شركات الطيران العالمية سوف تخسر 9 مليارات دولار في ظل الأزمة العالمية

إيرباص: 2009 سيكون عاما صعبا لطلبات شراء الطائرات

TT

أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي أمس، أنه من المتوقع أن تخسر شركات الطيران العالمية 9 مليارات دولار هذا العام بسبب الأزمة المتفاقمة التي يمر بها قطاع الطيران عالميا. وأوضح مسؤول كبير في الاتحاد لرؤساء شركات الطيران الذين بدأوا اجتماعاتهم في ماليزيا أمس، أن الأرقام المعدلة التي تمثل ارتفاعا كبيرا عن الـ4.7 مليار دولار التي تم توقعها في مارس (آذار) الماضي، تشير إلي أن انتعاش القطاع أمامه طريق طويل.

وقال المدير العام للاتحاد جيوفاني بيسنياني أمام أكثر من 500 من كبار المسؤولين في قطاع الطيران في الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي الذي يستغرق يومين ويعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور «إن الوضع اليوم غير مسبوق فهو الأصعب على الإطلاق». وقال الاتحاد إنه خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي انخفضت حركة الطيران الجوي للركاب بنسبة 3.1 في المائة وللبضائع بنسبة 21.7 في المائة، وذلك مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وحذر الاتحاد في تقريره من أن بيانات شهر مايو (أيار) الماضي قد تكون أسوأ من ذلك بكثير.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية، أنه بالإضافة إلى تراجع الطلب على حركة نقل الركاب والبضائع جويا، فإن قطاع الطيران يواجه أيضا مشكلة ارتفاع أسعار وقود الطائرات الذي وصل لأقصى معدل له منذ ستة أشهر وسجل 75 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي.

وسوف تسفر التحديات التي تواجه قطاع الطيران عن نقص الإيرادات تبلغ 80 مليار دولار لهذا العام، مما يمثل ارتفاعا عن الخسارة التي تم تسجلها العام الماضي وبلغت 4.10 مليار دولار.

وقال رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق خلال الجلسة الافتتاحية «إنه لم يحدث من قبل أن كانت احتمالات حدوث شلل في كافة أعمال القطاع حقيقية للغاية مثل الآن».

وأضاف «ولم تكن الحاجة لتفكير جديد وأساليب جديدة في قطاع الطيران ضرورية وماسة مثل الآن».

وعلى الرغم من مزيد من التوقعات الإيجابية التي أبداها صناع القرار والاقتصاديون بشأن الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن محللي قطاع الطيران حذروا من أنه في الوقت الذي ربما يكون قد انتهى فيه الأسوأ بالنسبة لشركات الطيران، فإن الانتعاش غير محتمل حدوثه خلال الستة أشهر القادمة.

وقال بيسنياني «يرى المتفائلون إمكانية حدوث نمو بحلول نهاية العام ولكن المتشائمين يرون أن هذا مجرد سراب».

وأضاف «أنني واقعي ولا أرى حقائق تدعم الشعور بالتفاؤل».

ويشارك في اللقاء السنوي أكثر من 500 من كبار المسؤولين في قطاع الطيران وتتصدر جدول أعمال الاجتماع مناقشة الجهود المختلفة التي يتعين على شركات الطيران بذلها لكي تستمر في عملها خلال الأزمة الحالية.

وعلى صعيد آخر ذكرت عدة شركات طيران تستخدم طائرات إيرباص إيه 330 ـ 200 التي تحطمت في المحيط الأطلسي في الأسبوع الماضي، أنها ستنتظر توجيهات من الشركة المصنعة للطائرة قبل تغيير أي أجزاء.

وصرح بيورن ناف الرئيس التنفيذي لطيران الخليج لـ«رويترز» أنه يسعى لعقد اجتماع مع إيرباص خلال الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي في العاصمة الماليزية لمعرفة آخر ما تم التوصل إليه بشأن حادث التحطم وأسبابه.

وصرح في مقابلة «إذا كانت هناك توصية رسمية بالطبع سنتحرك. نحن لا نتنازل فيما يتعلق بالسلامة».

وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء أن محققين فرنسيين أوضحوا أن إيرباص رصدت تضاربا في قراءات أجهزة قياس السرعة قبل تحطم طائرة إير فرانس في الأسبوع الماضي، ونصحت عملاء بتغييرها. وقال أكبر البكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية التي تمتلك 16 طائرة من طراز إيه 330 ـ 200 إن شركته سوف تلتزم بأي توجيهات تصدر عن إيرباص.

وفي الوقت ذاته ذكرت شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات، أن عام 2009 سيكون عاما صعبا لطلبات شراء الطائرات مع تأجيل عدد كبير منها، رغم أنها لا تتوقع زيادة كبيرة في حالات إلغاء طلبات الشراء. وذكر جون ليهي المدير التجاري لإيرباص في مقابلة مع «رويترز» على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «أنه عام صعب لطلبات الشراء».

وتعاني إيرباص ومنافستها بوينغ من تراجع الطلب على السفر جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، مما دفع العديد من شركات الطيران لإلغاء طلبات شراء أو تأجيلها.

وتوقع ليهي أن تعلن إيرباص عن طلبات شراء جديدة في معرض باريس الجوي الأسبوع المقبل، ولكنها لن تكون مثل العام الماضي. وقال ليهي «سيكون هناك بعض الإعلانات عن طلبات شراء ولكن يمكني أن أؤكد لكم أنها لن تقترب من حجم طلبات الشراء في معرض العام الماضي التي بلغت 400 طائرة». وتوقع تأجيل عدد من طلبات الشراء وليس إلغاء عدد كبير من الطلبيات. وقال «المشكلة ليست في إلغاء طلبيات بل في تأجيلها. لا اعتقد أنه سيكون هناك عدد كبير من الإلغاءات».

ويبلغ عدد طلبات الشراء لدى إيرباص أكبر شركة منتجة لطائرات الركاب في العالم 11 طائرة بعد إلغاء طلبات شراء 21 طائرة حتى نهاية مايو (أيار). ورغم قتامة الوضع أشار ليهي إلى أن احتمال شراء يونايتد إيرلاينز ما يصل إلى 150 طائرة جديدة يشير لانتعاش في السوق.

وأضاف «أنه يشير إلى بداية تحول. بدأنا نرى مزيدا من النشاط. نتفاوض مع شركات طيران مختلفة بشأن طلبيات جديدة».