تحطم الطائرة الفرنسية: البرازيل تستبعد نظرية انفجارها.. وطيار إسباني يؤكد أنه شاهد وهجا أبيض

وصول سفن إلى مكان سقوط الطائرة وبدء بحث مكثف عن الحطام وجثث الضحايا

TT

تكثفت أمس عمليات البحث عن بقايا الطائرة الفرنسية التي تحطمت في المحيط الأطلسي يوم الاثنين الماضي وعلى متنها 228 شخصا، مع بدء وصول سفن إلى المكان الذي اكتشف فيه حطام قبل يومين، في وقت ظهرت فيه أدلة تستبعد أن تكون الطائرة قد انفجرت في الجو قبل سقوطها في المحيط.

وقال وزير الدفاع البرازيلي، نيلسون جوبيم، إن وجود آثار للوقود في المياه، يستبعد على الأرجح احتمال وقوع انفجار على متن طائرة الركاب الفرنسية التي سقطت في المحيط الأطلسي. وأضاف جوبيم في مؤتمر صحافي عقده في برازيليا «وجود بقع الزيت قد يستبعد احتمال حريق أو انفجار... إذا كان لدينا آثار زيت فإن هذا يعني أنها لم تحترق». ويعتقد خبراء أن اضطرابا عنيفا أو انخفاضا في الضغط ربما تسبب في سقوط طائرة «الإيرباص إيه 330» قبل يومين أثناء رحلة من ريو دي جانيرو إلى باريس، إلا أنه لن يتم التأكد من المعلومات بشكل دقيق قبل العثور على قطع الطائرة الأساسية، والصندوقين الأسودين. إلا أن طيارا في شركة «إير كوميت» الإسبانية، كان يقود رحلة بين ليما ومدريد على مقربة من موقع تحطم الطائرة، قال إنه شاهد «وهجا أبيض قويا»، على ما ذكرت صحيفة «الوموندو» الإسبانية، أمس. وكتبت الصحيفة أن قائد الرحلة 974 التابعة لشركة «إير كوميت»، رفع تقريرا بما شاهده ليل الأحد/الاثنين في منطقة قريبة من موقع الحادث. وقدم تقريره إلى إدارة شركته التي نقلت المعلومات إلى «إير فرانس» وشركة «بوينغ» والمديرية العامة للطيران المدني الإسباني.

وجاء في تقرير الطيار «رأينا فجأة في البعيد وهج نور أبيض قويا وكثيفا انحدر في مسار عمودي وتبدد في ستة أجزاء». ولفتت الصحيفة إلى أن أحد مساعدي الطيار وراكبة في الرحلة شاهدا الأمر نفسه. وكتب الطيار في تقريره «نظرا إلى التطابق في الوقت والموقع، أنقل إليكم هذه العناصر لاستخدامها إذا أمكن في إقرار الوقائع». وذكرت الصحيفة أن «تقرير الطيار يعيد طرح إحدى الفرضيات التي تم استبعادها كسبب للحادث، وهو انفجار قنبلة على متن الطائرة». لكنها تابعت أن «رسائل الإنذار الست الأخيرة التي بثتها طائرة إيرباص إلى مركز الصيانة في (إير فرانس) في باريس» ترجح وضعا «يفقد فيه الطيار السيطرة على الطائرة نتيجة أعطال في أجهزة الملاحة» بسبب «اضطرابات جوية خطيرة». وتشير الصحيفة بذلك إلى ست رسائل إنذار آلية يعتقد أن الطائرة بثتها قبل سقوطها في المحيط بين الساعة 2.10 و2.14 بتوقيت غرينتش، وقد ذكرتها الصحف البرازيلية أول من أمس.

ومع بدء فريق تحقيق فرنسي عمله للبحث عن أسباب سقوط الطائرة، بدأ أسطول من السفن والطائرات في وسط المحيط الأطلسي أمس، العملية الصعبة التي تقضي بانتشال حطام الطائرة التابعة لشركة الطيران الفرنسية «إير فرانس»، لكن الأمل في العثور على الصندوقين الأسودين يبدو ضئيلا. وتكثفت عمليات البحث بتعبئة 12 طائرة برازيلية وفرنسية وأميركية وسفن عدة لانتشال حطام الطائرة.

وتمكنت طائرات برازيلية من انتشال عدد من قطع الحطام بينها قطعة «معدنية على ما يبدو» يبلغ قطرها سبعة أمتار. وتتركز عمليات البحث في شعاع يبلغ طوله مائتي كيلومتر بدءا من الموقع الأخير الذي حدد لحطام الطائرة، بحسب ما ذكر وزير الدفاع البرازيلي نيلسون جوبيم الذي أكد أنه «لم يتم العثور على أي جثة وليس هناك أي مؤشر على وجود أحياء».

وأقيمت قاعدة لعمليات البحث المتقدمة في أرخبيل فرناندو دي نورونا على بعد 360 كيلومترا عن ساحل البرازيل و650 كلم عن مكان سقوط الطائرة. وتوجهت خمس سفن تابعة للبحرية البرازيلية إلى الموقع. وكانت سفينة أولى هي سفينة دورية وصلت مساء أول من أمس إلى المكان الذي انتشرت فيه أصلا ثلاث سفن تجارية؛ واحدة فرنسية واثنتان هولنديتان. كما قررت فرنسا أن ترسل سفينة البحث والتنقيب تحت المياه «بوركوا با» المزودة بروبوتين لأعماق البحار من أجل محاولة استعادة حطام الطائرة والصندوقين الأسودين. لكن الخبراء الفرنسيين في مكتب التحقيقات والتحليلات المكلف التحقيق شككوا في إمكانية العثور على الصندوقين. وقال مدير المكتب بول لويس ارسلانيان «لا نستبعد إمكانية عدم العثور عليهما». وقالت هيئة أرصاد جوية أميركية إن التيارات في منطقة المحيط الأطلسي قبالة البرازيل حيث تحطمت الطائرة، يمكن أن تحمل الحطام الذي يطفو إلى الساحل الغربي لأفريقيا خلال أسبوع. وقالت «أكيوويثر» وهي هيئة أرصاد وطنية مقرها في ولاية بنسلفانيا، في بيان صحافي في وقت متأخر من أول من أمس، إنها اعتمدت في توقعها هذا على متوسط سرعة التيارات السائدة في المحيط الأطلسي التي تصل إلى حوالي 8 كيلومترات في الساعة. وأكدت «أكيوويثر» أنه «في ظل هذه الظروف فإن الأمر سيستغرق حوالي أسبوع ليصل أي حطام طاف إلى الساحل الأفريقي». وأوضحت «أكيوويثر» أن العواصف الرعدية الشديدة والأمواج العالية تشكل الطقس العادي السائد في المنطقة في هذا الوقت من السنة، وأن مجموعات كبيرة من العواصف الرعدية من المحتمل أن تتحرك باتجاه الساحل الأفريقي «تقريبا كل بضعة أيام» حيث تتجه المنطقة إلى موسم الأعاصير.