لبنان: تبادل انسحابات لمرشحين في جبيل يضع عون في مأزق

عدد القادمين عبر مطار بيروت تجاوز الـ19 ألفا في يومين

الموظفون الحكوميون المكلفون بالإشراف على مراكز الاقتراع في انتخابات لبنان بعد غد يقفون أمس بالصف في بيروت في انتظار دورهم للإدلاء بأصواتهم. (إ ب ا)
TT

أعادت انسحابات «اللحظة الأخيرة» خلط الأوراق في قضاء جبيل (شمال بيروت)، قبيل موعد الانتخابات البرلمانية المقررة الأحد المقبل، إذ تبادلت اللائحتان المنافستان للائحة «التغيير والإصلاح» المدعومة من النائب ميشال عون الانسحابات الواحدة لمصلحة الأخرى، وشكلتا بذلك لائحة غير معلنة تضم النائب السابق ناظم الخوري (المستشار السابق لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان)، والمنسق العام لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، والمرشح الشيعي على لائحة الخوري مصطفى الحسيني. وتعزز هذه الانسحابات المتبادلة وضع المرشحين الثلاثة بعدما أصبحت المنافسة محصورة عمليا بين لائحتين.

وقد أصدر المرشح المستقل في جبيل إميل نوفل بيانا أعلن فيه انسحابه «لتوفير أفضل الفرص من أجل التغلب على القوى المناهضة للخط الوطني الداعم لمؤسسات الجمهورية»، فيما أعلن النائب السابق محمود عواد (لائحة 14 آذار) انسحابه، «التزاما بتاريخنا الوطني في تعزيز مسيرة الدولة وبناء المؤسسات، والوقوف دائما إلى جانب رئاسة الجمهورية وما تمثله في هذه المرحلة العصيبة».

وقد ثمن فارس سعيد انسحاب نوفل، معتبرا أنه بعد انسحابه وعواد «أصبحت هناك إمكانية كبيرة لتفاهم انتخابي بين (14 آذار) والفريق المستقل من أجل تأمين فوز حتمي على فريق النائب عون وحزب الله».

وكان المرشح ناظم الخوري زار أمس رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، حيث أكد أن «الأمور تسير بشكل إيجابي نحو تضافر الجهود»، مشيرا إلى «خطوات سيتم الإعلان عنها في وقت قريب». ومن جهته أفاد الجميل أن البحث «تركز حول مجريات العملية الانتخابية، والأمور تسير في اتجاه حلحلة بعض العقد من أجل توحيد الصف وتعزيز حظوظ النجاح».

إلى ذلك بدا أمس أن قضية الدائرة الثانية في بيروت في طريقها إلى الحلحلة والعودة إلى «الصيغة التوافقية» التي تم الاتفاق عليها في الدوحة، والقاضية بتقاسم مقاعد الدائرة بين «14 آذار» و«8 آذار»، إذ أعلن نائب «حزب الله» أمين شري التزام «اتفاق الدوحة بما خص الاستحقاق الانتخابي في دائرة بيروت الثانية»، وقال: «فهمنا لهذا الاتفاق أنه وزع المقاعد الأربعة على أساس مقعدين للمعارضة ومقعدين للموالاة، من دون أن ينص على آلية محددة لتطبيق هذا الاتفاق، مما يعني أنه لا شيء يلزمنا كمعارضة الاقتراع لمرشح الموالاة في هذه الدائرة، بل المهم ضمان أن المقعد السني هو لمرشح الموالاة والمقعد الشيعي هو لمرشح المعارضة. ولكن حرصا منا على أجواء التهدئة وتلاقي الناس فيما بينهم، وكي لا نفسح في المجال للاتهام والاتهام المضاد، قررنا في حزب الله توجيه قاعدتنا الانتخابية للاقتراع للائحة باسمَين، عن المقعد الشيعي هاني قبيسي، وعن المقعد السني نهاد المشنوق».

