خطاب أوباما: انقسم العرب في وصفه.. بين الإيجابي.. و«بياع كلام» شعبيا

قالوا إنه تحدث كأنه سيد للعالم.. وقدم خطابات بوش بمفردات جديدة.. وإنه يصطدم بـ«أزمة ثقة» عربية

TT

تباينت ردود الفعل العربية حول خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وفيما اعتبرته مصر أنه «خطاب ناجح»، تأرجح الموقف المعارض والشعبي فيها بين اعتباره خطوة إلى الأمام أو انتقاده لدرجة وصفه بأنه ينقسم إلى قسمين غير متساويين، الأول هو «ما يطلبه المستمعون» والثاني «اخترنا لك» أي مقتطفات من خطابات الرئيس السابق جورج بوش. القاهرة رسميا: أشاد أبو الغيط وزير الخارجية بخطاب أوباما وقال لـ«الشرق الأوسط» من داخل قاعة الاحتفالات الكبرى، إنه «خطاب رائع وعلينا أن ننتظر بقية الخطوات الإيجابية». وأضاف أبو الغيط «التغيير لا يأتي من خطاب واحد، ولكنه بداية مبشرة، وعلينا أن ننتظر بقية الخطوات والتفاعل بين الجانبين».

ووصف عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخطاب بأنه «خطاب رائع وإيجابي»، وقال «أعاد التوازن الذي افتقده الخطاب الأميركي تجاه قضايا المنطقة طويلا». أما الدكتور عبد الحليم قنديل، المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، فاعتبر أن أوباما «باع بضاعة فاسدة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» «خطاب أوباما مقسم لقسمين غير متساويين؛ الأول هو قسم «ما يطلبه المستمعون» ليلعب على مشاعر وعواطف الحضور، والثاني هو قسم «اخترنا لك» حيث اختار أجزاء من خطابات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ولكن بمفردات جديدة. الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لمرشد الإخوان، اعتبر أن الخطاب كان مبادئ عامة تناولت العديد من المحطات، بعضها جاء صادما مثل النقطة الخاصة بإسرائيل والانحياز لها. شعبيا: أخذ المدون المصري وائل عباس على أوباما أنه «لم يتحدث بالتفصيل عن أهم شيء على الإطلاق وهو الديمقراطية». ووصف كمال حبيب، الزعيم السابق لحركة «الجهاد الإسلامي» المصرية، الخطاب بأنه «بداية جديدة حقا». وقال محمد السيد سعيد الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام «هذا خطاب عظيم، وسيكون تاريخيا بالفعل».

الرياض بالرغم من ردود الفعل الواسعة والمرحبة بالمضامين التي احتواها خطاب أوباما، غير أن ما يضعف نظرة التفاؤل، هو ما وصفه الدكتور صالح الخثلان، أستاذ قسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بـ«أزمة الثقة» والـ«تشكيك» بالسياسات الأميركية في المنطقة، الناتجة عن التحيز التام لإسرائيل. ويرى الدكتور صدقة فاضل، عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز، أن التحرك الأميركي الجديد فيه بعض الإيجابيات، أهمها التوجه التصالحي لإدارة أوباما، التي تحاول جاهدة إصلاح ما أفسدته إدارة بوش، والتي أسهمت بسياساتها في توليد الكراهية والتوتر بين أميركا والعام الإسلامي. شعبيا: تراوحت آراء الخبراء السعوديين المتابعين لكلمة الرئيس الأميركي بين الإشادة بدلالاتها العامة والرسائل الإيجابية التي سعى إلى إيصالها للمتلقي العربي والمسلم، وتسجيل عدد من النقاط السلبية عن جوانب أغفل الحديث عنها، أو لم يتناولها بشكل مقنع ومتوازن. ويرى الدكتور أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أن الرئيس الأميركي أوباما يمتاز بمصداقية أفضل من سابقيه، داعيا لانتهاز هذه الفرصة. وانتقد صدقة فاضل أوباما لإغفاله الحديث عن الترسانة النووية التي تمتلكها إسرائيل، واكتفائه بالإشارة للبرنامج النووي الإيراني، وتحذيره من مخاطر انجرار المنطقة إلى سباق تسلح خطير. رام الله رسميا: استقبلت السلطة الفلسطينية، خطاب أوباما في القاهرة، بالترحيب والأمل، واعتبر «بداية أميركية جديدة ومختلفة ورسالة واضحة للإسرائيليين». ووصفه رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بأن خطابه سيدخل التاريخ. لكنه قال إن الكلمات بحاجة إلى أن تتوازن مع أفعال على الأرض.

