القذافي يقوم بزيارة تاريخية إلى روما مرفوقا بوفد يضم 200 شخص

سينصب خيمته في حديقة «فيلا دوريا بامفيلي»

TT

يقوم الزعيم الليبي معمر القذافي بزيارة تاريخية إلى روما اليوم تضع حدا لأربعين عاما من العلاقات المتوترة بين ليبيا ومستعمرها السابق. وأصبحت أول زيارة لقائد الثورة الليبية ممكنة بفضل المعاهدة التاريخية الموقعة في أغسطس (آب) الماضي بين البلدين والتي ستمحو آثار ثلاثين عاما من الاستعمار الإيطالي لليبيا (1911 ـ 1942).

وسينصب القذافي خيمته في حديقة «فيلا دوريا بامفيلي»، وهي أوسع حديقة في روما، إلا أنه سيمضي ليلته في القصر الفخم الذي يحمل الاسم نفسه والذي يعود إلى القرن السابع عشر والمشرف على الحديقة. ومن المتوقع أن يلتقي خلال زيارته رئيس الحكومة برلسكوني ورئيس الدولة جورجيو نابوليتانو ورئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان. كما سيلتقي في ختام زيارته يوم الجمعة «رئيسة أصحاب العمل» ايما مارسيغاغليا ورؤساء شركات بالإضافة إلى سيدات من عالم الصناعة والسياسة والثقافة. كما طلب القذافي لقاء ممثلين للجالية اليهودية التي طردت من بلاده عقب الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي عام 1967.

وسيرافق الزعيم الليبي في رحلته إلى روما وفد ضخم يضم ما بين 200 و300 شخص بحسب مصدر إيطالي في طرابلس. وأضاف المصدر أن «ذلك مكلف جدا بالنسبة إلى إيطاليا، ولكن كما يعلم الجميع فإن ليبيا تعني الكثير لروما».

وتعد هذه الزيارة بالنسبة إلى روما «تاريخية من جوانب عدة»، بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيطالية موريتسيو ماساري. واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن معاهدة «الصداقة والتحالف» التي وقعها والتي اعتبرتها طرابلس «تاريخية» ستسمح لليبيا بالحصول على اعتذارات وتعويضات للفترة الاستعمارية، ولروما «بالحد من الهجرة غير الشرعية والحصول على قدر أكبر من الغاز والنفط الليبي». أما ليبيا التي تنطلق من شواطئها القوارب المحملة بالمهاجرين غير الشرعيين وتستخدم ذلك وسيلة ضغط على إيطاليا، فقد وافقت على تسيير دوريات مشتركة في مياهها الإقليمية وأصبحت تستقبل المهاجرين غير الشرعيين المحاصرين في البحر الأبيض المتوسط.

واعتبر المحلل السياسي الليبي محمد شرف الدين أن زيارة القذافي لروما هي «نتاج مرحلة كبيرة ومهمة جدا لتطور العلاقات بين البلدين التي مرت بظروف مختلفة وأزمات وانفراج طيلة عشرات السنين». وقال مصدر ليبي إن إيطاليا تعتبر في مقدم المستوردين والمصدرين لليبيا على الرغم من «جميع العقبات الإدارية التي تعترض طريق الشركات الإيطالية».

ورأى رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة الليبية جمعة الأسطة أن الشركات الإيطالية في ليبيا والبالغ عددها 52 شركة هي الأكثر انتشارا بين الشركات الأجنبية. وأضاف الأسطة: «نتطلع إلى استثمارات إيطالية أوسع. نريد أن يكونوا (الإيطاليون) شركاءنا في أفريقيا وسنكون شركاءهم في أوروبا». وبفضل مواردها النفطية، تتمتع ليبيا بحضور في شركات إيطالية كبرى عدة كشركة «ايني» النفطية ومصرف «يوني كريديت».