مراسم استقبال غير مسبوقة للرئيس الأميركي.. ومبارك يؤكد فتح كل المواضيع بدون تحفظ

زار الأهرامات و«أبو الهول» ومسجد السلطان حسن

الرئيس المصري حسني مبارك لدى استقباله الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

استقبلت القاهرة، أمس، الرئيس الأميركي باراك أوباما بمراسم غير مسبوقة، عكست حفاوة بالغة بالضيف الكبير، ففي قصر القبة الرئاسي أحاطت الخيول بموكب سيارات أوباما حتى وصل إلى مقر الاجتماع مع الرئيس حسني مبارك، الذي استقبله على الدرج الخارجي، ليعقد الرئيسان جلسة مباحثات مغلقة وأخرى بحضور أعضاء وفدي البلدين. وفي تصريحات مقتضبة خلال اللقاء بقصر القبة أكد أوباما أنه سيعمل «في إطار شراكة مع دول المنطقة لتحقيق تطلعاتها».

وقال أوباما «إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل في إطار شراكة مع دول المنطقة حتى تحقق جميع الشعوب تطلعاتها».

وأضاف أوباما، الذي نقل التلفزيون المصري تصريحاته، أنه ناقش مع مبارك «سبل السير قدما» في عملية السلام. وتابع «أبلغته وأبلغكم جميعا تحيات الشعب الأميركي إلى الشعب المصري».

وقال مبارك من جهته إنه بحث مع الرئيس الأميركي «مواضيع كثيرة على رأسها قضية الشرق الأوسط وهي القضية المؤثرة في المنطقة، كما بحثنا موقف إيران النووي». وأضاف «فتحنا المواضيع كلها بلا تحفظ».

ووصل الرئيس الأميركي صباح أمس قادما من الرياض بعد ختام زيارته للسعودية التي كانت المحطة الأولى في جولته الحالية. وعقب المباحثات الرئاسية، قام الرئيس الأميركي بجولة في مسجد السلطان حسن بحي القلعة (وسط القاهرة) رافقته خلالها وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، استمع فيها لشرح مفصل حول تاريخ المسجد الأثري وأبدى إعجابه بالزخارف الإسلامية التي تزين المسجد وتعود لعصر المماليك.

وانتقل أوباما بعد ذلك إلى جامعة القاهرة، حيث ألقى خطابه للعالم الإسلامي، أمام نحو 3 آلاف شخص في قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، واجتمع بعد ذلك بعدد من الصحافيين، وعندما سئل عن الصعوبات التي ستواجهه عند التعامل مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة عند محاولة تحقيق السلام في المنطقة، رد أوباما قائلا إنه قد التقى بنتنياهو عدة مرات عندما كان سيناتورا، وهو يدرك أنه «شخص ذكي جدا ويستطيع فهم مقتضيات قضية السلام في المنطقة»، وأكد مرة أخرى على أن «إسرائيل شريك مهم لأميركا».

وعقب ذلك، عقد أوباما لقاء مغلقا مع أعضاء السفارة الأميركية بالقاهرة، استمر لنحو الساعة، أبدل بعدها ملابسه الرسمية التي كان يرتديها خلال الخطاب ليرتدي بنطلونا أبيض و«تي شيرت» أزرق وحذاء رياضيا ونظارة شمس سوداء وتوجه إلى نادي الجزيرة الرياضي ليستقل طائرة مروحية أقلته إلى منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة، آخر محطات زيارته للعاصمة المصرية».

وحرص أوباما على التقاط الصور التذكارية له في منطقة الأهرامات وتمثال «أبو الهول» الذي نال إعجابه، ودار حول التمثال من كافة الاتجاهات، مستمعا لشرح من الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار خلال جولة على الأقدام، بمنطقة الأهرامات، التي شملت أهرامات الملكات والهرم العقائدي الذي اكتشف أخيرا ومنطقة الحفائر ومركب الشمس.

وقال حواس لـ«الشرق الأوسط» «الرئيس أوباما كان في غاية السعادة والانبهار بالحضارة الفرعونية، وقال معلقا على ما رآه (البعض قال إن الأهرامات بنتها مخلوقات خرافية أو فضائية، ولكن بعد ما رأيته أستطيع القول إنها حضارة عظيمة لشعب عظيم)»، مشيرا إلى أن أوباما هو أول مسؤول مهم يدخل إلى غرفة الدفن بهرم خوفو (الهرم الأكبر)، نافيا أن يكون هناك أي تخوف من دخول أوباما لغرفة الدفن.

وأشار حواس إلى أن الجولة كلها تمت سيرا على الأقدام، موضحا أنه أهدى أوباما كتابا له ولزوجته عن الآثار الفرعونية، كما أهداه كتابا لابنتيه عن لعنة الفراعنة، وفي نهاية الجولة أهدى أوباما قبعته الشهيرة.