الفنان الكوميدي روني خليل: أسعى لتحسين صورة العرب في هوليوود

منتقدا سلبيتهم في السينما

روني خليل («الشرق الأوسط»)
TT

روني خليل.. أميركي من أصل مصري، ابن النيل والأهرامات، الذي اتخذ من فنه الكوميدي سلاحا يدافع به عن المواطن العربي على خشبة المسرح الأميركي، ولأنه يعيش في الولايات المتحدة فهو الأقدر على معرفة الطريق إلى قلب المواطن الأميركي واضعا لمساته الخاصة على فن «الاستاند أب كوميدي» ليصحح الصورة السلبية المأخوذة عن العرب في الغرب، وعن المصريين بصفة خاصة الذين يعتقد الغرب أنهم ما زالوا يركبون الإبل، ممارسا في نفس الوقت نقد الذات للشخصية العربية التي لم تنجح في تقديم نفسها للعالم. «الشرق الأوسط» التقته في القاهرة، فدار معه الحوار التالي عن تجربته ومشواره..

* هل روني هو اسمك الحقيقي؟

ـ لا، لكن يصعب علي العيش في أميركا باسمي الحقيقي لأن اسمي شاهر وهو ما يعنى في أميركا «المغفل» لذا لزم علي تغيير اسمي فاخترت روني.

* ومن هو روني خليل؟

ـ مصري يحب النيل والأهرامات، أزور مصر كثيرا لأرى أهلي، أحمل الجنسية الأميركية، لكن عروبتي دوما تستفز عقليتي وتدفعني للوقوف على خشبة المسرح لتنتقد غفلة العقل التي نعيش فيها، عملت لنحو ثلاث سنوات في مجال الدعاية وحاولت الاتجاه إلى عالم الكوميديا لإيماني بأن كثيرا من القضايا الاجتماعية أو السياسية يمكن أن تطرح بأسلوب كوميدي يخاطب كل العقليات والأعمار فاتجهت إلى «الاستاند أب كوميدي».

* وما هو «الاستاند أب كوميدي»؟

ـ هو لون من ألوان الفنون الكوميدية عبارة عن فقرات يتم تقديمها على المسرح لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبا وتعتمد على الارتجال، مخاطبا مختلف الفئات العمرية وان كان أكثرها من فئة الستة عشر عاما إلى الأربعين عاما، إلا أن أحيانا كثيرة يحضر كبار السن إلى عروضي التي تحوز إعجابهم.

* هل يمكن تشبيه «الاستاند أب كوميدي» بفن المونولوج؟

ـ بالفعل؛ فالمونولوج المسرحي الكوميدي فن «قديم ـ حديث» تألق فيه في الماضي إسماعيل ياسين وثريا حلمي ومحمود شكوكو وسمير غانم وآخرون، ويتألق فيه الآن أحمد آدم في برنامج «آدم شو» ومصطفى هاشم في قناة «نايل كوميدي» بأشكال مختلفة، وانتشر هذا الفن الكوميدي سريعا في العالم حتى أصبح ظاهرة في الشرق الأوسط مؤخرا حيث تسابق الآلاف من الشباب عام 2008 لحضور عرض «الأقليات تحكم» برعاية «شوتايم كوميدي» في دبي وعرض «العرب ينطلقون» بقاعة المؤتمرات بالقاهرة والأعداد الغفيرة التي شاهدت أول مهرجان كوميديا بعمان بالأردن قبل أسابيع.

* وما هي أهم القضايا السياسية التي طرحتها من خلال عروضك؟

ـ طرحت عدة قضايا منها محاولة تصحيح صورة العرب في العالم الأوروبي الذي ما زال ينظر إلينا باعتبارنا جهلة لا نعي شيئا ورمزا من رموز الإرهاب. السبب في ذلك هم العرب أنفسهم لأنهم لم يحاولوا تقديم ما يفيد بعبقريتهم وتطورهم حتى أنهم في الأفلام السينمائية لا يركزون سوى على الحروب والدماء دون التطرق للتعريف بأنفسهم.