شعبيا: تفاوتت الآراء، بين مستبشر بالتغيير، ومتشكك فيه. فهناك من اعتبره مختلفا وواضحا وصادقا تماما، ولا يحمل كرها للإسلام مثل سلفه بوش. وهناك من قال إن تطبيق أوباما لنواياه سيكون صعبا، وحذر مما سماه سطوة وقدرة إسرائيل، وقال، «سيدبرون له قصة ما وقد يتراجع».

غزة رسميا: اعتبرت حركة حماس أن الخطاب يعكس فقط تغييرا في الأسلوب. وقال أيمن طه، القيادي في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن أوباما كرر في خطابه مرتكزات السياسة التقليدية للولايات المتحدة من الصراع. واعتبر أن حرص أوباما على التوجه للعالم الإسلامي «إقرار أميركي بخطأ التجاهل الرسمي للرأي العام الإسلامي». شعبيا: تفاوتت ردود الفعل الشعبية، ففي حين اعتبره البعض أنه يحمل تغييرا إيجابيا تجاه القضية الفلسطينية، رأى فيه البعض الآخر تكرارا للسياسات الأميركية نفسها. تل أبيب رسميا: اقتصر رد الفعل الأولي لنتنياهو، الذي تابع عبر شاشات التلفزيون الخطاب بكامله، على الدعوة إلى جلسة طارئة لطاقم الوزراء السياسيين والأمنيين، لبحث مغزى الخطاب وتأثيره على العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية. وجاءت ردود الفعل من الرئيس شيمعون بيريس الذي وصف الخطاب بأنه تاريخي وشجاع وينطوي على حلم يخدم مصالح جميع شعوب المنطقة. شعبيا: قالت داليا إيتسيك، إن خطاب أوباما يدل على أن حكومة نتنياهو، ونتيجة تمسكها بالقشور وتصريحاتها التي تدخل في باب استعراض العضلات، أضاعت الفرصة للتأثير على مواقف الولايات المتحدة. لبنان رسميا: اعتبر النائب في قوى «14 آذار» سمير فرنجية أن أهمية خطاب أوباما، تنبع من أنها المرة الأولى التي يخاطب فيها زعيم من الغرب، العرب بمفاهيم الشرق. أما حزب الله فقد انتقد الخطاب، معتبرا أنه خطاب «إنشائي» لا يتضمن «أي تغيير حقيقي» في الموقف الأميركي من الشرق الأوسط.

سورية رسميا: قال محمد حبش نائب في البرلمان السوري: ينبغي عدم الشعور بالإثارة المفرطة لأن أوباما كان في القاهرة لخدمة مصالح بلاده ولكن يمكن التوصل إلى سبيل للوصول إلى أرضية مشتركة للاستفادة من خطابه.

شعبيا: قال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، سامي مبيض، إن الخطاب يحمل لغة جديدة وهو ـ قولا واحدا ـ لا يشبه حكم بوش أو أيا من مفردات القاموس السياسي الأميركي التقليدية.

السودان وفي الخرطوم، وصف أكاديميون وأساتذة جامعات وصحافيون خطاب الرئيس أوباما بأنه «إيجابي على المستوى النظري»، غير أن بعضهم تساءل حول ما إذا كان الرئيس الأميركي قادرا على ترجمة كل ما ورد في الخطاب إلى عمل.