»، الذي أقيم أول من أمس في القاعة الكبرى بجامعة الملك فيصل بالدمام.

وأكد الدكتور أحمد الشعيبي، رئيس قسم نظم المعلومات الإدارية ووكيل الجامعة للتطوير وخدمة المجتمع، على وجود مشكلة وصفها بـ«المعاناة» تكمن في ندرة وشح فرص التدريب في سوق العمل وتردد بعض الشركات في قبول المتدربات، وكشف بأن إحدى أكبر شركات النفط بالمنطقة الشرقية تعامل الطالب المتدرب كطالب صيفي وليس كمتدرب، مؤكداً على الفرق الكبير بين المفهومين، وهو ما يعني عدم استفادة الطلبة من التدريب بالشكل المطلوب.

وكشفت سارة الشمري، إحدى المتحدثات وعضو اللجنة العلمية للملتقى، خلال جلسة تناولت صعوبات التدريب، أنه تم توزيع استبانات شملت نحو 30 طالبة من تخصص نظم المعلومات الإدارية، أظهرت أن 20 في المائة منهن فقط هن اللائي سبق لهن التدرب، وأفادت أن المعوقات التي تواجه الطالبات جاء على رأسها «الاختلاط في أماكن العمل»، معلقة على ذلك بالقول «وجدنا الكثير من الشركات التي تطرح برامج تدريبية تكون المكاتب فيها مختلطة بين الرجال والنساء، وهذا يمنع الفتيات أو أولياء أمورهن من السماح لهن بالانخراط في التدريب».

وتابعت الشمري، أن المعوقات الأخرى تضمنت كون البرامج التدريبية تُطرح في فترة الإجازة الصيفية، قائلة «هذا الوقت الوحيد لراحة الطالبة»، وبينت أن بعض الفتيات كشفن عن عدم معرفة البرامج التدريبية المتاحة أو الجهل بآلية التسجيل ومفهوم التدريب، فيما أوضحت أن مقترحات المشمولات في الاستفتاء تضمنت المطالبة بإيجاد أماكن معزولة للنساء في مواقع التدريب، وتكثيف الإعلانات عن الفرص التدريبية والتنسيق مع الجامعة بهذا الخصوص، إلى جانب التوجه للتدرب عن بعد، قائلة «ذلك سيحل مشاكل كثيرة لأنه لا يوجد فيه اختلاط».

وعن رأي الشركات السعودية بذلك، أفادت الشمري أنه تم استطلاع رأي 10 شركات لمعرفة معوقات تدريب الفتيات، وأظهرت النتائج تخوف هذه الشركات على سرية أعمالها، وانتقادها لضعف مستوى الطالبات باللغة الإنجليزية، وافتقادهن لبعض المهارات اللازمة، وعدم الثقة في أن يؤدين العمل بالشكل المطلوب، بالإضافة لمحدودية فترة التدريب وقصرها على الصيف. فيما تقدمت هذه الشركات ببعض الحلول والمقترحات، مثل: التنسيق بينها والجامعة للوصول إلى درجة المهاراة والإتقان المطلوبة، وتدريب الطالبات على التعامل مع الأعمال السرية.

وأفصحت جمانة الشهري، عضو اللجنة الاستشارية للملتقى، لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاكل وهموم التدريب ترتبط بالجامعيات ككل وليست مقتصرة على قسم واحد فقط، مؤكدة أن هناك تفاعلا واهتماما تبديه بعض الشركات والبنوك تجاه الطالبات الراغبات بالتدريب، إلا أنها ترى ذلك ما زال من دون المستوى المأمول، مؤكدة على أن التدريب هو الخطوة الأساسية للتوظيف، في الوقت الذي تكشف فيه أحدث الاحصاءات وصول نسبة البطالة بين السعوديات إلى 27 في المائة.

من جانبها، استعرضت رشا العليان، طالبة نظم المعلومات الإدارية، تجربة جامعة الملك فيصل في التدريب، التي جاء من ضمنها إنشاء شركة فعلية بمسمى «فيجن» داخل الجامعة، تتضمن مجموعة أقسام، مثل: التسويق، والدعاية والإعلان، والمحاسبة، وشؤون الموظفين، والإدارة، والدعم الفني، والصيانة، وتقنية المعلومات. وهي تجربة أوضحت أنها ساعدت المتدربات على تطبيق ومعرفة الكثير من المهارات عملياً.

فيما قدمت سارة الدليجان، طالبة ومتحدثة في الملتقى، مجموعة من المقترحات لتطوير واقع تدريب الجامعيات التي رصدتها من أهل الاختصاص، كان من أبرزها أن يكون التدريب العملي بمثابة سنة الإمتياز للطالبة بحيث تتفرغ له بشكل كامل. وفي ختام الملتقى خرجت التوصيات بإعداد العديد من الملتقيات إلى تخدم الطالبات الجامعيات وتطلعهن على كل جديد، والتوصية بتوحيد مناهج التدريب حتى تعم الفائدة على جميع الأقسام في العلوم الإدارية.