* وما هو الحل في رأيك؟

ـ أن تعرض شركات الإنتاج العربية على نظيرتها الأميركية في هوليوود القيام بأعمال فنية مشتركة تعمل على تصحيح هذه الصورة، وأعتقد أن ذلك ليس صعبا، فشركات الإنتاج العربية لديها دخل مادي جيد وأنا متأكد من أنه في حال تنفيذ هذه المشروعات سوف يكون العائد المادي مجزيا. هناك أيضا مهرجان للكوميديا العربية تستضيفه مدينة لوس أنجليس قريبا بمشاركة فنانين من دول عربية مختلفة ويهدف لتصحيح الصورة المأخوذة عن العرب في هوليوود.

* بصراحة إذا أردت أن تنتقد أميركا ففيم ستتركز انتقاداتك؟

ـ سيكون انتقادي للعقلية الأميركية نفسها التي لا ترى سوى نفسها ولا تفكر فيما بعد أميركا وتلك مشكلة قوية.

* وما هي آخر العروض التي شاركت فيها؟

ـ عرض قدمته قبل أسبوعين بالكويت وفي يوم الحادي عشر من يونيو (حزيران) سوف أقدم عرضا بعنوان «أجمد كوميديانات في مصر» بساقية الصاوي بمشاركة صديقي جورج عزمي.

* وما هو موضوع عرضك القادم؟

ـ سيكون عن أحوال المصريين والعرب المضحكة المبكية بأسلوب السخرية دون ابتذال وسوف يشاركني عشرة من الشباب المصريين حيث وجدت أنه من الضروري أن تكون لهم فرصة الظهور لإيماني الشديد بموهبتهم وسيكون العرض باللغتين العربية والإنجليزية.

* هل توجد فروق بين العروض التي تقدمها في الولايات المتحدة وعروضك في الوطن العربي؟

ـ بالتأكيد؛ والفرق يكون في حدود الحرية؛ فمن المعروف أن أميركا لديها مساحة كبيرة من الحرية حيث يمكننا انتقاد جورج بوش وحتى الرئيس أوباما الآن دون أن تقف لنا الرقابة بالمرصاد، أما في الدول العربية فهناك محاذير عديدة على ما يتم تقديمه خاصة فيما يتعلق بالسياسة والجيش.

* وهل تختلف طريقة تقديمك للعروض من دولة إلى أخرى؟

ـ بالتأكيد؛ حيث إنني لا بد أن أكون موجودا في البلد نفسه قبل موعد العرض بنحو أسبوع كامل حتى أقوم بدراسة الحالة الحياتية لهذا البلد وكيف يتحدث أهله وكيف يعيشون وما هي أزماتهم وقضاياهم لتكوين خلفية واسعة حول البلد قبل تقديم أي عرض فيه.

* وما حقيقة أنك تعكف على كتابة سيناريو لفيلم مصري ـ أميركي مشترك؟

ـ هذا صحيح، لكن الموضوع لا يزال في طور التنفيذ وتدور أحداثه حول شاب مصري ـ أميركي يقع عند زيارته للقاهرة في غرام فتاة مصرية ثم تحدث مفارقات كوميدية تصاحب محاولاته للتعامل مع الفروق الشاسعة بين عادات البلدين.

* هل أنت متابع جيد لفن الكوميديا بمصر؟

ـ ما زلت أعشق كوميديا إسماعيل ياسين حتى يومنا هذا، لكن الكوميديا الآن لا تقوم بتوجيه أي رسائل، فهي تهدف فقط للإضحاك وهذا شيء غير صحيح لأن الفن الكوميدي الحقيقي يطرح قضايا شائكة في ثوب كوميدي، شريطة عدم التسطيح حتى يعيها كل الناس، وكان آخر فيلم شاهدته هو (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) للفنان محمد هنيدي لكني لاحظت أنه فيلمان داخل فيلم واحد مما يبعث على التشتيت.

* هل عرضت عليك المشاركة في أعمال كوميدية مصرية؟

ـ هناك بالفعل عمل أرهقني كثيرا وهو سيت كوم «تامر وشوقية» نظرا لأنني لا أتقن الألفاظ المصرية الدارجة بشكل جيد، وحاليا أستعد لتجسيد شخصية بروفسور يقوم بتعليم شوقية اللغة الإنجليزية والعمل بصفة عامة يحتوي على مفارقات كوميدية كثيرة.