وقد شدد الرئيس ميشال سليمان مجددا أمس على ضرورة التزام مؤسسات الدولة كافة الحياد التام، وعدم لجوء الموظفين في أي موقع كانوا ومهما كانت توجهاتهم الشخصية إلى تسخير مواقعهم في إدارة الدولة لمصلحة هذا الطرف أو ذاك أو هذه الشخصية أو تلك، وترك العملية الاقتراعية تأخذ مجراها بعيدا هن أي تأثيرات أو ضغوط، تماشيا مع التوجه الرسمي للدولة الذي عبر عنه مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، تعزيزا للشفافية والديمقراطية الانتخابية. وقال: «المهم بعد الانتخابات مشاركة الجميع وانخراطهم في ورشة الإصلاح التي تعيد وضع ركائز الدولة الحديثة والقادرة من باب الإدارة وصولا إلى المواضيع الوطنية الكبرى».

وعلى صعيد انتخابي آخر نفى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط وجود «تحالف خفي» مع «تيار المستقبل» يسمح بانتخاب المرشح المنفرد النائب السابق غطاس خوري على حساب أحد أعضاء لائحة الشوف، التي يقودها جنبلاط بنفسه.

وأشار الحزب، في بيان أصدره أمس، إلى أن «المعركة في الشوف هي بين فريقين، أحدهما ينادي بمشروع الدولة، والآخر يريد استباحة لبنان وإلحاقه بالمشاريع الخارجية»، مستغربا أن «يتنطح البعض لاستخدام شعارات ثورة الأرز للتسلل إلى جمهور (14 آذار)، بينما هدفهم الحقيقي هو ضرب (14 آذار). ويدعون الانتماء إلى هذه المسيرة الوطنية الاستقلالية بينما هم خرجوا منها. وهم بذلك لا يختلفون كثيرا عن أصحاب المشروع الثاني، أي المشروع الاستلحاقي للبنان، فإذا كانوا يدرون فهي مصيبة، وإذا كانوا لا يدرون فالمصيبة أعظم».

ودعا الحزب جميع أعضائه ومناصريه وجمهوره في الشوف إلى «التزام التصويت للائحة الشوف كاملة، بما يحقق الانتصار الكامل ويقطع الطريق على المشاريع الأخرى التي تمثلها اللوائح المنافسة والمرشحون المنفردون، ولا تسمح بتسلل من يدعي الانتماء إلى خط (14 آذار) بينما قام بكل ما يضره».

كذلك نفى النائب سمير الجسر شائعات عن تشطيب في لائحة طرابلس لمصلحة النائب مصباح الأحدب، وشدد على أن «لائحة التضامن الطرابلسي قائمة على تفاهم سياسي وليس انتخابيا»، لافتا إلى أن «من يروج الشائعات عن التشطيب بين أعضاء اللائحة يهدف إلى رمي الفتنة بين أطراف الفريق الواحد، كي يتسلل ويصل إلى الندوة البرلمانية، لأن التشطيب هو الوسيلة الوحيدة التي ستفسح في المجال لقوى (8 آذار) بالوصول».

من جهة أخرى انتقد مرشح «الكتائب اللبنانية» في المتن الشمالي ومنسق اللجنة المركزية في الحزب سامي الجميل خطاب نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، معتبرا أنه «يختصر المعركة الانتخابية في لبنان كلها، إذ يؤكد أن انتصار المعارضة في لبنان هو انتصار خاص للمقاومة يهديه للأمام الخميني ويبشر بسير لبنان في اتجاه المقاومة والمواجهة والحرب».

كذلك انتقد المرشح عن المقعد الماروني في لائحة «الإنقاذ المتنية» المحامي إميل كنعان كلام قاسم عن مواصلة الحزب تسلحه، سائلا الناخب في كل لبنان إذا كان يقبل بأن يصبح بلده على الصورة التي رسمها قاسم في حال نجحت المعارضة. وقال: «ما كلامه (قاسم) إلا دليل على أن المعارضة ستأخذ لبنان إلى حيث لا يتمنى مواطنوه الشرفاء الأحرار».

وعلى صعيد ذي صلة ذكرت وكالة الأنباء الوطنية أمس أن عدد الركاب القادمين إلى لبنان من الخارج بلغ خلال اليومين الماضيين 19 ألفا، وأن الكثير منهم عبروا عن أملهم في أن تجرى الانتخابات بشفافية وديمقراطية، معتبرين أن حقهم الانتخابي وواجبهم الوطني حتما عليهم المجيء إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات.