مصادر مصرية: خطة أميركية لانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال عامين

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع مشعل اليوم سبل إنهاء الانقسام الفلسطيني * هنية: اتصالات على أعلى مستوى لاستئناف الحوار

جندي إسرائيلي يتمسك بحائط إسمنتي أثناء عملية إزالة نقطة تفتيش بالقرب من نابلس أمس (أ.ب)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الجانب الأميركي، أطلع الجانب المصري، خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، للولايات المتحدة يوم 26 مايو (أيار) الماضي، على ما وصفته مصادر مصرية مطلعة بأنه «مخطط لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين خلال عامين»، وطلبت واشنطن ردا سريعا من الجانب العربي، خلال فترة وجيزة.

وأضافت المصادر، «أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا الوفد المصري أيضا، أنهم عرضوا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن المخطط ذاته، وطلبوا منه أن يقدم ردا خلال ستة أسابيع، تبدأ مباشرة بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، في القاهرة. وأشارت المصادر إلى أن القيادة السياسية المصرية استشعرت أن أوباما، جاد للغاية في طرحه، وبالتالي فإن العقبة التي تواجه الموقف العربي هي الانقسام الفلسطيني، ومن هنا قررت مصر، بالتشاور مع عدد من الزعماء العرب، إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني في أسرع وقت ممكن، وطلبت مصر من عدد من الدول العربية، أن تساعد الجهود المصرية بكل قوة، ولهذا السبب كلف الرئيس حسني مبارك، اللواء عمر سليمان، التحرك بسرعة وحسم لإنهاء الانقسام الفلسطيني، فأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتكليف مبارك، والمخطط الأميركي، فأرسل أبو مازن وفدا رفيع المستوى، برئاسة أحمد قريع، كما طلبت مصر من خالد مشعل الحضور على وجه السرعة، لوضع جدول زمني سريع ينهي الانقسام الفلسطيني، حتى يكون الجانب العربي جاهزا للدخول في التسوية، كما تقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم 17 من الشهر الحالي، سيكون البند الرئيسي في جدول أعماله هو تأييد الجهود المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقد أعلن مسؤول مصري رفيع المستوى أن «الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية سيلتقي اليوم في القاهرة، وفدا من حركة حماس، من الخارج والداخل، برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة».

وأوضح المسؤول أن «الوزير سليمان دعا وفد حماس للحضور إلى القاهرة في إطار الجهود التي تقوم بها مصر لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، بهدف تمهيد الطريق للعملية السياسية»، وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «إن مصر ستواصل مشاوراتها واتصالاتها مع كافة التنظيمات والفصائل الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، في إطار الحفاظ على قوة الدفع والتوافق على كافة قضايا الحوار الوطني، بما يهيئ المجال أمام توقيع الاتفاق النهائي للمصالحة الفلسطينية في القاهرة في السابع من يوليو (تموز) المقبل لتمهيد الطريق للعملية السياسية».

من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية، إن اتصالات فلسطينية مصرية تجرى حاليا على أعلى مستوى لاستئناف الحوار الوطني واستكمال مناقشة القضايا الخلافية بين الفرقاء في الساحة الفلسطينية. وخلال تفقده قاعات امتحانات الثانوية العامة، التي بدأت في قطاع غزة والضفة الغربية صباح أمس، أعرب هنية عن أمله في أن تسفر الاتصالات عن وضع حد لحالة الانقسام الداخلي، سيما عقب تفجر أحداث قلقيلية. وأعلنت حركة حماس أن وفدا من قيادتها من الداخل والخارج برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة توجه للعاصمة المصرية القاهرة للقاء مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.

وقال أيمن طه، القيادي في الحركة «إن الوفد سيبحث موضوع الاغتيالات الأخيرة من قبل الأجهزة الأمنية بالضفة بصفوف المقاومين المجاهدين، بالإضافة إلى بحث موضوع الحوار برمته. وأضاف «إن وفد الحركة يضم كلا من نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وإياد أبو النصر، إضافة إلى عضوين من المكتب السياسي للحركة من غزة». موضحا أن اللقاء المتوقع مع اللواء سليمان سيتم على الأرجح اليوم.

ونفى طه أن تكون الحركة قد قدمت ورقة للمصريين بخصوص تعليق مشاركتها للحوار، معتبرا أن موقف الحركة من الحوار لم يحسم حتى اللحظة، وأن الحوار مترنح وعلى شفا الانهيار في حال واصلت الأجهزة الأمنية سياسة الاعتداءات على المقاومة سواء بالاعتقال أو الاغتيال.

وزار القاهرة، أول من أمس، وفد من حركة فتح برئاسة أحمد قريع «أبو العلاء» عضو اللجنة المركزية ومفوض التعبئة والتنظيم، وعضوية عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي، واستقبلهما الوزير عمر سليمان وبحث معهما سبل إنجاز مسيرة الحوار الفلسطيني، ومعالجة القضايا التي برزت أخيرا، نتيجة التوتر الذي ساد العلاقات بين حركتي فتح وحماس.

في غضون ذلك جدد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تأييد العرب والجامعة العربية للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.. مشددا في تصريحات صحافية على أن هذه عملية أساسية وحيوية للفلسطينيين أنفسهم، وعليهم مسؤولية الوصول لمصالحة سريعة خصوصا في ضوء التطورات في المواقف الدولية المتسارعة الواضحة إزاء الصراع العربي الإسرائيلي ككل.

إلى ذلك أكد المسؤول المصري «أن مصر حريصة على إنهاء الانقسام في أسرع وقت ممكن في ضوء الخطاب السياسي الأميركي الجديد لتحقيق السلام في المنطقة وتأكيدات الرئيس أوباما على البدء في عملية السلام بأسرع وقت ممكن لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. يضم وفد حماس موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ومحمد نصر عضو المكتب السياسي (من الخارج)، ومحمود الزهار ونزار عوض الله عضوي المكتب السياسي من الداخل. وقال مسؤول رفيع بحركة فتح إن القاهرة ستدعو أعضاء اللجان الخمس المنبثقة عن الحوار الوطني الفلسطيني التي تم تشكيلها في أول جولة للحوار، للاجتماع بالقاهرة خلال الأيام القادمة، لتقديم ردود بشأن القضايا الخلافية من أجل إنهائها قبل الخامس من يوليو (تموز) حيث سيتم دعوة جميع الفصائل لإقرار ما تم التوصل إليه لإعلانه في السابع من يوليو.

وأضاف المسؤول «إن القضايا الثلاث العالقة على أجندة الحوار الوطني الفلسطيني هي: النظام الانتخابي، حيث تميل القاهرة إلى حسم الأمر باعتماد 75% للقائمة النسبية، وكذلك تشكيل القوة الأمنية المشتركة، واللجنة الفصائلية التي سيكون مرجعيتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن». يذكر أن حركة حماس هددت بوقف الحوار مع فتح في حال واصلت الأجهزة الأمنية في الضفة سياسة «الاعتداءات» على عناصر حماس سواء بالاعتقال أو الاغتيال.