«فورد» تتقدم على نظيراتها على الرغم من الركود

سعر سهمها وإنتاجها في زيادة بينما الأخرى تعاني

أعلنت «فورد» أنها سترفع حجم إنتاجها في أميركا الشمالية بمقدار 10 آلاف سيارة في الربع الثاني (رويترز)
TT

استمرت شركة «فورد» في الاستحواذ على الأعمال من منافسيها في جميع أنحاء المدن في الشهر الماضي، لتزيد حصتها في سوق السيارات الأميركية، إلى أعلى نسبة لها منذ ثلاثة أعوام.

وتسيطر شركة السيارات حاليا على 15.1 في المائة من السوق، ويتوقع بعض المحللون أن تتمكن من التفوق على «جنرال موتورز» في المبيعات بحلول نهاية العام. وقد استطاعت شركة «فورد» أن تستمر بدون مساعدة حكومية، في الوقت الذي انهارت فيه الشركات المنافسة لها. وفي شهر مايو (أيار)، دخلت شركة «كرايسلر» تحت حماية قانون الإفلاس. ولم تكن «جنرال موتورز» بعيدة عن تلك الخطوة، حيث وصلت إلى ذروة الأمر، عندما أشهرت إفلاسها في ظل الفصل الحادي عشر يوم الاثنين. وتصر شركة «فورد» على أن منتجاتها، وليست مشكلات خصومها المالية، هي التي تزيد من نسبة مبيعاتها. ولكن بغض النظر عن السبب، فهي تنوي التحول إلى رأس المال. وفي الوقت الذي أغلقت فيه شركتا «جنرال موتورز وكرايسلر» وتوقفت فيه مصانعهما في الصيف الحالي، أعلنت شركة «فورد» يوم الثلاثاء أنها سترفع من حجم إنتاجها في أميركا الشمالية بمقدار 10 آلاف سيارة في الربع الثاني. وفي الربع الثالث، تخطط لصناعة 42 ألف سيارة أكثر مما أنتجته منذ عام.

وفي جميع أنحاء الصناعة، تبيع الشركات 1,397,033 سيارة وشاحنة في الولايات المتحدة، وذلك في انخفاض بنسبة 33.7 في المائة، من شهر مايو (أيار) عام 2008، وفقا لبيانات تمهيدية أعلنت عنها يوم الثلاثاء شركة الأبحاث «أوتوداتا». ولكن لاحظ المحللون، أن المبيعات في العديد من الشركات تحسنت منذ شهر، وهو ما يمثل بشارة أمل في خضم التراجع الاقتصادي الكئيب. وقد انخفضت مبيعات «فورد» في شهر مايو (أيار) بنسبة 24.2 في المائة، عن العام الماضي. ولكن تحسنت المبيعات منذ شهر أبريل (نيسان)، ليصبح مايو (أيار) أفضل شهر في المبيعات منذ يوليو (تموز).

وحققت «جنرال موتورز» أفضل شهر في المبيعات في العام الحالي، على الرغم من أن المبيعات انخفضت نسبتها بمقدار 28.7 في المائة، مقارنة بالعام الماضي. (ويترجم الرقم الشهري لإجمالي مبيعات السيارات أيضا إلى معدل سنوي قدره 9.9 مليون سيارة، وهو رقم قريب من المستوى الذي تقول الشركة إنه في إمكان «جنرال موتورز» المعدلة أن تعود منه إلى تحقيق الأرباح.) وأعلنت شركة «كرايسلر»، التي تبلغ حصتها في السوق 10.2 في المائة، أن مبيعاتها انخفضت بنسبة 46.9 في المائة، بعد أن توقفت شركات تأجير السيارات، ومشترو قوافل السيارات عن الشراء. وكانت المبيعات الفردية هي الأفضل طوال العام، حيث استغنت الشركة عن 789 وكيل لها، مما دفعهم إلى تقديم تخفيضات كبرى في الشهر الحالي لنقل مخازنها.

وتحملت شركات السيارات الأجنبية معاناة أيضا في الشهر الماضي. وانخفضت مبيعات شركة «تويوتا» بنسبة 40.7 في المائة، و«هوندا» بنسبة 41.5 في المائة، أما «نيسان» فانخفضت مبيعاتها بنسبة 33.1 في المائة.

وتقول إيميلي كولينسكي موريس، كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في فورد: «يجب ترجمة نتائج شهر مايو (أيار) ببعض الحذر، نظرا للخطورة الراهنة في السوق.» وفي الوقت الحالي، تسيطر جنرال موتورز على 19.5 في المائة من السوق، وذلك في انخفاض كبير عن الفترة التي كانت تصنع فيها نصف السيارات الموجودة في الشوارع الأميركية.

وفي الوقت الذي تمر فيه جنرال موتورز بعملية إشهار الإفلاس، من المتوقع أن تفقد بعضا من حصتها في السوق. وهي توقف إنتاج بونتياك، وتبيع هامر وساب وساترن للتركيز على أربعة ماركات أساسية: وهي شيفروليه وبويك وكاديلاك وجي إم سي. ولكن يقول مارك لانيف، نائب رئيس جنرال، المبيعات والتسويق في أميركا الشمالية: إن الشركة لا تتوقع أن تنخفض حصتها إلى أقل من 16 في المائة. وعلى مدار أشهر، حذر المديرون في جنرال موتورز، من أن دقات طبول الأخبار السيئة، وخاصة المتعلقة بتكهنات إشهار الإفلاس، تضر بمبيعات السيارات.

ولكن في الشهر الماضي، حققت جنرال موتورز نسبة ضئيلة من حصة السوق في أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية والولايات المتحدة. ويقول لا نيف إن ذلك يوضح أن المستهلكين أصبحوا «غير مبالين إلى حد ما» بإشهار الشركة الإفلاس.

وقال: «أعتقد أنه أصبح من الواضح للمستهلك، أننا سنخرج من هذه الأزمة، وأننا سنكون موجودين للاستمرار في تقديم المنتجات إلى السوق.» ويقول إد كيم، محلل أوتو باسيفيك، إنه من المبكر للغاية أن نقول ما إذا كان المستهلكون قد غيروا من تفكيرهم. وقال: «حاليا بعد أن أشهرت جنرال موتورز إفلاسها، أحدس أنهم يحاولون الإثناء على الموقف قدر الإمكان. في الماضي كانوا يحثون الإعلام على عدم استخدام كلمة «الإفلاس»، لأنهم يعرفون جيدا كيف يستوعب المستهلكون هذه الكلمة». وبعد إشهار كرايسلر إفلاسها، أعرب 63 في المائة من المستهلكين عن قلقهم من شراء سيارات من إنتاج كرايسلر، وذلك وفقا لدراسة أجراها أوتو باسيفيك، في منتصف شهر مايو (أيار). وعندما زادت الأقاويل بأن جنرال موتورز ستحذو حذو كرايسلر، قال 54 في المائة منهم إنهم قلقون من شراء سيارات من إنتاج جنرال موتورز، وأعرب 13 في المائة فقط عن مخاوفهم من الشراء من فورد.

والآن بعدما خرجت كرايسلر من الإفلاس، تتوقع ارتفاعا في المبيعات. وكما يقول ستيفن لاندري، نائب الرئيس التنفيذي، تخطط الشركة لإعادة فتح مصانعها المتوقفة بنهاية شهر يونيو (حزيران).

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»