أروى الأعمى: أتمنى للسعوديات فرصا عادلة ولجدة التطوير

أول سعودية تشغل منصبا بارزا في وزارة الشؤون البلدية والقروية

د. أروى الأعمى
TT

بعد انقضاء أقل من 4 أشهر على تعيين السعودية نورة الفايز في منصب قيادي بارز كنائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات لأول مرة في تاريخ المملكة، شكل قرار تعيين سعودية أخرى هي الدكتورة أروى الأعمى في منصب بارز لكن هذه المرة في وزارة لم تعرف حضورا نسائيا قويا هي وزارة الشؤون البلدية والقروية، موضوع الساعة ومؤشرا قويا على خطوات متلاحقة وسريعة في مجال تمكين المرأة وتقوية حضورها في المؤسسات والدوائر الحكومية.

الدكتورة أروى الأعمى التي أصدر المهندس عادل فقية أمين محافظة جدة قرارا بترقيتها لشغل منصب مساعد الأمين العام لشؤون تقنية المعلومات الأربعاء الماضي، لتكون بذلك أول سعودية تشغل منصبا بارزا في أمانة إحدى المحافظات ووزارة الشؤون البلدية والقروية، بعد سجل عملي حافل بدأ في جامعة الملك عبد العزيز حيث عملت كمشرفة على قسم الحاسبات وتقنية المعلومات في الجامعة بعد استحداثه وتدرجت فيه لتصل إلى مرتبة وكيل كلية الحاسب الآلي. كما عملت مستشارا للتقنية بمجموعة «صافولا» لعدة سنوات، لتعمل بعدها في أمانة مدينة جدة كمستشارة للأمين في بداية توجه الأمانة لإدراج العنصر النسائي ضمن طواقم موظفيها، وهو التوجه الذي شاركت الأعمى في صياغته منذ كان فكرة وحتى تحقيقه على أرض الواقع.

وفي أول تصريح صحافي لها عقب تعيينها، أكدت الأعمى في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بأنها تكن ولاءً كبيرا لجامعة الملك عبد العزيز باعتبار أنها لا تزال تشغل منصب أستاذ مشارك في كلية الحاسبات بالجامعة، وهي حاليا تعمل مع الأمانة على بند الإعارة، وعليه فإنها ستسعى بعد توليها المنصب الجديد لتمكين المزيد من السعوديات وتدريبهن ومساعدتهن على الالتحاق بالعمل ضمن الدوائر الحكومية وبشكل خاص إدارتها التي تتولى مهامها حاليا.

وقالت الأعمى «جميع موظفات الأمانة حاليا في إدارة التواصل الإلكتروني كن من الطالبات الخريجات من قسم الحاسبات بجامعة الملك عبد العزيز قمنا بتدريبهن، وحاليا هناك مباحثات مع الجامعة لتدريب الطلاب والطالبات ضمن البرامج الصيفية وأتمنى أن يتعاونوا معنا بهذا الخصوص لأننا نطمح لتحقيق زيادة نوعية وكمية في فرص توظيف السعوديات داخل الأمانة». وحول مهام منصبها الجديد، أكدت الأعمى أن المهمة الأساسية التي يتطلبها المنصب هي كونها مسؤولة عن تقنية المعلومات في جميع مرافق الأمانة، ويدخل ضمنها البنية التحتية، والبرامج والنظم، والخدمات والدعم الإلكتروني، والتواصل الإلكتروني، وغير ذلك، وأضافت «عملت مع الأمانة لمدة 10 أشهر شغلت خلالها منصب المدير العام للتواصل الإلكتروني وهي إحدى 8 إدارات تقع الآن ضمن الدوائر التي أديرها وأرأسها، ثم عملت مع الأمين العام كمستشار غير متفرغ وساهمت في تأسيس الإدرات النسائية، والآن لدينا أكثر من إدارة تعمل بها نحو 40 سيدة»، وأشارت الأعمى إلى أن الأمين العام في تخطيطه لأمانة محافظة جدة لديه نية لإيجاد زيادة كمية ونوعية من حيث توظيف السيدات داخل الأمانة.

وتابعت «من تجربتي الشخصية في الأمانة لا يوجد فرق بين السيدات والرجال، والأمر الأساسي هو الكفاءة، إلى جانب أن السيدات لديهن مجالات متاحة في الأمانة في وظائف تتناسب مع طبيعة تكوينهن مثل تقنية المعلومات، وهناك صفات مثل الدقة والصبر متوافرة لدى السيدات أكثر لهذا فهناك فرص وظيفية أكثر في هذه القطاعات، وهناك مجالات إدارية وتقنية وإدارة متخصصة بالرقابة والتفتيش مختصة بالمحلات النسائية، وخدمة العملاء، أيضا هناك سيدات في هذا القطاع حاليا لخدمة توجه يخدم توفير خدمة ملائمة للسيدات المراجعات».

أما عن الصعوبات التي تعترض الأعمى في عملها حاليا كما تقول فهي التحديات التي تسعى للتعامل معها على اعتبار أن حجم العمل بأمانة جدة كبير جدا تبعا للطموحات الموجودة لتطوير مدينة جدة وتطوير مؤشراتها العمرانية والسكنية والاجتماعية ضمن الخطط التي تسعى الأمانة لتحقيقها، إلى جانب صعوبات أخرى ناجمة عن كونها امرأة عاملة في قطاع حكومي وخدمي، وهو ما جعلها تواجه صعوبات مثل رفض بعض شرائح المجتمع التي لا تستوعب عمل المرأة كثيرا، إلا أن شرائح أخرى متقبلة كثيرا وخاصة من قبل الرؤساء والمديرين والمسؤولين.

وقالت الأعمى: «عندما تسلمت منصبي الجديد قال لي الأمين العام نصيحة مفادها أن أحافظ على تواضعي لأستطيع الاستمرار والنجاح وهي النصيحة التي أسعى لتحقيقها دائما، وأوجهها بدوري لكل السعوديات اللاتي يطمحن للعمل في القطاعات الحكومية وتولي مناصب قيادية فيها، إلى جانب ضرورة الالتفات إلى العمل والكفاءة فيه فقط وهو ما يثبت وجود السيدات في نهاية المطاف، ولدي أمنيتان أتمنى تحققهما؛ الأولى هي أن تمنح السيدات فرصة متساوية مع الرجال للعمل في أي مجال يرغبنه وأن يكون المقياس هو الكفاءة والأداء، وأمنيتي الأخرى هي أن تعود مدينة جدة لسابق عهدها وأن تصبح في مصاف أفضل المدن وأكثرها رقيا ونماء على مستوى العالم كله.