السعودية والكويت تؤطران تاريخهما المشترك باتفاقية رسمية

أمين دارة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: التوقيع سيخلق أرضية مشتركة لثقافة وتاريخ الدولتين

جانب من محفوظات دارة الملك عبد العزيز («الشرق الأوسط»)
TT

أبرمت السعودية ودولة الكويت أمس، اتفاقية تبادل للمعلومات التاريخية، وتتبنى أفكار تُعزز من خدمة تاريخ البلدين، ومنطقة الخليج بشكلٍ عام.

ودخلت دارة الملك عبد العزيز، ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بدولة الكويت في اتفاقية رسمية، تُمثل خطوةً اعتبرها الدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز، تعمل على إثراء تاريخ البلدين المشترك، بوسائل علمية عدة.

وأكد الدكتور السماري لـ«الشرق الأوسط» على سعي الاتفاقية لتعزيز وتأطير التعاون المشترك ما بين الباحثين السعوديين والكويتيين في الأمور التاريخية المشتركة ما بين البلدين، إضافةً إلى خلق أرضية مشتركة للأعمال الثقافية التاريخية السعودية والكويتية في آنٍ واحد.

وقال السماري في إجاباته عن أسئلة طرحتها «الشرق الأوسط» خلال توقيع الاتفاقية في الرياض «سنعمل من خلال الاتفاقية الأولى من نوعها التي تدخلها السعودية مع الكويت في هذا الجانب، والمنبثقة من اتفاقية عامة مُبرمة بين البلدين، على إقامة معارض تُحاكي القضايا التاريخية بين البلدين، إضافةً إلى عملها على تبادل الخبرات في التاريخ الشفوي، والتوثيق والأحداث».

وتُعطي الاتفاقية، الفرصة للباحثين سواءً في السعودية أو الكويت، للحصول على بحوثهم ودراساتهم بطرق إلكترونية، تُغنيهم من عناء السفر للدولة الأخرى، المراد البحث في تاريخها، ووثائقها الرسمية.

وأضاف السماري «هذه الاتفاقية، تُعدُ السادسة لدارة الملك عبد العزيز، مع مركز يُماثل له في الاهتمامات والتوجهات في دول أخرى، وقد وقعت الدارة مع عدد من المراكز الإقليمية والعربية والدولية، وهو ما يندرج في إطار استراتيجيتها، الرامية لبناء جسور تواصل سريعة، مع المراكز ذات الاختصاص»، مؤكدا على تهيئة الاتفاقية لدراسات مشتركة، والاهتمام بالتوثيق التاريخي.

من جانبه، اعتبر الدكتور فهد الناصر مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في دولة الكويت، الاتفاقية نقطة دعم لعلاقات الشعبين السعودي والكويتي، إضافةً إلى سير الاتفاقية ذاتها على خُطا دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً في جوانب التبادل الثقافي، والأنشطة المشتركة ما بين دول المجلس.

يذكر أن دارة الملك عبد العزيز، ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، يندرجان في عضوية الأمانه العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول مجلس التعاون الخليجي.

وتعمل دارة الملك عبد العزيز، التي يترأس مجلس إدارتها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، على تطبيق أهداف علمية عدة، تسعى من خلالها لتحقيق استراتيجيتها الشاملة، في خدمة التاريخ السعودي بصفة خاصة، وتاريخ الجزيرة العربية، والتاريخ العربي والإسلامي بصفة عامة.

وترتكز أهداف دارة الملك عبد العزيز، على حفظ مصادر تاريخ السعودية، المكتوبة والشفوية والمرئية، وبالتالي جمعها، لتخدم حركة البحث العلمي حول التاريخ الوطني، وتحقيق الكتب التي تخدم جوانب دائرة اختصاصها وطبعها وترجمتها، وتعمل على تنظيم المحاضرات والندوات والمؤتمرات عن سيرة الملك عبد العزيز – رحمة الله – خاصة، وعن المملكة وحكامها وأعلامها قديماً، لخدمة الباحثين والباحثات من الداخل والخارج.

ويضم مركز أرشيف الصور والأفلام التاريخية بالدارة، 68000 صورة فوتوغرافية، و720 شريط فيديو، و1613 شريطاً صوتياً توثيقياً لأحداث وشخصيات وأماكن في تاريخ السعودية والجزيرة العربية، فيما أنجزت الدارة تسجيل أكثر من 5000 لقاء في مركز التاريخ الشفوي، مع كبار السن والمعمرين عن ذكرياتهم في حياتهم وحياة مجتمعهم.

ويعمل بدولة الكويت في المقابل، مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، والذي يُعدُ أحد المراكز العلمية في المنطقة، التي تهتم بشأن تاريخ الخليج والجزيرة العربية والجوار الجغرافي، ويعمل على إبراز الخصوصية البيئية لمنطقة الخليج والجزيرة العربية، بالإضافة إلى إجراء الدراسات وعقد الندوات والمؤتمرات، التي تستهدف بالدرجة الأولى، الاهتمام بقضايا الخليج السابقة والمعاصرة، والوقوف على مسارات الأحداث والتفاعل معها في المنطقة.