النمسا تتصدى لظاهرة الملاحقة.. بعد رصد عواقبها الصحية

18% من النساء يعشنها

TT

18% من النمساويات، كما تثبت الإحصاءات، يعشن ضحايا لنوع من أنواع الملاحقة والتطفل اللجوج والمطاردة. ومصدر هذه التصرفات، بما في ذلك من نساء أخريات، قد يكون المكالمات الهاتفية غير المرغوب فيها، أو سيل من الرسائل الإلكترونية، أو المتابعة والمطاردة الجسدية ومحاولات التحرش المتكررة.

هذا النوع من المضايقات الذي يعرف بظاهرة الـSTALKING، كما أشارت غابرييل هوشك، وزيرة الشؤون النسوية في النمسا، أصبح ظاهرة تفاقمت نتيجة سهولة الاتصال عبر أجهزة التقنية الحديثة، وفي ظل الزيادة المطردة لهجرة الشابات الصغيرات السن إلى المدن للاستقلال بحياتهن، وهو ما يعرضهن لمثل هذه المضايقات لفترات قد تستمر طويلا. بل أثبتت دراسة حديثة أجراها معهد الطب الاجتماعي وعلم الأوبئة في جامعة غراتس، ثاني أقدم الجامعات النمساوية وأكبرها، أن سيدة ظلت تعاني لفترة 54 سنة من مختلف تداعيات هذه الظاهرة، مما تسبّب لها في مشكلات نفسية وصحية تطلبت إخضاعها لعلاج سريري. ذلك أنه رصدت مشكلة صحية شديدة حقا تنجم عن إفراط شخص ما في الاهتمام بشخص آخر ـ في أحيان كثيرة من منطلق المودة والحب ـ من دون شعور أو إدراك بأن هذا الاهتمام غير مرحب به، بل هو مرفوض تماما من الطرف الآخر.

من جانبها أشارت الوزيرة هوشك إلى ضرورة تفعيل سبل وإجراءات المساءلة القانونية وفق قانون صريح، لا سيما أن الدراسة توضح أن الملاحقة المستمرة ولو لأربع مرات فقط قد ينجم عنها في بعض الحالات ضيق قد يؤدي إلى أزمات نفسية وصحية حقيقية. وذكرت أن نسبة تتراوح ما بين 32 إلى 40% من النساء عبّرن عن قلق متعاظم لإحساسهن بتأثير ملاحقات كهذه على أحوالهن الصحية ومستقبلهن العملي.