الانتخابات الإيرانية: الإنترنت ينافس الأسلوب التقليدي

مؤيدو موسوي حرموا من التجمع في الاستاد الرياضي.. فاستخدموا الرسائل النصية والفيس بوك

TT

احتشد مؤيدو كل من أهم المرشحين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي تجرى الأسبوع الحالي، في تجمعين انتخابيين يوم الاثنين، وأكد ذلك الاختلافات بين أساليب كل من المعسكرين.

واحتشد ما يزيد على 100 ألف مؤيد للرئيس محمود أحمدي نجاد على الطريقة التقليدية في مسجد كبير، حيث وصلوا في حافلات بتنظيم من أعضاء الباسيج، وهي قوة شبه عسكرية تطوعية في إيران. وكانت الجموع غفيرة لدرجة أن سيارة أحمدي نجاد عجزت عن الوصول إلى المنصة. وأخذت ليلي أغاهاي، 17 عاما، تلوح للرئيس مرتدية عصابة رأس تحمل ألوان العلم الإيراني، رمز حملة أحمدي نجاد. وتوقف أحمدي نجاد لبعض الوقت على سطح سيارته الرياضية، حيث أوقفه الحشد المؤيد له، ثم غادر دون أن يلقي خطابا.

يقول جواد شمقدري، مستشار الرئيس للفنون ومدير أفلام حملة أحمدي نجاد الانتخابية: «يحب مؤيدونا أن يقتربوا من الرئيس، والمسجد الكبير مكان جيد ومركزي للاجتماع».

وكان على مؤيدي أكبر منافسي أحمدي نجاد، رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي أن يكونوا أكثر ابتكارا في البحث عن مكان لحشدهم، وفي نهاية الأسبوع رفضت مؤسسة حكومية السماح لحملته باستخدام استاد آزادي الذي يسع 120 ألف متفرج في طهران من أجل إقامة حشد انتخابي كان من المقرر عقده يوم الأحد. ولكن في أقل من 24 ساعة، وباستخدام الرسائل النصية ورسائل الفيس بوك، اجتمع آلاف من مؤيدي موسوي في شارع ولي العصر، وهو يمتد بطول 12 ميلا على الطريق الرئيسي في طهران.

وأحضر الكثيرون أحبالا أو شرائط خضراء، ربطوها معا لتشكل سلسلة كبيرة باللون المميز لحملة موسوي، ووصلت مجموعات ترتدي أغطية رأس خضراء أو قمصان خضراء من المدارس والجامعات. وأرشد منظم الطلبة محسن غديري، 19 عاما، نحو 40 طالبا من واحدة من أرقى الجامعات قائلا: «من هنا في الأسفل»، وكانوا يبحثون عن أماكن خالية في صف طويل من البشر.

وقال غديري، الذي كان يرتدي قميصا أخضر اللون يحمل صورة لموسوي: «بفضل الإنترنت والرسائل النصية استطعنا أن نحشد جمعا كبيرا في وقت قصير للغاية». وقد وصف شمقدري، مستشار أحمدي نجاد، أساليب حملة موسوي بأنها نوع من «الحرب النفسية» التي تشبه «الثورات الملونة» التي اجتاحت الحكومات في جورجيا وأوكرانيا. وقال: «إنهم يضعون جماعات من 100 شخص يرتدون ملابس ملونة في عدة مواقع في طهران، وذلك يربك المرور ويجعل الناس يعتقدون أن هناك شيئا مهما يحدث. كل ذلك من أساليب الثورة المخملية، ولكن المقصود منها فقط هو الحصول على الأصوات». ولا يوافق على هذا الرأي رضا بدمشي، مدير موقع إلكتروني مؤيد لموسوي. ويقول: «إذا كانت هناك أوجه شبه بين حملتنا والثورة المخملية فهذه صدفة محضة. نحن لا نريد ثورة، بل نريد أن يفوز موسوي».

وينقل موقع بدمشي، Spedidedam.com، خطب موسوي، الذي اشتكى مرارا من أن تليفزيون الدولة يفضل أحمدي نجاد. ويقول بدمشي: «هكذا ما زلنا ننشر رسالتنا عبر الإنترنت، وأفضل شيء فيها هو أنها مجانية»، وأضاف أن تلك هي «أكثر انتخابات رقمية وافتراضية على الإطلاق» تقام في طهران. وقد وصف شمقدري مؤيدي موسوي بالمهووسين الذين يمضون وقتا طويلا للغاية أمام أجهزة الكومبيوتر. ويقول: «على الرغم من أنه مضر بصحتهم العقلية فإن مؤيدي موسوي يمضون ساعات على الإنترنت. وشبابنا اجتماعي بصورة أكبر منهم، وهم يفضلون الذهاب إلى مراكز الباسيج أو الخروج إلى الشوارع أو لعب الرياضة. إنهم يحبون الاجتماع في مجموعات، ولكنّ مؤيدي موسوي أكثر عزلة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»